تجارب من واقع الحياة

أعاني من النحس

بقلم : عمر –  المغرب
للتواصل : [email protected]

أعاني من النحس
لم أفقد الرغبة في العودة إلى حالي الفديم

السلام عليكم .. أنا شاب يبلغ من العمر 23 سنة , لا أعاني من أي مشاكل صحية أو عاطفية أو حتى مشاكل مع عائلتي ، إنسان هادئ قليل العصبية و قليل الكلام ، أدرس في كلية الطب ، كما أنني أحب الانطواء و العزلة مع نفسي أكثر من الاختلاطات المتعددة مع الناس .

سنة 2016 بالنسبة لي كانت سنة كارثية ، فالسائد لدى الجميع أن كل شخص في بداية أي سنة يكون له طموح أو حلم يحب أن يحققه ، و أنا كنت أحد هؤلاء اللذين استبشروا خيراً في بداية السنة ، لكن ما حصل لي شيء غريب و يفوق قدرة استعياب أي شخص ، و لم أجد له أي سبب ، فهذه السنة مر النصف الأول منها كارثي ، حيث أنني رسبت في أغلب مواد الكلية ليكون مصيري أن اكرر السنة ، مع العلم أنه في حالاتي العادية و الطبيعية أكون من المتفوقين و أنجح بسهولة ، حتى أن الكل استغرب لتراجع مردودي الدراسي مع العلم أنني لست من المتسكعين أو الاولاد اللذين يهملون دراستهم ، بل كنت أكافح كما عادتي و أدرس ليل نهار و الله وحده يعلم كم عانيت ، فدراسة الطب ليست بالسهلة نهائياً ، و مع ذلك ذهبت معاناتي و سهري لليالي هباءً منثورا ، حيث أنني أصبحت عند دخولي قاعة الامتحان أنسى كل ما درسته ليبقى السبب مجهول .

و بغض النظر عن الدراسة ، فقد تحول طبعي من الهادئ إلى العصبي و أصبحت أشعر بأن جسدي خامل و لا يقوى على الحركة ، و أصبحت الازم الفراش حتى في دراستي ، علماـ أنني أحب الدراسة و الحفظ و أنا أتمشى في أركان غرفتي ،
تغيرت طباعي إلى العصبي لتكون النتيجة دخولي في مشاكل و عراكات مستمرة مع والدي ، علماً أنني أطيعهما دائماً و أسهر على طلب رضاهما عندما أكون في حالتي الطبيعية ، بل حتى أن صوتي لا يسمع في أركان البيت ،
لكنني مؤخراً أصبحت أصرخ في وجهيهما و أتمنى من الله المغفرة

كما أنه أصبحت تحدث لي ظواهر غريبة !! فعلى سبيل المثال (و أقسم بالله على ما أقوله بأنه صحيح و حقيقي بل و متكرر معي ) كنت في يوم أتحدث عن صديق لي مع صديق آخر و صديقي الذي نتحدث عنه يقف أمامنا ، تحدثنا عنهم بكل خير ، جاء بعد 3 أيام للكلية و هو يعاني من كسر في رجله التي كانت تحت مفعول الجبس ، و موقف آخر مشابه .. عندما كنت أسال أمي – و لأول مرة منذ زمن طويل – عن أحوال خالتي و زوجها ، ليأتي نبأ خصام خالتي و زوجها يوم الغد و وصولهما إلى غاية الطلاق !!

هذا بغض النظر عن أنني عانيت كثيراً من تعطل الكثير من الأشياء لي ، مثل احتراق جوالي بسبب ملامسته الماء ، و انكسار نظاراتي و فقداني لساعة ثمينة لي كنت أمتلكها و الكثير من الأمور المشابهة .

و كان نتيجة كل هذا إحساسي بالقهر و الظلم أولا لضياع مجهودي الدراسي هباءً منثورا ، فوالله يا أخواني لا يوجد أصعب من إحساس الظلم و القهر و أنك تكرر سنة من عمرك بدون سبب يذكر ، فلقد كنت أتمنى أنني لو كنت أتسكع و أمزح و أهمل دراستي لأجد سبباً مقنعاً لما يحصل لي ، إنما أنا معروف بجديتي و مثابرتي بين الجميع .

كما أنني أصبحت أشعر بالغرابة في نفس الوقت لما يحصل من أحداث ، كالتي سردتها و التي أصبحت الخصها في النحس و قلة الحظ !! أنا أعاني من النحس و أصبحت أحياناً أتسبب في نحس غيري .

أتمنى أن أجد حلاً لما يمر بي ، فأنا لم أجد أي تفسير لما يحصل ، كما أنني لم أفقد الرغبة في العودة إلى حالي القديم ، و لم أفكر يوما في الانتحار أو حتى اليأس و مؤمن بأن ما يحصل سحابة و ستمر إن شاء الله .

تاريخ النشر : 2016-09-07

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى