تجارب ومواقف غريبة

أبو فانوس

القصة الأولى

في الريف والوادي الفسيح ، وعلى العاشرة ليلا تحت ضوء الهلال وحيث بيتنا الخالي المظلم . أناظرهم من بعيد تلك المجموعة التي أبغضها ، فكم أكرههم وأمقتهم . أقاموا حفلة شواء ورحلوا والآن الوادي خالٍ من المواطنين وسياراتهم . فالوافدون لا يملكونها وهم داخل بيوتهم .

ذهبت لمكان الشواء وكانت تتبعني قطة سوداء
مع بياض ، ربما كانت جائعة . جلست بمكان الشواء قرابة النصف ساعة وهي تراقبني ، وأثناء عودتي اختفى الهلال خلف الغيام وما زالت القطة تتبعني ثم اختفت . وما هي إلا لحظات حتى أفاجأ بأحدهم يحملا مصباحا عند بيتنا الريفي قرب المزرعة وكسارة الخشب .

استغربت ، لربما كان أحد إخوتي يبحث عن خشب للإستعمال . كان يظهر فقط مصباح وخلفه سواد وكنت أن نور المصباح يحجب عيني عن رؤيته . اقتربت منه وانا أشعل ضوء هاتفي ، وعلى بعد 15 مترا انطفأ نوره واشتعل في ثانية عند تلة المسجد على بعد 30 مترا .

تعجبت ولكن قلت بنفسي ربما إخوتي وأقرباءهم الشباب أي نفس الشلة يبحثون عن شي ثمين (خاتم أو مفتاح سيارة أو هاتف … إلخ) . اقتربت منهم وأنا مسلوب الإحساس كالمرة الاولى ، وبمجرد اقترابي من الضوء(النور) انطفا وظهر ثالثة عند دورة المياه ولغبائي لم ألتفت لصاحب النور الثاني بل كنت كالمنوم مغناطيسيا ، والتفت وتفحصت صاحب الضوء الثالث وكان العامل خارجا من الحمام .

إقرأ أيضا : الرجل ذو المصباح

ركضت باتجاهه هو وأصحابه وقد صادفت نصفهم بطريقي وحلفوا أنهم لم يكونوا هم . فغرت فاهي من قشعريرة الموقف وتشجعت أركض للمكانين اللذين تم الضحك علي فيهما ولكن لا شيء ولا جنس أي مخلوق كان . وعرفت حينها أني كنت ضحية للجني المدعو (أبو فانوس) المعروف في بعض مناطق الخليج وأنه كان يحاول أن يضلني عن طريقي لأتبعه .

القصة الثانية

عدت من الساحل عند الساعة السابعة والنصف مساءا ، وكان الأقارب وعائلاتهم في البيوت الأخرى يشغلون سياراتهم استعدادا للعودة للمدينة . وبمجرد نزولي عند بيتنا المظلم البعيد عنهم قليلا رأيت أحدهم من بطن الوادي ، وخلف بيتين مهجورين يشعل مصباحا باتجاه البيت المهجور الثالث لمدة خمس ثوانٍ ثم انطفا .

وقفت مدهوشا مما أرى وأمواج الشك تتلاطمني يمنة ويسرة . هل يعقل أن يكون بشريا هناك في ذاك المكان الذي لا يجلس فيه أحد بهذا الوقت؟ . بل لا يجلس فيه أحد إلا نادرا جدا . قطعت الشك باليقين وأطفات نور هاتفي وبدات أخطو وراءه بحذر شديد ، ومررت بمكان النور ولكن لا أحد . وزدت المسافة وأيضا لا أحد وأيقنت حينها تنني حظيت برؤية ألعوبة من الجني (أبو فانوس) للمرة الثانية ، مع العلم أن الأهل لم يروه لأنه ببساطة لم يكن بمرمى أعينهم . وهم مشغولون بسياراتهم واتجاهاتها . وأيضا كانت البيوت المهجورة التي ظهر فيها بعيدة أمتارا كثيرة و منزوية عن أنظارهم .

التجربة بقلم : world cup 2002

guest
7 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى