تجارب من واقع الحياة

أتمنى الموت بحب

بقلم :  Es – لبنان

أتمنى الموت بحب
أعتبر نفسي جسد بلا روح و لا أعرف إلى متى انتظر الموت

 عندما كنت صغيرة وعيت على الحياة وأنا بحضن جدتي أم أمي لأن أمي ولدت أخي الأصغر مني بسنة و وضعتني عند جدتي لأنه حالتها لا تسمح لها أن تهتم بي وبأخي ، وجدت نفسي عند جدتي و أصبحت جدتي هي كل عائلتي ، أنام في حضنها و لا أعرف النوم بدونها ، تعلقت بها وصارت في دمي

 كانت أمي تأتي لزيارتنا و أراها لكن لا يوجد حب الأم ، كان يوجد حرقان قلب عليها ، إلى أن أصبح عمري سبع سنوات أتت لكي تأخذني لكن ما كنت اقدر ، كنت مهذبة و هذه مشكلتي أنني كنت مهذبة كثيراً وكنت أيضاً أخاف من أبي كثيراً و لا أستطيع أن أقول بوجهه شيئاً ، كنت أخاف تأخذني اقضي عندها فترة وأرجع لحضن جدتي الحنون ، لكن عندما أذهب إلى أمي والدموع في عيوني وعيون جدتي كالأنهار ، هي لا تريدني أن أذهب وتقول لها اتركيها لي إنها ابنتي

أمي كان قلبها قاسي جداً ، تقول لها : لا ، عندما كنت اذهب إلى أمي من أجل أن أنظف منزلها لا اكثر ولا أقل ، كنت أموت في منتصف الليل ، أنني نائمة وحدي دون جدتي لكن كنت أظل فترة هنا وفترة هناك ، هكذا إلى أن أصبح عمري ١١سنة ، وقال أبي : يجب أن تنام في المنزل ولا تذهب إلى جدتها ، بكيت كثيرا لكن جدتي كانت ساكنة بجنبنا لكن عندما يأتي الليل أموت و أريدها أن تحضنني ، لكن هم أقوى مني ومنها ، إلى حين نقلنا من منزلنا إلى منزل أبعد و أصبحت جدتي تأتي تزورنا كل يوم لأجلي تأتي لي بالطعام الذي أحبه كل يوم

 أصبح عمري 12سنة إلى أن أتى شاب أعرفه من المنطقة ، كل يوم يأتي إلى جنب منزلنا وينظر إلي بشدة و يبتسم ، أنا أعجبت به أيضاً لكن لن اكلمه ، حتى أتت يوما امرأة اعرفها و قالت فلان : يحبك ، قلت لها : أعرف أنه يحب أبنة عمه ، قالت لي : لا ، يحبك أنتِ و يريدك زوجه له ، فرحت لأنني أحببته إنا أيضاً و أصبحنا هكذا هو يحبني وأنا أحبه ، كان كل يوم و أنا ذاهبة إلى المدرسة في الباص يكون ورائي في السيارة إلى أن أصل المدرسة وكان يكتب لي رسائل و أجيب عليه برسائل ، لكن لم أكن اكلمه لأنه كنت مهذبة ،

بقينا نحب بعضنا ثمانية أشهر ، و في يوم أتت أختي إلي هي وزوجها – أختي لديها خمسة أطفال هو هي تكبرني بسبع سنوات و كنت أحبها كثيراً ، و كنت أقول لها كل شيء – لكن وقتها لم أقل لها شيء عن حبيبي هذا ، إلى أن أتت هي وزوجها وقالو لي : هل أنتِ تحبين فلان ؟ انصدمت كثيراً و لم أعرف ماذا أقول ، قلت لهم : كيف عرفتم ؟ أتت أمي و سمعت بالموضوع ، أمي كانت قاسية معي جداً في المنزل و كل يوم تختلق المشاكل لكي يضربني أبي ، وأنا كنت مهذبة و لم أرد عليها بشي

 سمعت أمي و ضربتني على وجهي وقالت لي : كيف تفعلين هكذا ؟ قلت لها : أنا لم أفعل شيء ، هو يحبني وأنا أحبه لكن لم نكلم بعضنا ، جاء أبي إلى المنزل و نادى أمي و أتت إليه ، قال لها : اليوم كنت انتظر سيارة لكي تقلني و نادني فلان لكي يقلني و راح يحدثني أنه سوف يكوّن نفسه ويعمل بجهد وأنه أصبح أنسان ثاني لأنه هو كان يعمل مشاكل كثيراً مع أشخاص كثر ، قال لها : هل تعلمين لماذا يحدثني فكذا ؟ قالت أمي له : نعم أعلم ، وسردت له القصة ، نادني أبي بصوت مرتفع،  أتيت إليه وأنا أنظر إلى الأرض ، قال لي : ما الذي اسمعه ؟ قلته له بصوت منخفض : لم أكن اكلمه ولا في أي مكان غير بالرسائل ، قال لي : أبي أنسي هذا الموضوع و لا تكلميه و لا تذهبي إلى أي مكان

عدت الأيام وكل يوم فلان يبعث إلى أبي كي يوافق عليه وأنه يحبني وأبي يرفض،  يقول لهم : ابنتي صغيرة و لا أريد ، إلى أن بعث فلان إلى أبي رجال أبي يحبهم و قالو له : أعطيه أبنتك إنه مغرم بها ويحبها ، حينها أتى أبي إلي وقال لي : هل تريدينه ؟ أمي قالت : لا ، قال : إني أسألها ، هل تريدينه ؟ قلت : نعم ، وهكذا تمت الخطبة واتفقوا مع بعض أن وقت الخطبة سنتين والزواج بعد سنتين ، أكون كبرت لحينها وخطبنا وأصبحت المشاكل تلو الأخرى من أمي وأختي وجدتي يفعلون المشاكل لكي

نترك بعضنا لكن لم ننظر إليهن ، تعبنا سنتين كثيراً خصوصاً من أمي وأختي المتزوجة إلى أن تزوجنا و ولدت أول ولد وثاني ولد ، كنت أحب أختي كثيراً وأراضيها بكل الطرق وأحب أن أراها كثيراً بالرغم من إنها لن تأتي إلى بيتي و لا مرة واحدة ، فقط أتت عندما تزوجت بعد فترة كبيرة ، كان منزلي بعيد لكن ليس بكثير يعني ربع ساعة من بيتي إلى بيتها بالسيارة ، إلى أن أتينا و سكنا جنب منطقة أهلي ، كنت في مرة من المرات تعرفت على أمرأة و زوجها أنا وزوجي وأحببتها كثيراً وأصبحنا أصدقاء أنا و هي و زوجي أيضاً أصبح صديق مع زوجها ، كنا نخرج سوياً نحن الأربعة و نأكل وننام عند بعضنا إلى أن أتى يوم واكتشفت خيانة زوجي بصديقتي بكيت كثيراً و كنت سوف اتركه

أقسم لي أنه لن يكرر هذه لاشياء مرة أخرى وندمت أني تعرفت عليها أو على أي واحدة أخرى وأصاحبها ، إلى أن أتت أختي إلي بيتي مع زوجها و كل يوم نقعد سوياً ونذهب عند بعضنا ، إلى أن اكتشفت خيانة أختي لي مع زوجي هل تصدقون ما الذي عشته سبع سنين دامت خيانة زوجي وأختي مع بعض وانا في الأول كنت أشك ! أرجع أقول هذه أختي و لا أقدر أن أشك بها إلى أن اكتشفت الخيانة

 سبع سنين و أنا أناضل لأجل بيتي وأولادي الثلاثة ، سبع سنين عشت بخوف ورعب وموت وضرب من زوجي و بكاء كثير و بحرقة وأيضاً ، اكتشفت أن أهلي يعرفون كل شيء و راضيين على كل شيء ، كان يأتي زوجي إليها  لأنها تركت زوجها ولم تعد إليه وتركت أولادها الخمسة وسكنت عند أهلي ولم تعد إلى زوجها ، رغم كل شيء يحاربني زوجي أهلي و أختي ، صبرت و كل يوم أسمع أنه معها وأنهم يذهبون في نزهة وأنا في المنزل و لم يكن في اليد حيلة لأنني كنت لوحدي و لم يقف أحد إلى جانبي إلا أهل زوجي كانوا واقفون إلى جانبي لكن زوجي وأهلي وأختي لم يقفوا 

كنت أحارب لأجل بيتي وأولادي و لم يكن لدي خيار إلا أن أترك أولادي وأذهب من هنا كلياً أم أرضى في هذا و اقعد وأنا لم أكن راضية في هذا ؟ وكل يوم كان مشاكل أنا وهو وهم ، كل يوم كان يضربني ويذهب إلى أن أتى يوم وضربني ولم أقل له ولا أي كلمة ، ضربني كثيراً و عندما لم يسمع صوتي أو أقل له لماذا ، صمت و لم أتكلم ولا أي كلمة إلى أن توقف وخرج من المنزل ، وقفت وأنا في أشد وجع والم في ظهري و رأسي و بطني ، ذهبت إلى لاستحمام وأنا استحم أول مرة كنت ادعي على أختي من قلبي

بعد يومين دق تلفوني ليأتي خبر ، أختي انتحرت ، جلست فترة شهرين في العناية المشددة وماتت ، عرفت أنها تريده أن يطلقني ويتزوجها وهو يرفض أن يطلقني فانتحرت بطلقة نارية في بطنها أو ممكن كان تهديداً له كالعادة لأنها كانت تفعل دائماً هكذا تهدده أن تركها سوف تفضحه أو تقتل نفسها لأنها كانت دائماً تجرح نفسها بالشفرة في شرايينها ، وماتت أختي منذ ثلاث سنوات لكني أنا في منزلي ومع أطفالي وزوجي لكن لست سعيدة بشيء وأتمنى الموت

 أنا في الحياة لأجل أطفالي لكي أرعاهم فقط ، أعتبر نفسي جسد بلا روح و لا أعرف إلى متى انتظر الموت ، لكن انتظره لكي اذهب إلى ربي وأنا راضية بالموت وسعيدة أنه أتاني لأن ربي احن إلي من إنسان ، ماذا أفعل ، هل تقولون لي ؟ أنا اعلم أن الله يحبني كثيرا ً لأنني صبرت ولا عمري أخطأت بحق نفسي أو بحق أي أحد في الحياة حتى ، لكن إلى متى سوف انتظر الموت ؟.

تاريخ النشر : 2019-01-09

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى