لغز اختفاء جرينجر تايلور
![]() |
كان رجلا خجولا وانعزاليا وغريب الاطوار |
“أمي وأبي العزيزان ..
لقد ذهبت بعيدا لأصعد إلى سطح صحن طائر حيث أكدت لي احلامي المتكررة بأني سأذهب مع مخلوقات فضائية في رحلة فضائية على مدى 42 شهرا أطوف خلالها الكون الواسع , ثم أعود.
لقد تركت لكما جميع متعلقاتي لأني لم اعد بحاجة إليها. الرجاء استعمال التعليمات التي تركتها لكم في وصيتي.
مع حبي .. جرنجير.”
![]() |
الرسالة التي تركها جرنجير لوالديه |
هذه الكلمات كانت آخر ما تبقى لوالدي جرنجير من ذكراه لأنه لم يعد أبدا إلى المنزل رغم مرور عشرات السنوات على مغادرته .. لكنهما لم يفقدا الأمل ودأبا على ترك باب المنزل الخلفي مفتوحا كل ليلة على امل أن يستيقظا ذات صباح فيجدا جرنجير وقد عاد من رحلته الكونية!. وهو حلم لم يتحقق أبدا للأسف إلى آخر يوم في حياتيهما.
وكان جرنجير تايلور – 32 عاما – يوصف بالعبقري بين سكان مدينة دانكن الكندية الواقعة في جزر كولومبيا البريطانية ، صحيح هو لم يكمل دراسته الاعدادية ، لكنه كان نابغة عندما يتعلق الأمر بالميكانيك والآلات ، ولديه سجل حافل بالانجازات في هذا المجال .. منها اصلاح وترميم قاطرة بخارية كانت متروكة في الغابات ، وصنع سيارة تسير بمحرك صغير سعة واحد سلندر ، وبناء طائرة حربية من طراز الحرب العالمية الثانية .. وحتى بناء صحن طائر! .. أو بالأحرى بناء موديل معدني لصحن طائر كان ينام فيه أحيانا.
الشيء الوحيد الذي كان يفوق ولع جرنجير بالآلات والمكائن هو هوسه الغريب بكل ما يتعلق بالمخلوقات الفضائية ، كان يخبر الجميع بأنه على تواصل مع مخلوقات من عوالم آخرى، تارة عن طريق توارد الأحلام ، وحينا عن طريق الموجات الراديوية ، وأنها ستأتي ذات يوم لتأخذه معها على متن صحنها الطائر.
![]() |
بعض الامور التي صنعها جرنجير |
في الحقيقة معظم الناس لم يأخذوا كلام جرنجير على محمل الجد ، لكن عندما أختفى الرجل فجأة عام 1980 أخذ الجميع يتسائلون : هل ذهب فعلا في رحلة مع المخلوقات الفضائية ليطوف ارجاء الكون الواسع؟
لا احد لديه جواب شافي لهذا السؤال. لكن الشرطة عثرت عام 1986 على بقايا شاحنة وعظام بشرية في وسط الغابات النائية التي تغطي سفوح الجبال على مسافة حوالي 50 ميل من مدينة دانكن. الشاحنة كانت مدمرة بالكامل ، وكأنها تعرضت لتفجير بالقنابل.
الشرطة صرحت لاحقا بأن الشاحنة والعظام تعود لجرنجير وتم اغلاق القضية على ذلك. لكن أناس كثر مازالوا يشككون في هذه الرواية ، قائلين أن الشاحنة التي تم العثور عليها زرقاء اللون بينما شاحنة دانكن كانت وردية.
وحتى لو أفترضنا أنها كانت شاحنة جرنجير ، يبقى السؤال المحير ، لماذا خرج الرجل من منزله وإلى أين كان يريد الذهاب في تلك الليلة العاصفة ؟ .. ولماذا تدمرت الشاحنة بهذا الشكل المروع وكأنها اصيبت بصاروخ؟ ..
بعض سكان دانكين ممن عرفوا جرنجير عن كثب يقولون أنه كان رجلا خجولا وانعزاليا وغريب الاطوار ، وأحيانا يدخن الحشيشة ، فربما تظافرت هذه العوامل معا فدفعت الرجل إلى حافة الهلوسة والجنون ، ولعله وجد في حلم المخلوقات الفضائية تنفيسا لرغبته في الابتعاد عن عالم البشر ، خصوصا وان بداية عقد الثمانينات شهد هوسا غير مسبوق بالصحون الطائرة والمخلوقات الفضائية بتأثير من بعض الافلام العالمية التي نالت شهرة واسعة آنذاك ، خصوصا فيلم “حرب النجوم”.
أو ربما قام جرنجير بتمويه حادثة اختفائه بنفسه عن طريق تفجير الشاحنة التي كان يستقلها ، فهناك تقارير تقول بأنه كان يحمل معه كمية من الديناميت، ولعله تواري بعد ذلك ليعيش وحيدا في تلك الغابات النائية. أو ربما قام تفجير نفسه والشاحنة بعد أن انتظر لوقت طويل وصول الفضائيين لكن لم يظهر أحد ، ونتيجة يأسه واحباطه قرر أن ينتحر.
![]() |
هل ذهب فعلا مع المخلوقات الفضائية؟ |
أما انصار نظرية المؤامرة فلديهم رأي خاص بالقضية ، بحسب هؤلاء ، تم اختطاف جرينجر من قبل المخابرات الامريكية حيث نقلوه إلى المنطقة 51 المحظورة في نيفادا ليعمل هناك ضمن فريق من العلماء والباحثين في اجراء تجارب غاية في السرية على مخلوقات فضائية تم اسرها عندما تحطم صحنها الطائر في حادثة روزويل الشهيرة التي تكتمت الحكومة الامريكية عليها.
لكن بالنسبة إلى روبرت كيلر ، الذي كان صديقا مقربا جدا لجرنجير، فأن جميع هذه النظريات لا تعني شيء ، صحيح أن جرنجير كان غريب الأطوار أحيانا ومهووس بالفضائيين ، لكن لم يكن شخصا مجنونا ، بالعكس كان في غاية الذكاء ، ولم تكن لديه ميول انتحارية مطلقا ، وعليه فهو لم يكن ليخرج في تلك الليلة العاصفة الخطيرة إلا لسبب وجيه ..
ويبقى الذي حدث لجرنجير لغزا ، ربما مات وحيدا في الجبال ، وربما عاش متنكرا في هوية آخرى بقية حياته .. أو ربما هو الآن في مكان ما على إحدى تلك النجوم اللامعة التي تطرز صفحة السماء .. ينظر إلينا ويضحك ملء شدقيه! ..
المصادر :
– The unexplained mystery of Granger Taylor
– What really happened to Granger Taylor?
تاريخ النشر : 2019-09-16