تجارب من واقع الحياة

أريد العودة للماضي

بقلم : الوردة السوداء – palestine
للتواصل : [email protected]

أريد العودة للماضي
هل أنا قبيحة أم جميلة ؟!

قصتي غريبة نوعاً ما و لكني سأرويها ربما أجد عندكم الحل .. 

منذ سنتين كنت أسعد إنسانة ، جميلة و هادئة و صاحبة طقوس غريبة كانت تجعل حياتي أجمل من أي حياة ..
لم يكن يحطمني أي عائق و كذلك كنت مؤمنة بنفسي كثيراً و كنت أرى نفسي جميلة و كان كل شيء في حياتي يثبت هذا ، لذلك لم أكن أتعجب حين تقلدنني الفتيات في المدرسة و كذلك نظرات الشبان و كلماتهم لم تفارقني حتى أن هناك بعض الفتيات اللواتي كن يبغضنني و يحقدن علي لأجل ذلك ، فقد كنت طالبة متفوقة و ناجحة و قوية و مثابرة و كنت دائمة التجاهل و لا أعير الشبان اهتمام ، فقد كنت أخشى على نفسي أي مكروه و أؤمن بأن الأولاد دجالين و لا يجب الوثوق بهم !

حسناً .. مشكلتي بدأت في الصف العاشر قد بدأت السنة و أنا أسعد إنسانة على وجه الكرة الأرضية رسمت لنفسي أحلاماً بالرغم أنها سنة دراسية إلا أنها كانت تعني لي الكثير ، كنت أثق بنفسي حد الموت ، كنت أنوي و أنوي الكثير ، قد تخونني الكلمات فما شعرت به كان أعمق من أن أصفه بكلمات .. شعور بالسعادة لا يحطم و لا ينتهي .

أنهيت يومي الأول في المدرسة و كان شعوري لا يوصف ، كانت لا تفارقني نظرات زميلاتي فكن كأنما يتفحصن ملامح وجهي و يسألونني إن كنت أضع أي من مواد التجميل رغم أنني لم أضع أبداً و هذا ما كان يسعدني .
عموما جميع الفتيات يستمتعن عندما يشعرن أنهن ملفتات للنظر !

مر أسبوع كامل قبل أن أتحطم نفسياً .. و بلا سبب بدأت كل الأحلام تتلاشى و بدأت تلقائياً أشعر باكتئاب لا يفارقني .. لن أخفي عليكم ، لقد وبختني أمي كثيراً في اليوم السابع لأنني قد وضعت كحلاً للتجربة ، و كانت أقسى كلمات سمعتها في حياتي و لكني أخذت تلك الكلمات على محمل الجد و لم تنفك تلك الكلمات تفارقني و بدات الدوامة تبتلعني شيئاً فشيئاً ..

شعرت باكتئابٍ حاد حتى أنني حاولت الانتحار مرات عدة ، و فقدت الثقة بنفسي و أصبحت صفراً على هامش .. أصبحت عكس ما كنت عليه تماماً .. و مرت أيامي و أنا أتعس إنسانة في العالم .
نظرات الإعجاب التي كنت أحيا عليها لم أعد أجدها إلا نادراً و صرت أرى نفسي بشعة جداً و بدأت الحبوب تظهر في وجهي إلى أن تخلصت منها بصعوبة ، و وجهي أصبح شاحباً دوماً و شعري بدأ ينحل .. يا إلهي هذا ما لم أكن اتوقعه يوماً !!

كلما أخبر أمي بشأن هذا تقول لي تلك التغيرات التي تظهر خلال فترة المراهقة ، لا تقلقي !!
و لكن أراقب الفتيات لا أحد يحدث له ذلك منهن غيري ، لذلك إجابة أمي ما عادت تكفيني ، بدأت أخاف و لم أعد أطيق النظر إلى نفسي في المرآة ، تلك الفتاة الرائعة أصبحت شبحاً مخيفاً بعد أن كانت الفتيات تمدحنني علناً و يطرين علي بدون خجل ..

أنا أفتقد التعابير و أبذل مجهوداً للظهور بمظهر جيد أمام الجميع و أحياناً أفشل .. حسناً .. لا أخفي عليكم بدأت أغار من الفتيات زميلاتي في المدرسة و كثيراً ما أقارن نفسي بهن أتذكر الماضي و أحن للعودة إليه !
تارةً أنجح و أقنع نفسي بأن لا شيء تغير ، و لكن سرعان ما يتبخر ذلك الأمل و أشعر بأني أصبحت أبشع إنسانة !

يا ربي ما هو الحل ؟؟ هل أنا قبيحة أم جميلة ؟! بت لا أعرف أي الاثنتين أنا .. لم أعد أشعر بأي سعادة و لم أعد أرى للحياة طعم كما كنت في السابق .. أريد العودة و لا أستطيع .

أرجوكم أصدقائي أريد مساعدتكم و جهوني للحل .. أريد تشخيصكم و ماذا أفعل ، و لا تجعلوا الموضوع محض سخرية فأنا فعلاً لم أعد أطيق نفسي !

 

تاريخ النشر : 2017-03-11

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى