أدب الرعب والعام

أرجوك أيقظني !!

بقلم : الشيماء – مصر
للتواصل : Shimaa_alex16@yahoo

أرجوك أيقظني !!
القاتل الساخر !

أكره المهرجين ، ولا أقصد المستظرفين أمثال زوج أختي .. فهذا أنوي قتله ، بل أقصد البلياتشو ، ستقولي لي لعلها عقدة قديمة منذ الطفولة ، ولكنني ولدت أكرهم من قبل الطفولة ولا أعرف السبب ، المهم أنني تغلبت على هذه النقطة جيداً ، وأصبحت أتحاشى بذكاء المناسبات التي يصرون فيها على إحضار مهرج كتسلية عجيبة للأطفال ، ولكن ما أرعبني حدث معي منذ اسبوعين ..

كانت هذه ليلة عيد ميلادي الأربعين ، أصرت زوجتي على إقامة احتفال ضخم رغم تحفظي ، ولكنني لم أعارضها ؛ فهي تعتبرني ابنها وليس زوجها ، بسبب عدم إنجابنا لأطفال ، والحمدلله نحن متصالحان مع الوضع ، المهم .. بعد ليلة حافلة نمت قرير العين ، ومع أول غفوة جاءني ذلك اللعين على هيئة بلياتشو مرعب يبتسم في مجون !! أرعبني وهمس لي :

– اقتربت نهايتك !!

ثم جرى بعدها بطريقة كارتونية عجيبة أدهشتني و زادتني رعباً !!

طبعا في البداية لم أعر الكابوس اهتماماً .. واعتبرته مجرد تخمة من الطعام الذي تناولته كالتنين في عيد ميلادي .

ولكن تكرر الكابوس مرة آخرى .. وبنفس الوغد !!

حلمت أنني كنت جالساً في مكتبي ، وإذا بالوغد يدفع الباب بقدمه ( كبلياتشو بلطجي )  ، وقال لي بثقة :

– اقتربت نهايتك على يدي !! ثم فر بطريقته المسرعة المخيفة التي ذكرتني بفيلم ” ذا ماسك ” والذي أبغضه وأخافه كثيراً ، المشكلة أنه هرب قبل أن أفهم سر بهجته وإصراره على قتلي !! ولماذا أنا بالذات ؟! ..

أخبرت زوجتي بالموضوع .. فأخذت تحوقل وتبسمل وأكدت لي أنه بسبب عشائي المتأخر ليس إلا ، تنهدت واقنعت نفسي باستنتاجها المبهم .

ثالث يوم .. وكالعادة عندما غفوت وجدته مجدداً !! هزني من كتفي والتفت لأجد وجهه البشع ملتصق بوجهي ! يا إلهي ! هل رأيت من قبل مهرج ملتصق بوجهك وله عينان ببياض براق متسع ونني ضيق وكأنه نقطة في بحر ؟؟ .. لا ! .. أنت بالتأكيد محظوظ .. وعندما رأيته لتوي جعلني أصرخ وأرتد للوراء .. فضحك قائلاً :

– اقتربت نهايتك على يدي .. كما …

ثم أكمل طريقه في رضا كعادته ..

استيقظت مفزوعاً بعدها ، وبعد أن هدأت نوعاً ما فكرت في هذا الحلم العجيب ! هل استلزمت كلمة ” كما”  كل هذا الجهد ؟ ثم لماذا لا يتكلم هذا المهرج بوضوح ولمرة واحدة ؟؟ لماذا يصر على الغموض وتقطيع الكلام ؟! يجب أن أضع حداً لهذا الموضوع ، وبالفعل في الليلة التالية جاءني يتبختر .. الحق يقال .. له وجه منتفخ بشع .. ولكن حنقي تغلب علي .. وقبل أن يتكلم أمسكت بتلابيبه صارخاً :

– قل لي أيها الوغد جملة مفيدة وإلا قتلك أنت الذي سيكون على يدي !

ابتسم ابتسامة واسعة أظهرت صف من الأسنان الحادة كأسنان كقرش .. ثم قال لي :

– قتلك سيكون على يدي كما قتلني جدك من قبل !!

ثم ازاح يدي قائلاً :

– مشكلتك أنك لم تبحث في ماضيك جيداً !

ثم أشار لنفسه بفخر قائلاً :

– أنا مثلاً ماضي لساحر عظيم .. كان لي مكانة عظيمة بين قومي ، وأتخذت لنفسي تلك الهيئة لتشبه روحي الساخرة ، وأنت تعلم أننا معشر السحرة نؤمن بأن على الشر أن يسود .. وعلى الخير أن يموت .. وهذا مالم يعجب به جدك الأكبر .. وبعد صراعات طويلة استطاع بالفعل القضاء علي ، ولكنه لم يستطع القضاء على لعنتي التي ألقيتها على نسله من بعده ، بأن يموت الابن الأكبر من أبنائه من العذاب والرعب !

تذكرت أنه بالفعل حدثت أكثر من حادثة غريبة لعدد من أقاربي .. كانت نهايتها أن يموت الشخص وعلى وجهه أعتى علامات الرعب ! حتى أن الناس كانت تهابنا كثيراً ، ولكنني لم أربط الذي حدث من قبل بالذي يحدث لي الآن ، أو كما قال لأنني لم أبحث في الماضي ،
قطع تفكيري صوته المرعب قائلا :

– ولأنك آخر أحفاده .. وليس لك نسل من بعدك فسيكون انتقامي مضاعفاً ، وأعدك .. سأجعل نومك كله عذاب ورعب !!

ثم ابتسم وهو يفتح فمه على اتساعه في أبشع ابتسامة قائلاً :

– سنمرح كثيراً ..

استيقظت وأنا أصرخ :

– سأقتلك .. سأقتلك أيها الوغد .. لست أنا الصيد السهل .

* * *

الزوجة وهي تقف أمام سرير زوجها :

– أتظنه يادكتور في تحسن ؟؟

قال لها الدكتور وهو يخط شيء ما على ورقة :

– نعم نعم … فقط لو سار على هذا الدواء بانتظام .

– وذلك البلياتشو الذي يكلمه كثيراً أثناء نومه ؟! وإصراره على خراب بيته كما فعل جده ؟!

– جده خرب بيت بلياتشو !!!

– لا أعلم .. ولكنه يهذي بتلك الكلمات عندما ينام قليلاً ، و بعد أن يستيقظ يصر على عدم النوم مجدداً !

– اممم .. لا تقلقي ياسيدتي .. هو فقط أعصابه متعبة قليلاً .. وقد أعطيته الآن حقنة مهدئة لتريح أعصابه ، فسنظل معه على المهدئات لفترة … فعلاجه الراحة والنوووم .

تاريخ النشر : 2017-02-23

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى