لمست ذاتي
رغم الفشل الساحق في كل شيء إلا أنني لمست ذاتي عدة مرات و شعرت إني ألمس داخلي أنا |
نبدأ بالأخ الكبير كان يلاحقني في المنزل و يتتبعني ليعرف ماذا أفعل ، و كانت تلك الأوقات هي أوقات طمث و لكنني جديدة العهد بذلك فكنت خجلة و مرتبكة إلى أبعد حد ، أرى في النظرات كأنه تحرش مثلاً ، اكتشفت أن أبي يتحرش بي منذ الصف الخامس أو السادس ، كلام خادش و تحرش بدني ، و الأخ الأصغر بدأ يريد الاحتكاك و لكن ليس كثيراً ، أنا التي أعتبر خالية من الأنوثة نوعاً ما فهل تعتقدون أن كل القديم ذلك سبباً في ذلك و العقد و عدم السلاسة في الحوار و في التعامل الشخصي و الانتقام من الذات بطريقة مقننة ، هل ذلك السبب ؟ هل الكلام السلبي و الضرب و الشتائم و الاعتراض على كل شيء بحجة العيب و الحرام في الصغر و أنا كنت لا أكترث كثيراً لذلك ، هل هو سبب أن تُقال الكلمة لي فوق المائة بل الألف مرة ولا أفهم أو أستجيب استجابة إيجابية ؟
فمثلاً أنا دائماً مختلفة عنهم و أحب ما لا يحبون ، أريد ارتداء ما لا يحبذون ، أريد دخول مجالات لا يحبذونها أيضاً ، ليس لأن فيها حرام أو تافهة أو ضياع للوقت كما يزعمون بل لأنهم مرضى نفسيين ضد أي مظهر للأنوثة ، فعندما كبرت و طفح بأمي الكيل و رأت أنني حقاً لدي استعداد لترك الدراسة و الشعور بذاتي ، أصبحت تقول لي : افعلي ما تعرفيه ولا تأتيني فقط أذهبي و نفذي ما تريديه ، و اسألي عن أماكن لما تريديه ، و عندما تأخذين أموال اشتري لوحدك الملابس التي تريديها حتى لا تقولي أنني أجبرتك عليها ، لكنني أفضل الاحتشام و أنت حرة ، و أحياناً تصحب كل تلك الجمل بلكن واجهي تقصد أي أحد ضدك ، أنا أسمع كل ذلك لكن لا أترجم ، أريد أن يُقال لي كل دقيقة كلام إيجابي و تشجيع و توضيح زوايا جميلة و مبتكرة للحياة و لا تكفيني كلمة واحدة فكل يوم أريد و أريد ، لم أعد أستطيع أن أدرس كل ما أفعله هو الاستحمام ، تعويض نقص وزني ، وضع بعض مساحيق التجميل ، ارتداء ملابس و شراء أخرى على الموضة ، دخول مجال الفن ، و كلها أشياء تجميلية ، أمي تقول : الدراسة أهم فافعلي ذلك و بعده أفعلي ما تريديه ، أنا أفهم كلامها ذلك و أراه صحيحاً ، لكن لا أطبق فسريعاً ما انسى و اندمج فيما كنت فيه ، دائماً أريد الشعور بالجمال و أرى نفسي إني فتاة خاصة أنهم كانوا يتنمرون علي دائماً رغم عدم وجود غلطة بي ، فالنحافة و الهالات السوداء ليسوا بنهاية العالم !
أشعر بالخوف و أنني أحياناً كثيرة ألهي نفسي في معوقات واهية و وهمية في الوصول لما أريد خوفاً منهم و تلك أول مرة أصرح بذلك ، فأنا تعرضت للضرب لكثرة كلامي و إصراري على تحقيق حلمي ، أمي تعرصت للضرب منها حتى الدماء و العلامات و حتى من أخي الأكبر و الأصغر و أحياناً أيضاً كانت من أبي لكن هم الثلاثة علي لأسباب أخرى ، أمي تقول أنتهى نحن مرضي و حقيرين و افصلي نفسك عنا و تصرفي لحالك و شوفي ما تريديه ،
أشعر أنني أميل لأي رجل و أحب أي رجل ، لازمتني فترة كبيرة أحب الآباء و لا يفتني الشباب بقدرهم و مع مرور الوقت أميل لكلاهم و هذا تسبب بمشاكل على ما أظن في منطقتي لكن لم أعد أكترث فكلامهم زاد عن حدة ، أشعر أنني يتيمة أيضاً ليس لدي أصدقاء ، لكن يا أصدقائي أتعلمون رغم الفشل الساحق في كل شيء إلا أنني لمست ذاتي عدة مرات و شعرت إني ألمس داخلي أنا ، فقط هذا كان أجمل شيء أنها لحظات رائعة و مجنونة لأنها وسط أشياء و أوضاع لا تنبأ بالبهجة ، لا أعرف إذا نسيت شيئاً أقوله أم كنت ملمة بكل شيء ، لكن أظن أنني ملمة ، و آسفة للإطالة ، أحبكم جميعاً في الله.
تاريخ النشر : 2020-05-22