ليلة لن أنساها
![]() |
وقال له بأننا يمكننا أن نقضي بضعة أيام في منزله |
هذه القصة قصة واقعية وحقيقية حدثت معي عندما كان عمري 9 سنوات ولا زلت أتذكر تلك الليلة إلى يومنا هذا .
في العطلة الصيفية اتصل صديق أبي – يعرفه منذ وقت طويل – وقال له بأننا يمكننا أن نقضي بضعة أيام في منزله ، فوافق أبي على أن نذهب ، وبالفعل ذهبنا إلى ذلك المنزل ، لكن صديق أبي لم يكن موجودا لأنه كان قد سافر إلى مكان ما لا اعرفه ..
ذلك المنزل كان مخيفا بعض الشيء ، لكننا رضينا بان نضل فيه ريثما يعود صديق أبي ، وفي أول ليلة لنا هناك استيقظت أنا قبل آذان الفجر على صوت خشخشة في المطبخ فقمت من فراشي وذهبت لأعرف ما إذا كان فأرا أو ما شابه .
حين دخلت المطبخ فجأة إذا بثلاثة صحون تسقط دون أن المسهم ، فذهبت أنا مسرعة وعدت إلى فراشي .
في الليلة الثانية استيقظت هذه الليلة بعد آذان الفجر لأذهب إلى الحمام ، وكان الحمام موجود قرب سلالم السطح فإذا بي اسمع صوت غناء امرأة ، وكان الصوت واضحا جدا ، وأنا اقسم بالله أنها ليست من وحي خيالي ، فعدت مجددا إلى فراشي مسرعة وحكيت قصتي لامي وأبي فلم يصدقاني .
وفي الصباح حكت لي أختي بأنها ليلة البارحة كانت تشعر بأن يدا ما تعبث بشعرها .
وكانت هناك غرفة من غرف المنزل تأتي منها رائحة نتنة ، وفي يوم من الأيام أحسست بالفضول فدخلت إلى تلك الغرفة وأنا مغلقة انفي بسبب الرائحة و إذا بي أرى عصا من تلك العصي التي تستعملها عجائز أيام زمان ، ثم سمعت أحدا ما يقول لي : ” اخرجي من هذه الغرفة و إلا ستندمين ” .
خرجت فورا من الغرفة وحكيت قصتي لامي وأبي ، فقال أبي : ” لنعد إلى منزلنا أفضل لنا ” .
وتعاهدنا ألا نعود إلى ذاك المنزل أبدا . وإلى يومنا هذا لازلت أتساءل : كيف لا زال صديق أبي يعيش في ذلك المنزل رغم أن أبي حكى له ما جرى لنا في غيابه ؟ .
تاريخ النشر : 2015-04-11