من التراث الشعبي الفلسطيني : بائع الكلام
![]() |
فاجابه التاجر: ابيع الكلام |
فسأله الشاب:ماذا تبيع ؟
فاجابه التاجر: ابيع الكلام.
فسخر منه الفتى في نفسه ، فهل الكلام حقا يباع!!؟ و لكن فضوله دفعه ليكتشف فقال له: اعطني كلمة.
فرد التاجر و هو يحرك رأسه: لكل شيء ثمن حتى الكلام .. و اردف قائلا: ثمن الكلمة قرشين.
فدفع له الشاب قرشين فقال له التاجر: { من امنك لا تخنه و لو كنت خائنا }.
تمعن الشاب في هذه الكلمة فوجدها جميلة و استفاد منها ، فدفع له قرشين اخرين طمعا في كلمة جديدة ، فقال له التاجر: { اتق الله اينما كنت فمن يتق الله يجعل له من كل ضيق مخرجا }.
نالت هذه الكلمة ايضا اعجاب الشاب فدفع اخر قرشين يملكهما للحصول على اخر كلمة.
فقال له التاجر:{ ليلة الحظ لا تفوتها }.
ولكن لم تعجب هذه الكلمة الشاب و لكنه احتفظ بها لعلها تفيده في الايام القادمة.
خرج الشاب من المتجر مكملا بحثه عن العمل و صادف ان مر بطريقه على مصنع للصابون يمتلكه باشا فطلب الشاب من الباشا العمل ، فوظفه فورا ، و استمر الشاب يعمل بجد حتى اكتسب ثقة و احترام الباشا و اعتبره ابنا له بحكم عقمه.
مرت الايام و جاء موسم الحج فطلب الباشا من الشاب ان يهتم ببيته و زوجته كثيرا بحكم بقاءها لوحدها ، و بعدها سافر الباشا الى الحجاز.
وفي ليلة من الليالي دعت زوجة الباشا الشاب و طلبت منه ان يفعل معها الفاحشة وإلا صرخت و قالت بأنه كان ينوي الاعتداء عليها ، و الذي يعني اعدامه حتى الموت.
فجاة تذكر الشاب النصيحة التي اشتراها بقرشين: { من آمنك لا تخنه و لو كنت خائنا } و تذكر الكلمة الاخرى : { اتق الله أينما كنت فمن يتقِ الله يجعل له من كل ضيق مخرجا } فطلب منها السماح له بالدخول للحمام ، و عندما دخل الشاب دعا الله بأن ينجيه من هذه المصيبة ففتح له الله ثغرا في الحائط و هرب منه.
انتهى موسم الحج ، و قفل الباشا راجعا لبلاده و استقبله الناس استقبلا عظيما ، و لكنه افتقد الشاب و لم يجده فغضب و عزم على عقابه. و لما رجع للبيت اخبرته زوجته ان الشاب حاول الاعتداء عليها فزاد ذلك من شدة غضبه فأمر عمال المصنع بتسخين قدر كبير من الزيت و إلقاء آخر شخص يدخل المصنع فيه، و اخبر الباشا زوجته بالأمر ففرحت لأنها كانت تريد بشدة التخلص من الشاب.
وكان الشاب سيدخل المصنع متأخرا ككل يوم ، و لكن قبل وصوله الى المصنع مر عليه موكب زفاف ، فتذكر الكلمة الثالثة : { ليلة الحظ لا تفوتها } ، فذهب مع الزفة واستمر الموكب طوال الليل فنام معهم.
في تلك الاثناء دخلت زوجة الباشا الى المصنع لترى موت الشاب و تشمت فيه ، و بحكم دخولها كآخر شخص تم القائها في الزيت تنفيدا لأوامر الباشا.
في الصباح آتى الباشا و علم بمصير زوجته ، فأمر بإحضار الشاب الذي قص عليه كل ما حصل ، فعرف الباشا الحقيقة و قال للشاب : “انت بريء و الله تعالى هو الذي انجاك و هذا المصنع هدية مني إليك على امانتك و عفتك”.
تاريخ النشر : 2019-08-21