تجارب من واقع الحياة

أريد أن أفهمه

بقلم : Eimma – المغرب
للتواصل : [email protected]

قراءة الكتب جعلتني متفتحة و فضولية بينما جعلت أبي تعيسا ..

أنا فتاة عمري تقريباً ١٧ سنة ، هذه آخر سنة لي بالثانوية .. أحرزت النتيجة التي كنت أتمناها ، و لكن كالعادة لم تعجب والدي أو بالأحرى لم يبالي ، رغم أني كنت أثابر جداً للحصول عليها لنفسي .. و لكن بداخلي أحسست أني كنت أريد الحصول عليها فقط لكي يهتم بي قليلاً .
لدي أم حنونة و أخ ذكي ، لكن هذا لا يكفيني .. أشعر أن شيئاً ينقصني ، و بالفعل أظن أنني قد عرفته .. و هو ” أريد فهم أبي ”

وضعت الكثير من الاحتمالات لكي أعرف لماذا أبي تعيس لهذه الدرجة ؟ لماذا لا يجلس معنا و يتحدث معنا كما يفعل مع أقرانه في الشارع ؟ .. لماذا لا يحب عمله رغم أن راتبه فيه جيدٌ جداً و كافٍ لكي نستأجر بيتاً أكبر مما نحن فيه الآن ، فأنا أصبحت في السابعة عشر و لم أمتلك غرفة خاصة بي بعد ..!

حاولت فهمه مراراً و تكراراً لكن لا أعرف .. أظن أن حياته مكتملة بالنسبة لي !..عمل جيد ، زوجة حنونة ، أبناء ودودون إلى حد ما ..
أنا أشبهه قليلاً إلى حد ما ، أظن في حدسه و تقديسه للكتب .. و بانطوائه و عصبيته الزائدة !
لكن أنا بالحقيقة انطوائية و اجتماعية في نفس الوقت ، سأشرح هذا .. أنا أعامل كل الناس بلطف شديد و طيبة كافية ، لكي يعلموا أن هناك شخص مهتم بهم .. رغم ذلك لا يمكن أن أسميهم بالأصدقاء ، بل زملاء .. لأني أنا من طبيعتي أحب الاحتفاظ بعدد قليل من الأصدقاء اللذين أشعر أنهم مميزون بالنسبة لي عن الباقي ..
لدي فقط فتاة و شاب و أظن أنه يقرأ كلامي الآن و أقول له شكراً لأنك أعطيت لرسالتي القليل من وقتك ..

في العطلة الصيفية و التي كنت أنتظرها بفارغ الصبر لأنني كنت مخططة لأشياء كثيرة لأفعلها بها ، و لكن لم أفعل شيئاً بالطبع !! و هذا أسوأ شيء يحصل لي و هو – الفراغ- لأنني عندما أشعر بالملل أو يكون لي وقت طويل من الراحة و عدم فعل شيء أبدأ بالتفكير العميق في كل شيء ، و أضع افتراضات و أسئلة لو طرحت بعضاً منها عليكم لظننتوا بأني مجنونة ، و لكن كتبي كانت تجيب عنها ، و لكن بعد أن تجيب عنها كانت تضع أسئلة جديدة أخرى ..
و أجد كثيراً أن هناك فلاسفة كبار يوافقونني الرأي .. و هذا ما يجعلني أحب الكتب و أعشقها لأني أشعر كأنها تكلمني كأنها عالمي .. أشعر معها أنني إنسانة أخرى و كأني رحالة أجوب العالم كله و أنا جالسة بمكاني ..

ليس لي هدفٌ محددٌ في الحياة ، أنا أعيش و حسب ، لكن لدي حساب لتوعية الناس يمكن أن أقول عليه أنه يمتلك درجة مقبولة لا يستهان بها بين الحسابات المشهورة للتوعية ..
و بالحقيقة هو من جعلني أتعرف على أناسٍ أكثر و أكثر و هذا هو السبب الحقيقي الذي جعلني أقوم بإنشائه فقط للتعرف على أناس كثر و محاولة توعيتهم و مساعدتهم بأي شيء مهما كان ..
لكن كل هذا بالحقيقة يجعلني أستغرب أكثر و أعجز عن فهم أبي .. سأوضح أكثر ، أنا أيضاً مغرمة بالكتب مثله ، و لكن الفرق بيننا أن الكتب جعلتني متفتحة و فضولية جداً حول حياتنا هذه ، و لكن هو جعلته تعيساً رغم أن حياته قد تحسنت ، و نحن كبرنا و لم نعد كما كنا “أشقياء” !!

هل لأنه وصل لمرحلة أكثر مني و فهم الحياة أم لسبب آخر ؟..!

تاريخ النشر : 2016-08-10

guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى