تجارب ومواقف غريبة

أصدقائي و الجن

بقلم : محمد أبو العز – سوريا

أصدقائي و الجن
تارة يحدق بي وتارة يحدق بإبن عمي ..

سأسرد لكم بعضا من قصص اصدقائي الذين اثق بصدقهم وبوعيهم واخلاقهم ، اولئك الذين لم يسبق لهم وان كذبوا لا في صغيرة ولا في كبيرة بل هم من حاربوا الكذب بكل اشكاله .. سأبدأ الآن بأول قصة وقد حدثت لي و ابن عمي ..

كنت في ليلة من الليالي اسقي ارضي وقد شارفت على الخلاص ولم يبقى الا بقع صغيرة لم ترتوي .. كان الوقت منتصف الليل وكانت ارضي بعيدة كثيرا عن البيوت ناهيك عن وحشة الظلام وهدوئه المخيف ، ولا جار لي الا منزل ابن عمي الذي لم يجهز ولم يسكنه بعد اذ يلزمه الكثير حتى يصبح صالحا للسكن كالكهرباء والماء الخ … كان منظر ذلك البيت يبدو مخيفا بسبب اشجاره الكثيرة وعزلته عن باقي البيوت في هذا المكان الخالي ..

بعد ان انتهيت من السقاية اتجهت نحو القرية ، وفجأة سمعت صوتا قادما من عمارة وكأنه شخص يحرث ارضه ، اتجهت نحو المكان فإذا بي ارى ابن عمي صاحب المنزل يسقي ارض اهله .. ناداني قائلا : (خليك معي لبين ما اخلص لحتى نرجع سوى ع القرية .. ـ ماشي الحال) .. جلست مسندا ظهري على جدار منزله اتحدث معه وقد شارف على الخلاص ولكني لاحظت امرا غريبا ، لاحظت ان ابن عمي مستعجل و يعمل بعجلة وبشكل عشوائي وكانه يريد مغادرة المكان بأسرع وقت حتى انني اسأله ويجيب بإجابات مختصرة جدا بنعم او لا رغم انه من النوع الكثير الكلام ..

لم اهتم كثيرا ولكن في اليوم التالي رأيته في القرية وقد ناداني لشرب الشاي معه واخبرني بحديث عجيب لم يخطر ببالي .. قال بأنه في ليلة امس شاهد رجلا يلبس غترة بيضاء وثوب ابيض ينظر الينا من نافذة منزله (شباك العمارة) فتارة يحدق بي وتارة يحدق بإبن عمي وحسب وصفه كان انفه كبير وعيونه بيضاء ونظراته حاقدة لأبعد الحدود هذا فاجئني جدا لانني لم الاحظ وجود اي احد ، بل واكثر من ذلك هدوء المكان لم يكن يوحي بوجود شخص ثالث معنا .. ابن عمي اقسم لي اكثر من مرة على صدق القصة لذلك اتصور انه من الجن والله اعلم ..

والآن سأروي لكم قصة اخبرني بها احد اصدقائي يدعى ابو صالح وهو رجل واعي مؤمن صادق لا يكذب ولا يعاني من اي مرض نفسي او جسدي ..

يقول ابو صالح : عندما كنت مراهقا ضربت اخي الصغير ضربا مبرحا واهنته وعاقبته لسبب تافه حتى شكاني لأبي الذي طردني من البيت مؤقتا كعقوبة مستحقة .. كان الوقت بعد الظهر وفي فصل الصيف اي وقت القيلولة وانتم تعلمون انه ذلك الوقت لا يختلف كثيرا عن منتصف الليل من ناحية الهدوء والوحشة .. يكمل ابو صالح : رحت اسير في الطريق حتى جلست على عتبة محل بأطراف القرية وكان المحل لرجل توفى بحادثة سير ومنذ تلك اللحظة والمحل مغلق ..

جلست على العتبة اضيع الوقت حتى يهدأ والدي ثم احسست ان احدا ما يراقبني وكلكم تعلمون ان هناك حاسة للانسان تشعره بوجود احد ما ينظر اليه .. وعندما التفتت يمينا ويسارا لم اجد احدا ، نظرت فوقي الى سطح المحل فوجدت طفلا في المهد ينظر الي من اطراف السطح مبتسما ابتسامه غريبة هي أبشع ابتسامه رأيتها في حياتي .. صدمت وراعني ذلك المشهد وهو مازال يحدق بي وكأنه يسخر مني ثم اختفى عن انظاري نحو السطح كما تختفي القطة ..

انتصب شعر رأسي ورحت اركض دون وعي نحو بيتنا مرعوبا من هول ما رأيت اخبرت اهلي بما حدث معي ولكنهم لم يصدقوني بل ظنوا انني اتملق ابي كي يسمح لي بالعودة ولكن اقسم لكم ان ما حدث معي حقيقي 100% .. انتهت قصة ابو صالح وقد اقسم لنا ان ما قاله حقيقي ..

تقول الفتاة زمردة (الاسم وهمي) ..

ذات يوم كنت جالسة في منزلنا الكبير واذا بجرس المنزل يرن .. انه اخي علي (الاسم وهمي) زارنا اخيرا بعد طول انتظار ، رحبت به اجمل ترحيب طبخت له الطبخة التي يفضلها جلس معي حتى المغرب .. الى الان الامر يبدو طبيعي .. لكن ما جعل الامر مختلفا هو بعد ان رن الهاتف الارضي .. من المتصل ؟؟؟ .. انا اخوك علي .. هنا شعرت بالخوف والصدمة بل احسست ان الامر في قمة الرعب .. يا إلهي انه صوت اخي علي اذا من هذا الذي يجلس عندي منذ الصباح حتى الان !

اغلقت الهاتف بحذر وخوف ورعشة في يدي وذهبت الى غرفة الجلوس حيث اخي المزيف فلم اجده هناك بداية ، ثم نظرت نحو الحمام فإذا به يلوح لي بيده ويقول بنبرة رفيعة وبإبتسامه غريبة : ودااااعا ، وفجأة دخل في الجدار واختفى اثره فصرخت بهستيرية وخرجت كالمجنونة في وسط الحي والجميع حولي يستفسرون مالامر ؟ ما الخطب ؟ من الذي توفى ؟ من الذي مرض ؟ ولم يخطر ببال احدهم ان جنيا كان في الحي وبضيافتي منذ الصباح .. انتهت قصة زمردة وهي معروفة بصدقها وقد تأكدت بنفسي من جيرانها وأكدوا بأن ما حدث معها حقيقي ..

اعزائي القراء هناك الكثير من القصص التي تحمل في طياتها الغموض والخوف و الغرائب اخبرني بها كثير من الناس وسأكتبها لكم ان شاء الله .. طابت ليلتكم ..

تاريخ النشر : 2015-10-23

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى