كيف أنقذ نفسي؟
![]() |
أنا بائسة و حائزة على شهادة مزاولة العزلة مصدقة مع مرتبة الشرف |
مرحباً أيها القوم ، كيف حالكم اليوم ؟.
أنا همس و أحتاج أن أبادلكم بعض الأفكار على أمل أن أجد حلاً لمعضلاتي.
أنا عشرينية بائسة ، حائزة على شهادة مزاولة العزلة مصدقة مع مرتبة الشرف ، والأولى بامتياز على أقراني في الوحدة ، ليس لي أصدقاء ، لم أختر حياتي ، لم أرد يوماً أن أكون ما أنا عليه الآن ، لقد تحولت إلى مومياء من كثرة الجلوس في البيت
لقد كرهت حياتي ونفسي التي مللت من الحديث معها كل يوم ، لدرجة أن أصبحت هي من تتجنب الكلام معي ! لدي طفولة بائسة و مراهقة حزينة ، و شباب مؤلم وجاف ، يا للحياة المزعجة ! أنا إنسانة مولودة بمواهب كثيرة وحب للناس ، لكن لم أجد الناس ، لا أحد لي ، أهل أمي ماتوا في الحرب في سوريا و والدي منعزل و لا يحب أحد ولا أحد يحبه ، وأهل والدي لا يزوروننا ولا يتعرفون علينا حتى بسلام ،
سئمت من إراقة ماء كرامتي بالمبادرات الغبية فأزورهم ليذلوني ، هم لا يحبوننا ، أضيفوا إلى ذلك أن أمي مكتئبة دوماً ومنطوية على ذاتها فهي تعيش في الغربة ويكفي ما حل بأهلها ، أنا في ابتلاء كبير فقد فشلت في تحقيق ذاتي ، أحب الناس ولا أجد أحد ، حظي بالعلاقات الاجتماعية سالب صفر ، لا أحد يكترث لي أو يهتم بأمري ،
حتى أنني في سن زواج ولم أجد حب حياتي ، للأسف لم يطرق بأبي أحد ، لم يطلبني أحد للزواج و أشعر بالألم وأنا أرى جميع زميلاتي في الجامعة تزوجن وانجبن أو سينجبن وأنا أنجب فقط الأفكار السوداء الحزينة ، هل أخبركم بأكثر الأشياء اتقاناً عندي ؟ أكثر شيء أتقنه البكاء ، أعزف أكثر المعزوفات إيلاماً و أنا أبكي من قلبي قبل النوم ، في العادة الأطفال يسمعون من آبائهم قصة ما قبل النوم لكنني عندما كنت طفلة لم أكن استمع سوى إلى شجار ما قبل النوم وقبل الأكل وقبل الاستيقاظ الخ … حياتي لم تكن مستقرة يوماً ولن تكون ، للأسف الشديد فبين أب مريض نفسي وأم ضعيفة عشت وضعت وأزدت ضياعاً ، كرهت نفسي أقولها للمرة الثانية ومستعدة أن أكررها إلى ما لا نهاية ، سئمت العيش وحدي ، لدي أخ أصغر مني فقط ، و كما قلت لا أقرباء لدي ولا أصدقاء ، و في الجامعة صادقت صداقات و اكتشفت أنها كانت مؤقتة وكانت تقوم على المصلحة ، لا أدري ماذا أفعل ، أنا حائرة جداً و أغرق في السلبية ، أرجوكم ساعدوني ، كيف أكون صداقات ، كيف يصبح لدي بشر وأتعامل معهم ، وكيف ألتقي بحب حياتي ؟ و سؤال أخير ، هل الأهل من يحضروا الزوج لابنتهم في العادة أم هي التي عليها إيجاده ؟ هذا السؤال حيرني.
ملاحظة أخيرة : أنا لا أعمل حالياً لمشاكل تعرضت لها في العمل جعلتني أنفر منه ، أسفة على الإطالة ، شكراً لعائلة كابوس.
تاريخ النشر : 2019-09-06