تجارب من واقع الحياة

أستاذي في الجامعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . مرحبا بكم جميعًا أصدقائي . لديّ مشكلة أريدُ مشاركتها معكم ، لعل منكم من يملك الحل ، لأن ذلك الأمر بات يؤرّقني . وهي تتعلق بأستاذي في الجامعة .

أنا طالبة في السنة الثالثة من الجامعة ، ومن طبعي أنني أحب أن أعرف كل كبيرة وصغيرة في المادة التي أدرسها . وربما أستعين بمراجع خارجية ، أو أتواصل مع أساتذة المادة لسؤالهم ، وأحب كثيرا أن أكون مميزة عند جميع أساتذتي .

في السنة الماضية ، كان هناك أستاذ يدرسني إحدى المواد ، وكانت تلك أول مرة أدرس فيها هذه المادة . وقد أحببتها جدا وأردتُ كالعادة أن أقويّ معلوماتي وأستفيد من أستاذي . فكنت أتواصل معه عند أي سؤال ، أو أسأله أثناء المحاضرة ، حتى إنني اكتشفت خطأ في الكتاب ، وقد أُعجب الأستاذ باجتهادي ، وأخذ يمدحني أمام زملاء القسم . بل وقال أنه سيعطيني الدرجة النهائية في بحث هذه المادة ، وكان زملائي يعتمدون عليّ في أن أشرح لهم . كل هذا وأنا سعيدة أنني أصبحتُ مميزة عند هذا الأستاذ أيضا بل وعند زملائي .

لكن الأمر تحوّل إلى كابوس هذا العام ، فهذا الأستاذ يدرسني أيضا . ومنذ بداية السنة وأنا أشعر منه باهتمام زائد . فهو ما زال يتذكر اسمي ، وأخذ يمدحني على اجتهادي، حتى إنني أشعر أحيانا أنه يفتعل أي مواقف ليكون له حوار معي . فمثلا طلب منا مذاكرة جزء معين ، وسألنا ورصد لنا درجات ، ثم لما كان أغلب الزملاء لم يجيبوا جيدا قال أنه لن يعترف بهذه المرة، وستكون المراجعة في المرة القادمة . وطلب مني أن آخذ ورقة الدرجات لأنه لو أخذها معه سيحاسبنا بحسب هذه الدرجات .

إقرأ أيضا : أحببت أستاذي

وطلب مني ألا يرى أحد هذه الورقة غيري، ولما عدت للمنزل ونظرت في الورقة رأيت أنه أعطاني الدرجة الأعلى في القسم . رغم أنني أعترف أن هناك من أجاب إجابة تشابه إجابتي أو ربما أفضل، ومن وقتها شعرت بأن هناك شيئا غريبا . وكأنه أراد متعمدا أن أرى أنه أعطاني درجة عالية .

وفي المحاضرة التالية ، طلب منا أن نكتب أسماء الحاضرين ، والمسؤولة عن القسم هي التي تتولى هذه المسؤولية دائما . لكنه لما رآها تكتب قال لها : – اكتبي اسمك فقط وأعطي الورقة لآية – أنا – لتكتب الباقي .

وهي فعلا فعلت ذلك لكنني شعرت بها متضايقة . ولما كنت أكتب ، انتهت المحاضرة وكان هناك طلاب آخرون ينتظرون الدخول إلى القاعة، فقال لي الأستاذ : – تعالي وضعي الورقة هنا على المكتب .

أنا صراحة خفت جدا لأنه طلب من الزملاء الخروج . ورغم أن باب القاعة مفتوح وهناك طلاب في الخارج ، لكنني خفت أن يكون غرضه هو أن أقف قريبا منه . فقلت له أنني انتهيت وكتبت بسرعة وسلمته الورقة وخرجت بسرعة مع زملائي .

إقرأ أيضا : أستاذي يتحرش بي

وما زاد الطين بلة ، أن المحاضرة التي بعده تم إلغاؤها . فوقفت مع زملائي قريبا من باب القاعة التي خرجنا منها – عند هذا الأستاذ – . وقد كان هو يعطي محاضرة في الداخل ، ولما كان الصوت مرتفعا فتح الباب ونظر إلينا قائلا : – أخفضوا صوتكم قليلا .

وحينها التقت نظراتي معه ، ولم تكن نظرات طبيعية أبدا بالنسبة لي ، بصراحة وقتها شعرت كأنه فعل ذلك حتى يراني . لا أعرف هل هذا تفكيري الزائد أم ماذا ، لكنه كان يعرف أن المحاضرة التي بعده تم إلغاؤها وصراحة وقتها أسرعت عائدة للمنزل .

والمشكلة أنني أشعر أن زملائي يشعرون بهذا الأمر أيضا . بل وحتى أختي، رغم أنني لم أخبر أختي عن مخاوفي هذه . لكنها عندما أحكي لها تفضيل الأستاذ لي تقول: – أنا أشعر كأن الأستاذ يأتي إلى الجامعة من أجلك، لأنه قبل ذلك لم يكن يحضر كثيرا .

وبصراحة هذا ما زاد خوفي، فهي لم تعرف التفاصيل وتشعر بذلك، فكيف لو حضرت معنا المحاضرة؟!

في الحقيقة كل هذه ما زالت شكوكا بداخلي لست متأكدة منها ، لكنني أصبحت خائفة من هذه المحاضرة . أخاف أن أجيب أو أتفاعل مع الأستاذ ، أفكر في طريقة لا أحضر بها المحاضرة . لكن المشكلة أنه يأخذ الغياب ، والمحاضرة مهمة ولمادة أنا أحبها .

دائما يقولون أن إحساس المرأة لا يخيب ، وداخلي إحساس قوي يرعبني بصراحة . كما أنني لم أشعر بمثل هذا الشعور بالخوف من أي رجل من قبل . المشكلة أصلا أن هذا الأستاذ متزوج وله أبناء ، فلا أعرف كيف يمكن أن يكون هكذا .

أريد مساعدتكم في طريقة تساعدني على التحقق من الأمر . كيف أعرف أن هذا أمر طبيعي وهذه مجرد شكوك ، أم الأمر كما أخافه وهناك شيء غير طبيعي؟! .

وللعلم فكل أساتذتي يفضلونني لكن ليس طريقة هذا الأستاذ التي تشعرني بشيء غريب وغير مريح . فماذا أفعل؟ ، لقد أرهقني الأمر وأتعبني التفكير فيه . فأنا حتى لا أكشف وجهي ليراني ! . ساعدوني بطريقة أتحقق بها من الأمر .

التجربة بقلم : آية أحمد حسن – مصر

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى