هل أزعجت الجني ؟
نمت و حلمت بما لم أحلم به طيلة حياتي |
أولاً أريد أن أعرفكم عن خلفيتي ، و أحاول أن أضعكم في الصورة ، فأنا فتاة بسيطة نشأت في الريف و كما هو معروف أو ما كان مشكلة في قريتنا خصوصاً ، هو التذبذب في التزود بمياه الشرب ، إذ كان يأتي يوماً ثم يغيب أياماً ، و بما أنني كنت أنا من يساعد أمي في أشغال البيت (أخواتي متزوجات) كنت أنا من يتكفل بتعبئة كل القوارير و كل ما هو متاح بالمياه تحسباً لانقطاعه ، و كان هذا من الأولويات .
ذات يوم عادي بينما كنت أهم للقيام بعملي لاحظت أن قوة اندفاع المياه ضعيفة جداً ، حيث لا أكاد أملأ قارورة صغيرة إلا بمرور وقت طويل ، حينها أدركت صعوبة المهمة ، ثم فجأة طرأت علي فكرة لم أعرف كيف راودتني ! و هي أن أقوم بجذب المياه بسرعة أكبر و ذلك بأن أقوم بمص الهواء في الصنبور عن طريق فمي ، لم أكن متأكدة من نجاح الفكرة لكنها فعلاً نجحت في تسريع تدفق المياه و لو لفترة بسيطة (5دقائق) أعجبني بعد ذلك الأمر و صرت أملأ كل شي بتلك الطريقة .
انتهى عملي ذلك اليوم بتعب شديد و نمت باكراً و هنا رأيت أو حلمت بما لم أحلم به طيلة حياتي ( لم أستطع تحديد ما إذا كنت أحلم أو كنت مستيقظة) تصورا أخواني مخلوق يكاد طوله يبلغ النصف متر ، ضعيف البنية قبيح الوجه ، أسنانه حادة و بارزة ، و أذناه طويلتان ، كان يقف عند رأسي و يجذب شعري بقوة حتى اعتقدت أنه يسلخ جلد رأسي و حالت عيناي إلى الأعلى من شدة الجذب ، هو لم يكلمني بل أوحى إلي بشعور أنه يقطن في أنبوب مياه بيتنا و أنا فهمت ذلك بالرغم من أنه لم يكن بيننا حوار !!
اسيقظت على خفقان قلبي الذي كاد أن يخرج من صدري ، قرأت بعضاً من القرآن و هدأت حالي ، و في الصباح سارعت إلى أمي و أخبرتها و أوصتني بأن لا أقترب من صنبور المياه دون أن أرش بعض من الملح و أسمي بالله ، و أن أكف عن تلك الطريقة في تعبئة الماء ، و بعد أيام اقتنى أبي محركاً لجذب المياه ، ثم علمت بعدها أن أمي هي من أجبرته على اقتنائه بعد علمها بما حدث معي .
تاريخ النشر : 2016-09-26