هواجس شيطانية
![]() |
تنويم مغناطيسي يؤدي لهواجس شيطانية |
– آدم : صدقني أيها الطبيب ..أنا أتناوله بانتظام , لكن هذه الهواجس ستفقدني عقلي !! و الأدوية التي تعطيني إيّاها أشبه بالمسكنات .. فهي توقف الهلوسات لعدّة ساعات , لكنها ما تلبث ان تعود !
– الطبيب : حسناً يا آدم , لقد انتهت جلسة اليوم .. خذّ هذا الدواء الجديد , و عُد في الأسبوع القادم .
– آدم باكتئاب : حسناً , مع اني لا أظن أن أدويتك ستفيدني على أيّة حال .
***
عندما عاد آدم إلى منزله , بدأ يسأل نفسه و يقول :
-لماذا تأتيني هذه الهواجس الدموية دائماً ؟ و ما السبب ؟!
ثم تمدّد على سريره و أغمض عينيه , و عاد بذاكرته لعشرين عامٍ مضت .. عندما كان في العاشرة من عمره ، و تركه والداه في المنزل و خرجا .. كان حينها يتصفّح الإنترنت , و لفت انتباهه ظهور صفحة تقول
((هل أنت مهتم بالتنويم المغناطيسي ؟ أتريد تجربة التنويم المغناطيسي مجاناً ؟ إذاً ادخل على هذا الرابط ))
و لم تكن تلك الصفحة إلا خدعة من مجموعة دجّالين يريدون جني المال , و ذلك بتنويم الناس مغناطيسياً بحيث يجعلونهم يرون هواجس مخيفة ! و في حال أرادوا إيقافها , فعليهم دفع المال للموقع لإيقاف ذلك التنويم التعذيبي ..
لكن آدم الصغير لم يكن يعرف هذه المعلومة , لذلك فتح الرابط و شاهده .. ثم عاد والديه إلى المنزل , فأقفل جهازه بسرعة و تظاهر بالنوم ..و لحسن حظّه فمفعول هذا التنويم المغناطيسي لا يبدأ , إلاّ بعمر العشرين عاماً ..
و لذلك عندما بلغ آدم عشرين عاماً , بدأت تأتيه تلك الهواجس الشيطانية , لكنه حاول تجاهلها
الا انه قبل خمس سنوات , زادت تلك الهواجس بشكلٍ عجز عن تحمّلها .. و منذ ذلك اليوم و هو يزور الطبيب النفسي , لكن لم يفلح معه ايّ شيء !
و بعد ان رأى في منامه بعض مقتطفات ذلك الفيديو الذي شاهده قديماً , استيقظ فجأة و هو يقول بدهشة :
-هل نمت ؟! و ما هذا الحلم الغريب ؟! هل يمكن أن يكون هذا هو سبب الهواجس ؟!
ثم نظر إلى الساعة , فوجدها تشير إلى الواحدة و النصف بعد منتصف الليل ..
فقال باستغراب : اوووه ! هل نمت فعلاً كل هذه الساعات ؟! مؤكّد انني كنت تعباً جداً ! .. حسناً لا بأس , اظنّ من الأفضل تناول دوائي الآن ..
و من بعدها .. ذهب الى الحمام , فرأى المرآة تظهر انعكاسين ! انعكاسه , و انعكاس انعكاسه و هو يقف عند الجدار !
فاستدار بسرعة , لكنه لم يرى أحداً ..فقال في نفسه :
-هذا غريب ! ربما كنت أتخيّل
ثم ذهب إلى المطبخ ليتناول شيئاً , فهو لم يأكل منذ الصباح .. و عندما أغلق باب الثلاجة , وجد شخصاً يشبهه و لكنه مخيف الشكل ! فقد كان له أنياباً و عيوناً حمراء ..
و قد قال له :
-مرحباً يا آدم !!
فسقط الكوب من يد آدم من شدة الخوف !
– قرين آدم : لا تخف يا آدم , أنا قرينك !!
– آدم بفزع : و ماذا تريد مني ؟! هيا اذهب !!
– قرين آدم بلؤم : أنا لا أريد منك شيئاً .. كل ما اريده هو أن أخيفك
– آدم بعصبية : اذاً أنت من تجعلني أرى كل تلك الهواجس المخيفة ؟!!
– قرين آدم بابتسامة لئيمة : طبعاً !! و من غيري
– آدم بغضب : و الله سأقتلك , و أتخلص منك إلى الأبد !!
ثم أمسك بسكين كانت على الطاولة
-آدم يصرخ : أخيراً سوف أقضي عليك , و ارتاح !!
– قرين آدم بثقة زائدة : هيا حاول !! لكني دعني اخبرك منذ الآن , بأنك لن تستطيع قتلي .
– آدم بسخرية : أوه حقاً لن استطيع !! لكنك لا تعلم بأن لديّ خطة ذكية
ثم قام آدم بطعن نفسه بقوة بالسكين , و استمر بطعن نفسه في أماكن متفرقة منه .. ثم انهار جسده على الأرض في بركة من دمائه ..
فاقترب القرين منه و هو يقول :
-لن اخفي عليك بأنك فاجأتني ! لكن حتى بطريقتك المجنونة هذه , لن تستطيع القضاء عليّ .. فالقرين يا احمق !! لا يموت ابداً
ثم بدأ يضحك بصوتٍ عاليٍ و ساخر , بينما آدم يلفظ أنفاسه الأخيرة .
***
في اليوم التالي ..
نشرت صحيفة محلية مقالة , تحت عنوان (انتحار رجل بأسبابٍ غامضة !) :
لقد عثرت الشرطة على جثة المدعو آدم براون في مطبخ منزله , بعدما أبلغ الجيران عن سماع أصوات صراخ في منتصف الليل .. و قد اخبرنا الخبير الجنائي بأن سبب الوفاة هو : قيام آدم بالإنتحار طعناً , لأسبابٍ غامضةٍ !
و لم تعثر الشرطة على أيّة رسالة تبيّن سبب انتحاره , و لكنهم وجدوا أدوية تعالج الأوهام الناتجة عن الإضطرابات النفسية .. و قد أفاد أصدقاءه بأنهم لاحظوا عليه التصرّف بغرابة في الآونة الأخيرة , و قد اكّدوا الشكوك حول اصابته بمرضٍ نفسي ..
و قد قام المحقق بالبحث في ملفه الطبي الذي أثبت ايضاً مرضه النفسي , و رؤيته لأوهام وهواجس دموية مخيفةً جداً على حسب تعبيره , و قد يكون هذا هو سبب انتحاره ..لكن لا تزال التحقيقات مستمرة .
***
و بعد وفاة آدم بأسابيع لاحظ الجيران عدم اختفاء حيواناتهم الأليفة بشكلٍ غامض
و قد تمّ القبض لاحقاً على مجموعة من عبدة الشيطان و السحرة و الدجالين , الذين كانوا ينوّمون الناس مغناطيسياً عبر الإنترنت منذ أكثر من عشرين سنة , باستخدامهم للسحر الأسود الذي يجعل المنوّم يتحوّل لمجرم دون أن يشعر , و كل هذا تحقيقاً لرغبات الشيطان !
اشراف :
حمزة عتيق
تاريخ النشر : 2016-03-06