تجارب من واقع الحياة
مجاريح
![]() |
دخلت في صراعات عنيفة مع نفسي فأنا أريد النضوج و أريد أن أبقى طفلة |
مرت تلك السنوات و لم تكن كمرور الكرام ، خسرت فيها أكثر مما امتلكت و أملك ، خسرت نفسي ، خسرت طيبتي ، خسرت كل ما أملك ، رباه لقد خسرت الرغبة في الحياة ! أنتم متعجبون ؟ لا داعي للعجب ، كنت دائماً صابرة على كل ما حدث ، لم أكن مثل بنات جيلي ، لم ألعب بالدمى المحشوة ، لم أذهب لشراء الحلوة برفقة أبي ،
أمي لم تكن حنونة لانشغالها بأخوتي الصغار ، لم أحظى بطفولة رائعة ، لكني صبرت إلى أن جاء ذلك اليوم ، كان يوم الأربعاء الموافق تاريخ٣ /٣/٢٠٠١ م ، نعم أتممت العشرون من عمري ، أشعر برغبة بالبكاء ، لقد مرت الأيام بسرعة “مضى عمري الطويل و مر عيشي و كأني لم أعش في الدهر إلا…
هل شعرت بالشفقة على نفسك يوماً ؟.
هل قارنت نفسك بأقرانك يوماً ؟.
هل كان لك أحلام حكم عليها بالإعدام ؟.
نعم ، كان لدي أحلام وردية ، فقد تمنيت أن أعمل في إدارة حماية الأسرة و ذلك لأسباب شخصية ، أسرفت في الإلحاح على أبي حتى يوافق وبلا جدوى ، وقفت و عزلت نفسي في تلك الغرفة التي رغبت بالخروج منها ، كانت مثل سجن مؤبد و أبي السجان و أنا السجينة البائسة.
الحمد الله لقد تخطيت امتحان الثانوية العامة ، لدي مكرمة جيش و لدي هدف مرفوض ، حسناً ، لقد غيرت أفكاري استجابة لأوامر أبي ، قررت دراسة الموارد البشرية في الجامعة الأردنية التي طالما حلمت بها و الحمد لله.
أنتظر السنة المقبلة بفارغ الصبر لألتحق بالجامعة ، و بعد أن أكملت ٢٠ عام من عمري دخلت في صراعات عنيفة مع نفسي فأنا أريد النضوج و أريد أن أبقى طفلة .
تاريخ النشر : 2021-03-18