تجارب من واقع الحياة
ماضي مؤلم
![]() |
أنني سريعة تقلب المزاج فقد يتقلب مزاجي من السعادة إلى الكآبة في نفس اليوم |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ، أما بعد:
بعد أن كتبت مشكلتي في الأشهر الماضية ، ها أنا اليوم جئت لأحكي لكم التفاصيل و الخلفية لكي تقتربوا مني أكثر.
أولاً : سأعرفكم بنفسي ، مراهقة ذات 18 سنة طالبة ، لا أحافظ على صلاتي لكني أتبع عدة تعليمات دينية ، وأعيش في وسط عائلي عادي ، لدي أخوان أكبر مني و أصغر ، لطالما حلمت بأخت لي لكن للأسف لم أحصل عليها ـ ما زلت أتمنى ذلك ـ لا أملك أصدقاء مقربين لأنني لا أحب ذلك ، لا أحب أن يتدخل أحد في قراراتي ، لأني صرت واعية بمصلحتي ، شخصيتي خجولة و اجتماعية من الدرجة الأولى ، أتأقلم بسرعة في أي وسط و أخلق صداقات حتى مع أي شخص و بسرعة ، عادةً ما ينعتني الأشخاص الأكبر مني سناً بأنني لطيفة و محبوبة و بلهجتنا ” ادخل إلى الخاطر ” و يسعدني أن اترك انطباعاً جيداً عند الكل ، ومساعدة الكل بكل ما استطيع و أتمنى أن لا يكرهني أحد.
في الحقيقة لا أظن أنها مشكلة كبيرة بالمقارنة مع بعض الأشخاص ، لكنني حقاً أحتاج لرأيكم.
أكره أن ينتقدني أحد ، أكره أن يكرهني أحد و أكره أن يسيء فهمي ، وكذلك أكره أن يتم ذكر ماضي الذي لا يعلمه سوى أهلي ، و هذه أول مرة أتشجع و أحكيه.
في سن الصغر (14 سنة و أقل ) كنت ذات شخصية سيئة جداً ، كنت أسرق النقود من أهلي و أصدقائي أيضاً و أكذب كثيراً بدون أي سبب ، خنت ثقة أمي فيّ فقد كنت أغوص في العلاقات الغرامية المزيفة عبر الأنترنيت ، كنت أدخل للمواقع الإباحية و كنت أضع الماكياج وراء ظهر أمي وأذهب به إلى المدرسة فقط لأجذب اهتمام زملائي.
باختصار كنت أسوء فتاة ، كانت أمي تضربني بسبب علمها بالعلاقات الطائشة عبر الإنترنيت و الماكياج و تشتمني ، و الأسوء من ذلك تحكي كل شيء أمامي عندما نكون في مجمع العائلة وهذا ما سبب لي الإحراج.
لكن سرعان ما تغيرت و الحمد لله عندما وصلت إلى 15 سنة ، أي عند وصولي إلى المرحلة الثانوية ، تغير تفكيري تدريجياً مع كل شهر صرت أكثر نضجاً ، و هذا بسبب جلوسي مع نفسي و وحدتي ، ففهمت نفسي و أبعدت كل السلبيات غيرتها بأشياء أكثر إفادة و لا زلت إلى حد الساعة أنضج مع كل فكرة.
للأسف إلى حدود الساعة أحس أنني أفتقر إلى الاهتمام و إلى المدح و الشكر والحنان أيضاً، بسبب تربية أمي الخاطئة لي أصبحت شخصيتي حساسة أكثر من اللزوم ، أبكي على أتفه الأسباب ، و هذا ما يحرجني خصوصاً أمام أصدقائي و أساتذتي ، كل من أعرف يعلمون ذلك إلا أمي لا تعلم أصلاً من أكون ، كلما تسألني عنه هو : مع من تتحدثين ، أين كنتي ، هل تدرسين جيداً ؟ لم تسألني يوماً عن نفسي ، و اذا حكيت لها عن إنجاز أو عن نفسي لا تعيرني أي اهتمام و تكتفي بالصمت وهذا ما يؤذيني ، أتلقى الاهتمام و المحبة من كل أصدقائي و الكل يقول عني أنني فتاة رائعة و يشجعونني في خطواتي البسيطة إلا أهلي خصوصاً أمي لم أسمعها يوما تفتخر بي.
بحكم عملها فأنا أقوم بأغلب أعمال المنزل ما عدى الطبخ ، لكنها تستمر في شتمي و القول لي أنني لا أنفع بشيء ، و تقول هذا لكل شخص تتحدث معه في الهاتف أمام مسمع أذني ، لكنني اعتدت على الأمر فصرت أتجاهله.
و أيضاً تفضل أخي الكبير أكثر مني ، الأحظ هذا في كل موقف ، فتستمر في تشجيعه و حمايته ، أما هو عندما يذكر ماضي ليمزح به تستمر في الضحك معه علي ، مع أنهما يعلمان أنني أكره ذلك وعندما أوقفته و قلت له من باب الغضب : أنني أود أن احظره من حياتي ، أي أنني أتمنى أن لا يستمر في الحديث عني منذ اليوم ، غضبت علي غضباً لم أره في حياتي و أسمعتني كلاماً لم يخطر على بالي يوماً ، و تأكدت أنها لا زالت لا تثق بي و أنني كنت أكذب على نفسي عندما قلت أنها نسيت و سامحتني على طفولتي ،
و للأسف صُدمت من كلامها مما جعلني أغرق في حالي و ندمي ، فقررت مشاركتكم هذه المعاناة و قالت أنها لها الفضل في كوني انسان جيد الآن، لكن بالعكس لم تعلمني شيئاً ، كل ما كانت تفعله ضربي و شتمي في الشارع أيضاً ، مما جعل شخصيتي مفرطة في الحساسية و انطوائية نوعاً ما ، فأنا لست من النوع الذي يحكي مشاكله أو معاناته لأي شخص ، كما أنني عندما أخاف أو يقول لي شخص كلام لم يعجبني تصيبني حالة من الهلع الغير إرادي فتبدأ يداي ترتجفان بشدة و دموعي تنهمر دور إرادة و يصعب علي الكلام وكأنني عاجزة ، حصلت معي مرتين فصرت أخاف من أن تأتيني هذه الحالة أمام أحد معارفي ، كل هذه المعاناة وهي لا تعلم شيئاً.
كما أنني كما سبق الذكر في الموضوع السابق أنني سريعة تقلب المزاج فقد يتقلب مزاجي من السعادة إلى الكآبة في نفس اليوم ، إلى درجة أنني صرت أتعايش مع الأمر وكأنه طبيعي و أعيش في أحلام اليقظة حيث يوجد عالمي المثالي بإفراط ، إلى درجة أنني صرت أحدث نفسي و أمثل أنني مع شخصياتي الخيالية و أضحك و أنزعج معهم طول اليوم.
اكتب هذه الكلمات و دموعي تنهمر بشدة و أتنمى فقط أن يحس بي أحد ما ، قد تبدو مشاكل عادية قد يعاني منها أي شخص ، لكن ثق بي ليست كذلك ولها أثر كبير في حياتي.
لا أحد ممن أعرف يعلم بهذه الأمور أو بما يدور في خاطري ، كل ما يعرفونه أنني شخص لطيف و مثالي ، ليس بمقدوري الذهاب عند طبيب نفسي لذلك أردت مشاركة حياتي معكم وأخذ رأيكم ، أحب الحياة لكني أحس أنني غير مرحب بي خصوصاً عند أمي ، كل ما أريده أن أحقق أحلامي و أن أتلقى ذرة تشجيع و كلام يجعلني أحس أنها عائلتي وليس عدوتي ، لكنها للأسف تحب قطع أجنحة أحلامي ، أتمنى أن أجعلها فخورة بي مستقبلاً ، شكراً على اهتمامكم و دمتم بخير ، و شكراً لكل من يعطينا من وقته الثمين لينصحنا .
تاريخ النشر : 2020-07-08