لغز رجل يدعي بيتر بيرجمان

ربما عنوان غريب لأن لا يوجد بيتر بيرجمان من الاساس!
بدأت القصة عام ٢٠١٠ عندما عثرت الشرطة علي جثة عالقة بين الصخور في احدي شواطئ مدينه سيلجو لايرلندا ….
رجل في منتصف العمر يرتدي شورت سباحة وتي شيرت ازرق اللون ويبدو انه تعرض للغرق اثناء السباحة … حاولت الشرطة العثور علي اي اثبات شخصية بحوزة الجثة ولكن لم تجد
علي بعد عدة امتار من مكان الجثة وجدت الشرطة حقيبه رجحت ان تكون ملك صاحب الجثة الغارقة … الحقيبة تحتوي علي بعض الملابس واقراص اسبرين ولكن لا اثبات شخصية هناك …

وسعت الشرطة نطاق البحث حتى توصلوا إلى سائق تاكسي قال انه اقل صاحب الجثة قبل يوم من العثور علي جثته من امام فندق سيلجو سيتي …
توجه المحقق اوريلي للفندق ، هناك اخبرته أدارة الفندق بأن صاحب الجثة جاء الي الفندق قبل ثلاثة ايام وسجل بأسم بيتر بيرجمان واعطي عنوانه في النمسا …
موظف الاستقبال قال انه الرجل لم يكن ايرلندي ولديه لكنة المانيه ثقيلة …
بمراجعة كاميرات المراقبة تم التعرف علي صاحب الجثة بيتر بيرجمان .. وتم مراجعة تحركاته في الكاميرات
في اول يوم تحرك حاملا كيس بلاستيك ثم عاد من غيره .. ثم توجه الي احد مكاتب البريد وقام بشراء طوابع وارسال خطاب (لم تتمكن الشرطة من تتبعه )
ثم خرج مرة اخري و ركب التاكسي وطلب منه التوجه الي احدي الشواطئ الهادئة للسباحة وأنتظره السائق ، ثم طلب منه لاحقا التوجه الي موقف الحافلات

صباحا طلب تسجيل خروجه من الفندق ودفع نقدا ثم رحل حاملا لاب توب وكيس بلاستيك وحقيبة صغيرة (التي تم العثور عليها علي الشاطئ).
توجه بيتر الي موقف الحافلات مرة اخري وجلس في قاعة الانتظار طالبا قدح من القهوة
واستمر في اخراج ورقة صغيرة من محفظته متأملًا اياها ثم يعيدها الي محفظته .. قام بهذه الحركة اكثر من مرة .. ثم قام بتقطيعها الورقة واستقل احدي الحافلات
ظهر بيتر علي كاميرات المراقبة في محطة الحافلات وتعرف عليه احد السائقين انه استقل الحافلة من احد المناطق القريبة وكان يسأل عن الباص المتجه الي سيلجو سيتي باهتمام …

كحصيلة نهائية ، لاحظت الشرطة ان بيتر غادر الفندق 13 مرة ، في كل مرة كان يحمل معه كيس بلاستيكي وردي يبدو انه مليء بشيء ثقيل ، وعندما يعود كان الكيس فارغ .. ليس هذا فحسب ، كان من الواضح ان هذا الرجل خبير نوعا ما بالامور الامنية ، كأنه كان يعلم بمكان كل كاميرا في المكان ويناور بدهاء لاظهار نفسه أو اخفائها عن الكاميرا متى اراد.
الأمر الأغرب أنه عند سؤال السفارة النمساوية عن بيتر بيرجمان ردت السفارة ان لا يوجد اي وثائق لشخص بأسم بيتر بيرجمان وان العنوان في الفندق غير حقيقي
اعتقدت الشرطة انه قام عن عمد بالتخلص من اي شئ يشير الي هويته الحقيقة وانه ربما كان يريد الانتحار في هدوء لأنه بتشريح الجثة تم العثور علي عدة اورام سرطانية

ولكن لماذا فعل هذا ولماذا اختار ايرلندا ، وخصوصا بلدة صغيرة مثل سيلجو ابتعد عن موطنه ليلقي حتفه فيها ، لماذا كان يتفادى الكاميرا ، وماذا كانت حمولات الكيس البلاستيكي ، لماذا ازال كل ما يدل على هويته حتى انه ازال ماركات الملابس من ثيابه ..
ثم كيف لم يتعرف عليه احد رغم نشر قصته وصورته على الانترنت منذ سنوات
وكذلك تعميم صوره في النمسا والمانيا
من يكون هذا الرجل يا ترى وما هو سره .. هل هو رجل بلا ماضي؟! ..
البعض قالوا انه ربما يكون رجل مخابرات لأحدى الدول ولذلك لا يمكن العثور على أي أثر يكشف هويته..
آخرون قالوا انه رجل عصابات ، نظرية أخرى قالت أنه أبن أحد كبار قادة النازية ..
لا بل ذهب البعض بعيدا فزعموا أنه قادم من كوكب آخر أو مسافر عبر الزمن ..
لكن حتي الان تبقي كل هذه النظريات والاسئلة بلا اجابة منذ اكثر من 11 سنوات
مصادر :
– Peter Bergmann case
– The unsolved mystery of Peter Bergmann