تجارب من واقع الحياة

أبي لا يطيق ابن خالتي

بقلم : لارا مرام – الجزائر

أبي لا يطيق ابن خالتي
هل أجد شخصاً له نفس مشكلتي؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

اسمي “لارا” أبلغ من العمر عشرين عاماً جزائرية الجنسية و تونسية الاصل ، سأدخل في صلب الموضوع دون مقدمات فأنا لا أجيدها .. لديَّ علاقةٌ قويةٌ جداً بعائلة أمي ، خاصةً خالاتي و أبنائهن على عكس عائلة أبي .. التي أشعر أنهم مجرد أقارب فقط ، تجبرنا المناسبات على الالتقاء بهم و أشعر أنهم لا يكنون لنا سوى الشر و الحسد و الغيرة ..

أنا فتاةٌ اجتماعية إلى أبعد الحدود أضحك و ألعب مع الجميع خاصةً أبناء خالتي ، إلا أن أبي وجد في ذلك مشكلة بل معضلةً حقيقية .. حيث أنه أصبح يخبر أمي أنني أواعد ابن خالتي “أنس” ، و هو الأقرب سناً إليَّ في العائلة و جميل المظهر .. فهو ذو عينان زرقاوتان كبيرتان و ذقن تزينها لحيةٌ خفيفة ، هذا ما يبدو لك لأول وهلة تراه فيها .. و قد تظن أن جميع الفتيات قد يقعن في غرامه ، و أبي أيضاً إلا أنني لم أجد ذلك الانجذاب أبداً .. بالعكس فأنا أحبه حباً أخوياً فقد كبرنا سوياً ، كما أنه لطيف جداً و خدوم و مرح .. فما المشكلة في أن أتبادل معه أطراف الحديث أو أمازحه؟ ..

يكون مزاج أبي جيداً جداً إلى أن يأتي ابن خالتي هذا ، فيبدأ في إصدار الأوامر”البسي شيئاً طويلاً اربطي شعرك” و غيرها الكثير .. و ذات مرة كنا سنذهب لقضاء العطلة في المدينة التي يعيشون فيها ، و قد كنت سعيدةً جداً فأنا لم أصدق أن الدراسة انتهت .. و سآخذ قسطاً من الراحة مع أشخاصٍ أحبهم ، فرمقني أبي بنظرةٍ غاضبة و قال “لم أنت سعيدةٌ إلى هذه الدرجة؟” .. و قد فهمت ما يعنيه و أغضبني كثيراً و عندما نخرج للاصطياف مثلاً ، يحرص على أن لا يذهب معنا و يسارع في عزم الجميع حتى لا يتوفر له مكان ليذهب معنا ..

يزعجني هذا كثيراً و يشعرني أن أبي لا يثق بي ، فإن أنا أردت أن أرتبط به .. لا يمكن لأحدٍ منعي و الشيء الذي يضحكني أنه لا يمانع أن أجلس مع أبناء عمي أبداً ، أو ممازحتهم و إن احتجت شيئاً من ابن عمي الذي يكبرني بثلاث سنوات .. فيمكنني أن أذهب إليه ليلاً حتى و إن قمت بتقبيله ، فهذا شيءٌ عاديٌّ جداً فهو قريبي .. و لكن ممنوع أن أكلم ابن خالتي حتى في وسط التجمعات العائلية فهو محرم ..

شيءٌ سخيفٌ و مضحك في نفس الوقت حتى أصبحت أتحاشى ابن خالتي دائماً ، و حين يأتي ليكلمني أو يسلم عليّ أتظاهر بعدم رؤيته أو الانشغال بعملٍ ما .. و أصبحت أراقب تصرفاتي فلا أضحك معه كثيراً ، و لا أتركه يلمس يدي .. كانت تصرفاتي بريئةً معه حتى هو لم أشعر يوماً أنه يفكر بخبثٍ تجاهي ، رغم أنني فتاةٌ جميلةٌ و مثقفةٌ و مرحة لكنه دائماً ما يحترمني .. و يناديني ب”ختيتي” أي بمعنى أختي الصغيرة في لهجتنا الجزائرية ..

أما الآن و هو في سن الثانية و العشرين ، لا زال يعاملني على أساس أنني طفلةٌ صغيرة .. حتى أنه يملك صديقة و دائماً ما يريني صورها ، و أجد ذلك شيئاً عادياً! لم سيترك جميع البنات و يدخل في علاقة مع ابنة خالته التي هي بمثابة أخته؟ .. هل أجد شخصاً له نفس مشكلتي؟ هل هو أمرٌ طبيعي ، أن يغار الأب على ابنته من ابن خالتها؟ ..

أذكر أن أمي انفردت بي ذات يوم ، و قالت لي”أتبغين أزرق العينين؟” .. أي بمعنى أنت تحبين صاحب العينين الزرقاوين ، فاندهشت و قلت “من؟ أنس؟” .. فقالت “نعم فأبوك لاحظ أنكما قريبان جداً من بعضكما ، و تتكلمان كثيراً” فأقسمت أنني لا أحبه .. و لا أفكر أبداً فيه بتلك الطريقة لكنها قامت بالابتسام ابتسامة السخرية ..

أنا لم أكن أعتبره أبداً حبيباً و لو لمجرد ثانية ، لكن أفكار والدي جعلتني أتحاشاه و أخاف منه ..

أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم و أتمنى أن لا أجد تعليقاً جارحاً ، و لكنني أقبل بجميع الآراء فنحن هنا لتبادل النصائح .. يمكن أن أكون أنا المخطئة و من يدري! شكراً يا موقع كابوس لترك مجالاً لنا للفضفضة ..

تاريخ النشر : 2018-08-01

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى