ليلة لا تنسى في بيت جدتي
سمعنا صوت جري وصرخات اطفال في الطابق الثاني .. |
كما تعلمون جميعا الكثير من الأشياء تحدث في عالمنا لا نجد لها تفسيرا منطقيا كهذه القصة التي حدثت معي و التي جعلتني أؤمن بوجود أشياء تتخطي التفكير البشري …
قصتي حدثت قبل 8 سنين , كان اليوم سبت , وكنت وقتها لا اذهب إلي بيت جدتي فقط في الجمعة , لكن ذلك اليوم ألح علي ابن خالتي للمبيت عندهم لأنه ولد وحيد و يفرح بمجيئي كثيرا , فاستأذنت من أبي فوافق بشرط أن أبيت في بيت جدتي لان بيت خالتي ضيق و لديها بنات , علما إن بيت جدتي يتكون من طابقين , الأعلى يسكن فيه خالي و زوجته و ثلاثة من أولاده , وكان خالي وقتها مسافر هو وعائلته , ولم يكن في البيت سواي أنا وجدتي , فجدي متوفي منذ حوالي 20 سنة رحمه الله .
في تلك الليلة , بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل , أيقظتني جدتي بهدوء وعلي وجهها علامات رعب لانها سمعت أصوات جري في الطابق الثاني الذي يسكن فيه خالي .. لكن مهلا! .. خالي مسافر منذ يومين , ولا يوجد أحد فوق , ربما يكون لص , لهذا اتصلت بابي لكنه لم يرد , واتصلت بخالتي ولم ترد أيضا . فتشجعت و أخذت مصباحا وحاولت أن أخيف السارق بإصدار ضجيج , فطرقت على الباب بكل قوتي لعله يخاف و يذهب من حيث أتى .
وكان خالي قبل سفره قد وضع مفتاح احتياطي فوق الباب في مكان يصعب إيجاده تحسبا لأي طارئ , لكني خفت الدخول لوحدي , وعوضا عن ذلك اتصلت بخالي وأخبرته ما حصل , فطلب أن نذهب إلى بيت خالتي ونبقى هناك حتى يأتي صديق له لمساعدتنا , وحين وصل ذلك الصديق اتصل خالي بي وقال لي افتح له الباب ليدخل بسيارته ففعلت ذلك وذهبت معه , وعندما وصلنا إلى السلم المؤدي إلى مسكن خالي بقيت أنا في الأسفل وصعد هو إلى فوق وكان يمسك بيده عصا للاحتياط , فدخل إلى الطابق بحذر و فتح جميع الأنوار و تأكد من جميع الغرف لكنه لم يجد شيئا فنزل إلي وقال لي ربما جدتك تتوهم سماع أشياء لأنه لا يوجد شيء فوق . وفيما نحن نتحدث سمعت أصوات أقدام كأن أحدا يجري وأصوات صغار يلعبون , فصعد صديق خالي مرة أخرى مسرعا , وكنت أنا مرعوبا إلى درجة إني لحقت به حتى لا أبقى لوحدي , ولشدة دهشتنا رأينا الباب مفتوحا مع أن صديق خالي كان قد أغلق الباب و وضع المفتاح في مكانه . فأيقن الرجل أن هذا ليس من فعل البشر , ونزلنا مسرعين واتصلنا بخالي فأخبرناه ما حصل , فاتصل بشيخ , وفي الصباح أتى هذا الشيخ للمنزل , وحسب ما سمعت من خالتي فأن الشيخ قال إن البيت فيه جان وقد أخرجه .
بعدها بسنتين حدثت قصة جديدة في نفس البيت و كنت حاضرا فيها . كان يوم جمعة عندما سمعت صوت صراخ في الحمام ففزعت , و كانت العائلة مجتمعة فتوجهوا جميعا للحمام لرؤية ما الخطب , لكن عندما أراد أخي فتح باب الحمام وجوده مغلقا من الداخل , فجاء خالي وقام بكسر الباب بعد محاولات , وما أن فتحنا الباب حتى شاهدنا منظرا مرعبا لا يراه المرء إلا في الأفلام , ففي داخل الحمام رأينا أحد أبناء خالتي وهو يحاول شنق نفسه بقطعة قماش وجدها في سلة الملابس المتسخة , وكانت ملامحه مخيفة , وأتذكر عندما نظر إلي انتابني الرعب , وكان صوته قد تغير فأصبح أجشا خشنا , وكلامه أضحى غريبا يصعب فهمه , فحاول خالي الإمساك به , لكنه هجم عليه وسبب له جرح في وجهه , وبعد معاناة تمكنا من أخذه إلى الدار وأحضرنا شيخا لمعالجته , ولازلت أتذكر صراخه المرعب بصوت آخر لا يشبه صوته .
بعد يومين بدء وضع ابن خالتي يتحسن , وبدء يأكل بعد أن كان يرفض الأكل تماما في اليوم الأول , و كانت على وجهه كدمات بسبب الشيخ .
في البداية كنت أخشى سؤال أبن خالتي عما جرى له , لكن بعد الحادثة بشهور تشجعت وسألته , فقال بأنه كان ينظر للمرآة و يتمعن في نفسه ويدندن بأغنية , ثم فجأة غاب عن الوعي ولم يعد يتذكر شيئا مما فعله … هذا كل ما قاله أبن خالتي ولم يبدو متضايقا عندما حكي لي ما جرى معه بل كان يحكيه بابتسامة علي وجهه .
من الأمور الغريبة الأخرى التي حدثت في منزل جدتي هو أنه بعد رجوع خالي من السفر حدثته جدتي عما حدث في ذاك اليوم الذي سمعنا فيه جريا وأصوات في مسكنه , وأقسمت إنها سمعت صوت جدي يناديها لتأتي له بكاس ماء ! ..
فهل يمكن للأرواح أن تسكن المنازل هذا الذي لم استطع تفسيره ؟ .
تاريخ النشر 26 / 03 /2014