Facebook YouTube Email color

القسم : أدب الرعب والعام

لعيونك نظرت

لعيونك نظرت
بقلم : ابو العز و be happy-فلسطين

***

يكتب الحب كلمات لا نستطيع ان نعبّر بها عمّا بداخلنا , و عمّا تحمله قلوبنا من مشاعر الحب و الوفاء و الإخلاص و التضحية.. فهذه القصة لشابة تدعى رزان , كانت في سنتها الأولى
الجامعية .. تميزت بشخصيتها الحزنية و المنطوية , فهي لا تملك أيّ صديق ..كما انها خجولة لدرجة تمنعها من الدفاع عن نفسها...و تعيسة لأنها الأفقر بين زملائها !
و حتى بعد وصولها للمرحلة الثانية , كانت مازالت لم تحظى بأيّ صديق .. و حظّها لم يتغير بل صار اسوء , بعد ان بات الكلّ يلقّبها : بالبنت الفقيرة التي لولا حصولها على المنحة الدراسية , لما تمكّنت ابداً من التسجيل بهذه الجامعة الراقية , و لهذا صارت محطّ سخرية الجميع
و مرّت الأيام بنفس الروتين المملّ , الى ان انتقل حديثاً لجامعتهم , طالبٌ وسيم من عائلة غنيّة يدعى امجد .. و بوقتٍ قياسي صار هو الطالب الأشهر هناك , حيث تسابقت الفتيات لسرقة قلبه
, لكن لم تنجح ايّاً منهنّ في ذلك ..
و في احد الأيام و بينما امجد يمشي في ساحة الجامعة مع اصدقائه , لمح من بعيد فتاةً حسناء , شعرها بلون اشعة الشمس تجلس و هي تقرأ كتاباً فوق احدى المقاعد لوحدها .. فشعر بأنه يريد
الذهاب اليها و محادثتها , الا ان صديقه امسكه بعد ان لاحظ نظرات امجد اليها .. و قال له :
-دعك منها يا امجد .. فهي فتاةٌ فقيرة , و لا تناسب ابداً مستواك
فغيّر امجد رأيه و اكمل طريقه مع اصدقائه ..
و في تلك الليلة , حاول النوم كثيراً الاّ ان باله كان مشغولاً بتلك الفتاة
و في اليوم التالي , وجدها في نفس المكان بحديقة الجامعة .. فأقترب منها و سألها :
-مرحباً ..انا امجد .. هل تسمحين لي بالجلوس بجانبك ؟
فاومأت برأسها ايجاباً بخجل .. و بعد ان جلس سألها :
-هل ستعتبري سؤالي تطفّلاً , ان سألتك عن اسمك ؟
فأجابت بتردّد , و هي ما تزال تضع عينيها في الكتاب الذي تحمله
-رزان
-آه رزان .. كأني سمعت بعض الطلبة يردّدون اسمك اليوم !
-اعلم ..فأنا صاحبة المنحة الدراسية , البنت الفقي..
-(مقاطعاً) لا تكملي رجاءً !! فأنا لا تهمّني هذه الأمور .. لكني كنت اقصد , بأني سمعت بعض الطلاب يخبرون بعضهم ان غداً هو عيد ميلادك ..اليس كذلك ؟
-(متفاجئة) : و لما يهتمّون بعيد ميلادي ؟!
الاّ ان الإجابة على هذا السؤال كان في اليوم التالي .. حين دخلت رزان قاعة الدراسة , لتتفاجأ بالزينة و تصفيق الطلاب لها , و هم يقولون : كل عام و انت بخير , يا رزان !!!
بينما تجمّدت رزان في مكانها و هي مصدومة تماماً ! و قبل ان تكتمل فرحتها , اقتربت منها نفس الفتاة التي كانت تطلق عليها الشائعات و السخريات طوال سنتين , و قالت لها :
-اريد ان اقدّم لك هدية يا رزان , كيّ اعتذر عن مضايقاتي المتكرّرة لكِ
ثم رفعت الغطاء عن شيٍ كبير , كان موضوعاً فوق الطاولة , لتظهر سلّة مهملات كبيرة مزيّنة , و عليها ورقة مكتوبٌ فيها :
(كل عام و انت بخير , يا فقيرة)
و هنا !! ضحك الجميع ساخراً .. بينما اسرعت رزان بالخروج , لتصطدم بأمجد الذي كان يدخل القاعة ..
-رزان توقفي , مالذي جرى لكِ ؟
الاّ انها اكملت طريقها الى الحديقة و هي تبكي بقهر .. بينما كان امجد يعاتب الجميع بغضب بعد ان رأى فعلتهم الشنيعة..
ثم اسرع الى ساحة الجامعة للبحث عنها , فسمع بكاءً قادماً من الحديقة .. فجلس بجانبها على الأرض العشبية .. و صار يعتذر لها عن حماقات اصدقائه
-لا تعتذر يا امجد , هذا ليس خطأك .. كان اهلي معهم حق !! انا لا انتمي الى هذه الجامعة , و لا الى عالمكم
-سأجيبك على هذا الكلام بعد ايام , انتظريني
- (متفاجئة) ماذا تقصد ؟!
الاّ انه لم يجبها , بل امسك يدها و رفعها عن الأرض .. و قال :
-اليوم عيد ميلادك , دعينا لا نضيع الوقت
ثم اخذها الى مطعمٍ راقي قرب الشاطىء , و جلس يحدّثها بحنان حتى غابت الشمس .. ثم اعادها بسيارته الفارهة الى حارتها البسيطة ..
و في اليوم التالي , انتظر امجد قرب باب الجامعة ..و ما ان رآها , حتى اقترب منها و امسك يدها
-ماذا تفعل يا امجد ؟! هكذا سيرانا الجميع !
بابتسامة حنونة :
-و هذا بالضبط ما اريده !!
-امجد ..الموضوع صعب ..رجاءً اترك يدي
-فقال لها بصوتٍ حاني : تواعدنا ان نبقى سويّاً مدى الحياة ..ان نجعل حبنا يفوق الخيال .. و ان نكتب قصتنا في كل مكان , و نغسل قلوبنا من نهر العذاب.. احبك يا رزان .. احبك حقاً !!
-(بخجل) : و انا ايضاً
-اذاً !! هيا بنا
و هنا ! تفاجأ الطلاب بدخوله ممسكاً بيدها .. و كانت اشدهم غيرة , هي نفس تلك الفتاة صاحبة فكرة عيد الميلاد .. و لذلك اسرعت بنشر الشائعات : بأن الفقيرة تحاول استغلال الغني .. و
بأنها سحرته .. و شائعة اخرى : بأنها حامل منه , و هو خائفٌ عليها من عقاب اهلها .. و غيرها من الشائعات الجارحة ..لكن كل هذا لم يبعد الحبيبين عن بعضهما .. فلم يعد امام تلك الفتاة الغيورة الا ان توصل الخبر الى والده , خاصة بعد ان عرفت بأن امجد طلب يد رزان , و قد ذاع هذا الخبر في كل الجامعة كالنار في الهشيم .. و لذلك ذهبت الحاقدة الى شركة والده و اخبرته برزان , بعد ان شوّهت صورتها تماماً
و في نفس الليلة .. حصلت مشادة عنيفة بين والد امجد و ابنه , الذي رفض تماماً تزويج ابنه الوحيد من فتاة فقيرة ..
-انا احبها يا ابي , و لن اتزوج غيرها !!
- ان تزوجتها , فسأحرمك من الميراث.. اسمعت يا ولد !!
-لا يهم ابي ..حقاً لا يهم
و خرج امجد من منزل والده غاضباً ..
و في اليوم التالي .. التقى الحبيبان .. و اخبرها امجد بما حصل معه البارحة..
-(حزينة) : و كيف سنتزوج الآن , و والدك غير راضي بالموضوع ؟!
-لا يهم يا رزان ..سنتزوج ولوّ لم يكن موجوداً .. هيا لنذهب !!
-الى اين ؟!
-علينا ان نحجز قاعة العرس , و نشتري الخواتم , و ثياب العرس .. امامنا الكثير من العمل ..هيا بنا !!
و بعد اسبوعين .. دخل العريسان صالة الأفراح بزفّة فخمة على وقع الطبل و الزمر .. و بدا كل شيءٍ جميل .. حتى وصلا لنهاية الحفل .. لكن قبل ان يذهبا العريسان الى الفندق , و قبل
خروجهما من الصالة .. تفاجأ الجميع بدخول رجلٍ سكران الى الصالة , و هو يصرخ و يشتم العروس و اهلها بأعلى صوته , حيث كان يحمل بيده زجاجة الخمر , بينما يحمل بيده الأخرى المسدس .. و لم يعرفه احد , قبل ان يصرخ امجد :
-ابي !! ماذا تفعل ؟! اخفض المسدس , رجاءً !!
لكن الأب السكران اكمل كلامه مع العروس , و قال لها مهددّاً و مصوّباً المسدس نحوها :
-سآخد روحك كما أخذتي مني ولدي , ايتها الحقيرة !!
و اطلق النار , الاّ ان امجد اسرع بحماية عروسه ..لتستقرّ تلك الطلقة في قلبه ..فانهار جسده بين احضان رزان التي تلطّخ فستانها الأبيض بدمائه .. و ارتفع الصراخ في ارجاء الصالة , الذي لم يكن كصراخ الأب الذي انهار على الأرض و هو يلعن نفسه و يبكي بقهر.. ثم صرخ قائلاً :
-لن تموت قبلي يا ولدي !!
ثم اطلق النار على رأسه , فمات الوالد منتحراً.. بينما كان امجد يتنفّس بصعوبة , و هو يهمس لزوجته بكلماته الأخيرة :
-حبك سيظلّ محفوراً بقلبي .. تذكري دائماً بأني
احــــــــــــــــــبــــــــــــــــكـــــ
اشراف :
Asr
تنقيح :
امل شانوحة

تاريخ النشر: 2016-03-13

للمزيد من مقالات الكاتب : ابو العز

مواضيع ذات صلة

التعليقات (33)

جودي - فلسطين:

يا الهي..
انا ابكي بشدة، حرام عليكم ما كل هذا الألم :'(

عزف الحنآيٰا:

آه ياقلبي،عشت المشهد !
وااااو،ابو العـز و be happy عن جد قصة ولا أروع ..
كنتُ بإنتظار نشرها وظني بها لم يخب
جميله بحق،شكراً لكما وبإنتظار قصصكما القادمة ..
دمتما بخير وتمنياتي لكما بمستقبل مشرق مليء بالإبداع ..

أمل شانوحة و Asr شكراً لكما ..

جـود ي:

معتز حلوووووووووووووووووووووووووووووووة
ممتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتازة
جييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة

هابي فايروس:

أشعر بالدوار:)
لا تعليق:)

رندة:

تنفع مسلسل تركي ،لاعلاقة للقصة بهذا القسم (بأدب الرعب والعام) .

عدوشه:

جميله جدا جدا جدا تسلم ايدكو بس حزينه ومؤلمه
لا تحرمونا من ابداعكم
اخي ابو العز اسلوبك ظاهر فيها

محمد من تونس:

ما المرعب في هذه القصة ؟

Black cat:

القصة حلوة وتنفع تصير مسلسل
بس ابغى افهم ايش المرعب فيها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!

a s r:

يا جماعة هذه قصة رومنسية ليس لها علاقة بالرعب

هيبة:

لم اقراها كلها لكن عرفت انها من المسلسل التركي فريحة سلام

علي بركوده:

قصه رائعه شكرا لكم

MeMo:

الحين من يرث -_- ؟

دعاء الهمامي:

روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة

يسلموووووووووووووووووووووو

الكاتبة ::

هل من الممكن ان اكون الوريثة لن ارفض ان طلب مني هذا

ابو العز:

اشكر كل من Asr وامل شانوحه

والله يعطيكم العافيه

ابو العز:

شكرا لكي اخت عزف على دعمك لنا وكل القراء

سواء النقد او الاعجاب بقصه

ابو العز:

اخت هيبة اخذت الفكره واحده من مسلسل فريحه لا اكثر اما الباقي مني وbe happy

القيصر حاتم:

عز العرب و هديل
قصة جميلة و رائعة،رغم أني لا أحبذ نهايات مثل هذه و لكن استمتعت بقراءتها و أسلوبها المتميز،رائع،،،رائع،،،
أنتظر منكم المزيد من ابداعاتكم،بالتوفيق

be happy:

يعطيك العافية ASR

سلمت يداكي يا امل شانوحه

ابو العز:

شكرا لك اخ حاتم واتنمى ان نكون عند حسن ظنك

فتاة غامضة:

الحب هو دلك الامتحان الدي يتسارع الجميع لخوضه دون مداكرة..والنتيجة لم ينجح احدا؟؟؟ لصعوبة مادتين ..الصدق والوفاء..لا اصدق بوجود حب ..الحب مو جود في القصص الخيالية فقط لدلك لا تتعبو انفسكم في الحب

توتو - محرر - :

عز وهديل مبارك لكم المقال جميل يااصدقائي انا من نشرت المقال بنفسي تحياتي لكم

ابو العز:

يعطيك العافيه

يسلمو


اخ توتو

هديل:

توتو الله يبارك فيك هذا كلو بفضلكوا يعطيكوا العافيه..

a s r:

العفو يا أبو العز و be happy

هديل:

توتو الله يبارك فيك هذا كلو بفضلكوا يعطيكوا العافيه..

طيف الصداقه اليمنيه:

قصة رائعه جدا جدا جدا سلمت يداك
وبرغم مافيها من حزن والم الا انها تحاكي واقع اليم
لم نغفل عنه في القصه وهو التمييز بين الغني وافقير
وهو ماجعلنا نبتعد كل البعد عن ديننا الحنيف
مشكوررر

ابو العز الى طيف:

معك الحق اخت طيف
وهذا ما جعلني اكتب القصه هكذا


عالعموم شكرا لكي

bakry2.sy:

راااااااااااااااائع
:-(

blue bird:

قصه جميله و لكنها متكرره في اكثر من 100 عمل عربي و 1000 الف عمل عالمي

زهرة الياسمين:

رووعة كنت اتمني ان يعيشا بسعادة حتي اخر العمر وتحترق صاحبه عيد الميلاد الشريرة من الغيظ لان مكاءدها باءت بالفشل مثل بياض الثلج والامير

زهرة:

جميلة جدا

سارة:

في هذا الزمان لايوجد حب :
اذا صدقت الفتاة الشاب يخون
واذا صدق الشاب الفتاة تخون
واذا صدق الاثنين القدر يخونهم !!!