وجبات خوف خفيفة
![]() |
أدركتني الصلاة في إحدى القرى التي تبعد كثيرا عن قريتي .. |
استعدوا سوف ابدأ :
** حساس السيارة ( جهاز التحسس بالسيارة ) **
هذه القصة القصيرة هي الأحدث ، و قد وقعت لي منذ أيام قليلة ، حيث ساقتني الرغبة للذهاب للقرية رغم معاناتي من البرد و آثاره المنهكة للجسم ، أدرت محرك السيارة و كانت الشمس تسابقني للمغيب و لكنني سبقتها في المرور
على بعض المحلات لشراء أغراض بسيطة لوجبة العشاء بالقرية ، لكن للأسف أدركتني الصلاة في إحدى القرى القريبة من المدينة و أما قريتي فهي تبعد كثيراً عن تلك القرية .
أوقفت سيارتي عند مسجد أعلم بهدوئه و خلوه شبه التام من المصلين لأنه في طور الصيانة و كان مظلماً ، دخلت دورات المياه للوضوء ثم وجدت باب المسجد الداخلي موصداً ، فما كان مني إلا الأذان و الصلاة لوحدي في فناء المسجد .
و أثناء خروجي من المسجد صادفت دخول رجل و شاب أعرفهما فأخبرتهما عن حال المسجد و نقص المياه فيه و تركتهما ليصليان و عند خرجت شاهدت كانت سيارتهما مركونة بعيداً عن سيارتي ، و بمجرد أن شغلت سيارتي و أرجعتها للخلف “لأن جدار المسجد يسد طريقي” أصدر جهاز التحسس بالسيارة صوتاً ليعلمني بوجود خطر
أو شيء خلف السيارة ، و بحركة سريعة ضغطت على الفرامل و نظرت للخلاء خلفي و لكن لا شيء !! سرت قشعريرة في جسدي و نزلت من السيارة أتفقد الأمر لكن لم يكن هناك شيء إطلاقاً يعوق السيارة أو أسفلها و لا حتى حجر !
ركبت السيارة و أرجعتها للخلف مرة أخرى و أصدر الحساس
الصوت و الإضاءة مرة أخرى فضغطت دواسة الفرامل و عادت القشعريرة و الأفكار المخيفة لي ، توقفت عند ذلك الحد ثم سرت بالسيارة للأمام و أنا أنظر في جميع المرايا لأتاكد من ذلك الشيء الذي أشعل جهاز التحسس بالسيارة و لكن لا شيء مطلقاً .. فراغ يملأ المكان فقط !
و واصلت طريقي لقريتي البعيدة رغم مرضي .
برأيكم ما الذي أشعل جهاز التحسس بسيارتي ؟
مع العلم أنه قبل الحادثة و بعدها كان و ما زال سليماً و لم يخطىء أو يخيب ظني و لا مرة في وجود خطر خلف سيارتي !!
**خوف الخراف **
في صغرنا و في القرية كان الجدان يقومان أحياناً بتكليفنا بأخذ الأغنام للمراعي ، و في الصباح البارد قليلاً و المبكر لأحد الأيام وحيث كانت الشمس بالكاد تخرج رأسها على استحياء بدأنا بسوق الخراف و الماعز أمامنا و لم نكد نمضي
بها إلى المرعى لعدة أمتار حتى تفأجانا بالخراف ترجع مذعورة أمامنا ، و أقاربي الصغار يحاولون ردها للطريق بلا جدوى ، و في غمرة ذلك و بحركة سريعة مني ركضت للمكان الذي فزعن منه لعله كان السبب و بدأت أفتش الأعشاب و الشجيرات عن أفعى أو عقرب أو ما شابه يكون سبب خوفها
و لكن لم أجد أي شيء ! حاولنا إرجاعها مرة أخرى بلا فائدة فأكملنا الرعي مع الماعز ثم عند عودتنا أخبرنا الجدان بما حصل .
و على الرغم من مرور كل هذه السنين الطويلة ما زالت الحادثة راسخة في ذهني و أفكر في أن ما أثار ذعر
الخراف لم يكن طبيعياً أو مرئياً أبداً ، خصوصاً أنها معتادة يومياً على المرعى حتى بدون رعي الناس لها .. و ربما تعرفون ماذا أعني بغير طبيعي ؟
** عيون غريبة **
بعد أن قضيت جلسة عشاء و أحاديث سمر مع الرفاق في الوادي المجاور للقرية حان وقتنا عودتنا للمدينة ، فاتخذنا طريقاً آخر يمر بالقرية كاملة ، و في منتصف الطريق و بجانب المزارع و بينما الرفاق في أحاديثم الجانبية التفت لجدار إحدى المزارع الذي كان ارتفاعه تقريباً مترين و نصف ،
فرأيت من فوقه عينان تشعان في الظلام و تنظران لسيارتنا فعقدت الدهشة لساني و صحت بهم هل رأيتم تلك العينين ؟ و ما إن نظرت إليها مرةً أخرى حتى كانت اختفت !!
بدأت أقلب الأمر في رأسي هل هو قط أسود كان جالساً على الجدار بشكل عرضي و لم أرَ إلا عيناه ؟ أم أن مخلوقاً آخر كان متعلقاً بجدار المزرعة يناظر سيارتنا على غفلة و من بعيد ، و بمجرد رؤيتي له اختفى في جنح الظلام ؟!
** حلم الجمل المتوحش **
منذ سنوات عدة كنت أعاني من الأرق بشدة و عدد ساعات نومي قليلة جداً حتى أن وجبات الطعام و الصلوات و بقية أمور الحياة أحيانا تكون في غير ميعادها .
المهم .. في أحد الأيام لم أنم إلا ساعتين و أثناء أذان صلاة العشاء و كنت منهكاً للغاية أقاتل الارق لأحظى ببعض دقائق النوم الثمينة ، غلبني النوم لحوالي 10 دقائق و لكن للأسف قمت من نومي مفزوعاً و أتصبب عرقاً ، و ركضت باتجاه الأطفال أحاول نسيان الحلم ، فقد حلمت أن جملاً كبيراً هجم علي بشدة يحاول التهامي حتى وصل إلى وجهي مما أخرجني من النوم على الرعب الذي أخبرتكم به .
قلت في نفسي ربما سلط الله علي الجمل في الحلم لأؤدي الصلاة في وقتها رغم معاناتي من الأرق و التعب و النعاس ، و أنه لم يكن جملاً بل ملكاً من الملائكة قد سلط علي لأحافظ على وقت الصلاة ، فقمت إلى الصلاة لتأديتها بعد أن هدأ الرعب في نفسي و ما زلت لهذه اللحظة حينما أتذكرها يسري شيء من الخوف في أوصالي .
تاريخ النشر : 2016-10-17