وادي الغيلان
![]() |
وجد ما يُشبه القردين الضخمين جداً مغطيين بشعر كثيف يحاولان قتل الجمل |
و عندما اقترب من مدخل الوادي وكان يسير ليلاً ونهاراً قدر الإمكان ليعود سريعاً ، بدأت الجمال في الاضطراب وتتراجع فبذل جهده لجعلها تسير معه وكان يمتطي الجمل الأول والثاني كان محمل ببضائع أحضرها من السودان والثالث عليه معدات نومه وتخييمه وقرب الماء ، وكان المساء على وشك الحلول فقرر أن يجتاز الوادي بسرعة ويتوقف دقائق لمزيد من الماء من النبع الذي سمع عنه ، وما أن توغل في الوادي إلا وشعر أن هناك من يراقبه و شعر بخوف الجمال الشديد و كأنها تفر للخروج من الوادي ، و بعدها شاهد خيالات تتبعه و تتواثب بين الجبال حوله فشعر بالخوف فعلاً وندم علي تجاهل التحذيرات بالبعد عن هذا الوادي الملعون ولكن فات أوان التراجع ، وبعد أن وصل إلى بُعد منتصف الوادي ولم يجد النبع الذي كان يريده أثناء سيره وجد الجمل الأخير يهدر بصوت مؤلم وعندما نظر خلفه أثناء فرار الجمال به وجد ما يُشبه القردين الضخمين جداً مغطيين بشعر كثيف يحاولان قتل الجمل أحدهم ممسك برقبه الجمل والأخر فوقه ،
فترك حبل هذا الجمل وطار بالجمل الذي يركبه والذي يحمل البضائع وشاهد هذا الجمل من الذعر يجري بجواره وهذين الوحشين ينهشون فيه حياً إلى أن أسقطاه أرضاً ، فطار من الذعر يجري إلى أن ابتعد كثيراً عن المكان خارج الوادي ، و بعد أن هدئ روعه وجد الجمل الأخر أمامه على بعد فاحضره ولم يتوقف إلا بعد أن وصل إلى أقرباء له من نفس القبيلة بالقرب من الحدود داخل مصر ، وعندما شعر بالأمان وهدئ قص عليهم ما حدث له ، فلامه كبار القبيلة على عبوره من هذا الوادي الملعون وأنه خرق العهد بينهم وبين الغول كما قالوا و أن عليهم تجديد العهد والاعتذار بتقديم خمسة من الماعز تُترك عند مدخل الوادي أو جمل ،
و طلبوا منه أن يعود إلى أهله ويحذر من المرور عبر هذا الوادي أبداً و أن في الجهة الغربية من النيل كانت قوافل الجمال التي تذهب إلي دارفور و كردفان و أخرها في مصر في أسوان في بلدة اسمها دراو موجودة إلى الأن ، كانت هذه القوافل تجتذب الغيلان قديماً لأنها تفترس جمال القافلة اذا شردت أو ما ينفق منها أثناء اجتياز الصحراء هناك ، وعند وصول قافلة كان المنادي ينادي في أهل القرى المحيطة ببلدة دراو هذه آخر طريق درب الأربعين لأنه يستغرق أربعون يوماً من دارفور أو كردفان إلى دراو أن يحصنوا أنفسهم ويحذروا من الغيلان التي تبعت القافلة.
تاريخ النشر : 2020-06-27