هل تدرسون الرّياضيات أم العربي !!!
![]() |
وإذا بالقطّة تقفز فوق الطاولة وتنطق، قائلة !! |
السلام عليكم،
عندما كنت صغيرا، كانت لدينا جارة عجوز تزورنا دائما وهي من وﻻية “الشماليه”، القابعة شمال السودان . كنّا نتردّد عليها أنا و أمّي . فهي لطيفة و في جعبتها قصص كثيرة . من بين كلّ الزيارات ، كنت أحرص على الجلوس معهم بالذات ( أقصد أمّي و هذه الجارة العجوز ) . وفي إحدى زياراتها لنا، انقطع التيّار الكهربائي فصمتت الجارة العجوز لبرهة . ثم قالت:
سأحكي لكم قصّة حدثت معي عندما كنت في “الشماليه” . كانت تسكن معنا قطّة (كديسه ) . كنّا نعطيها بعض الطعام واللّبن إّلا أنّنا وبسبب فزع الأوﻻد منها ليلا، قرّرنا التخلّص منها . فطلبت من زوجي أن يأخذها ويذهب بها بعيدا حتّى ﻻ تتمكّن من العودة فامتثل زوجي لطلبي . وأخذ القطّة وخرج وبعد ساعة تقريبا، عاد وقد كان الوقت بعد صلاة العشاء و قد انقطع الكهرباء . أوقدنا بعض الشموع في البيت للإنارة ز كان الأولاد يدرسون على ضوءها.
جلس زوجي، ما إن سألته عن القطّة، حتّى رأيناها تتجوّل داخل المنزل متّجهة لطاولة الأوﻻد . نظرت لزوجي، فرأيت على وجهه علامات الإستغراب والتعجّب . ثمّ وإذا بالقطّة تقفز فوق الطاولة وتنطق قائلة للأولاد: « بتقروا عربي وﻻ رياضيّات؟؟؟ »
عمّ الصمت لبرهة . سقط إثره إبني مغشيّا عليه . و الآخر جلس يصرخ دون توقّف . وأنا أيضا أصرخ :« ابتعدي عن أوﻻدي ! » و قلبي يكاد أن يتوقّف من شدّة الخوف . وزوجي متسمر في مكانه (قاطع مويه وكهربا _كما نقول بالعاميّة السودانيّة_ )
نزلت القطّة فجريت نحو أولادي لأهدّئ من روعهم . بينما أخذ زوجي الولد الآخر للسرير بعد أن استعاد وعيه . و قبعنا في الغرفة ليلة بأكملها وكأنّنا ضيوف والقطّة هي صاحبة المنزل
في صباح اليوم التالي، ذهب زوجي للقطّة وجلس يحدّثها كما يحدّث الإنسان قائلا :« أنصتي ! أيّتها القطّة أو أيّ كان من تكونين ! .. سأخصّص لك نصف رطل من اللّبن يوميّا بشرط أن تتركيني وعائلتي بخير» ثمّ أوفي زوجي بوعده فكان يضع لها اللبن يوميّا حتّى اختفت فجأة دون سابق إنذار.
و أنت عزيزي القارئ كيف ستكون ردّة فعلك يوما ما إن سألتك قطّة هكذا سؤال ؟
تاريخ النشر : 2019-04-05