تجارب ومواقف غريبة

أكثر الأماكن رعباً

بقلم : محمد الشريف العلاوي – الجزائر
للتواصل : zatrra@yahoo;fr

وجوههم كانت مثل وجوه الماعز !

الكثير من هواة القصص المخيفة يعتقدون بأن المساكن أو المقابر وغير ذلك من الأماكن التي ارتبط عقلهم الباطن بها هي الأكثر رعباً وتخويفاً على الإطلاق ، غير أن هناك مكان خطير جداً قد لا يخطر على بال عشاق الرعب ، ألا وهو المذابح ، سواء كانت مرخصة أو غير مرخصة .

وحدث ذات يوم أني التقيت صديقاً لي في أحد المذابح العامة قد أمضى حياته تقريباً يعمل في ذلك المذبح ، فأردت مساعدته في الإمساك بأحد الثيران الهائجة وقد كانت الدماء تسيل بكثرة والمتخثرة تبعث على الغثيان ، فقال لي "حذار يا صديقي إن هذا المكان خطير" فقلت له "ولمَ " فقال لي "انتظر سأقص عليك قصة وقعت لي ها هنا بعدما انتهي من عملي "فشعرت بالخوف يسري في أوصالي ، حقيقةً كان المنظر مخيفاً بعض الشيء ، خصوصا في المساء أو عند غروب الشمس فأحياناً يبقى العمال منهمكين في ذبح المواشي والثيران إلى ساعات متأخرة من الليل .

وببنما انا كذالك إذا بصديقي يخرج من باب المذبح الخلفي ، كان يرتدي بنطلوناً خاصاً بعمال المذبح ، وفوق رأسه قبعة عليها بقع من الدم و كذلك وجهه ورقبته وأحياناً يتطاير الدم من شدة الذبح فيلتقمه في حلقه ، فبادرته قائلاً "أريد منك أن تقص علي ماذا رأيت في هذا المذبح ؟ " فقال " لقد رأيت العجب" فقلت له " كلي أذان صاغية" ، فقال :

" في اواخر الثمانينات قامت الحكومة باستيراد المواشي من دولة استراليا ولم تكن تشبه مواشي العرب ، وكنا نعمل لساعات طوال وكنت أعمل أيضاً حارساً في الليل على المواشي التي سيتم ذبحها بعد صلاة الفجر ، وذات ليلة كنت مع أحد العمال نتسامر ونثرثر داخل المذبح وكانت الساعة تقريباً حوالى الثالثة ليلاً ، فأراد صديقي أن يذهب إلى دورة المياه – أكرمكم الله – فبقيت لوحدي وسط المواشي ورائحة الروث تعم المكان .

وبينما أنا كذلك إذ بأصوات مألوفة عندي تأتي من قاعة غسل الأحشاء فدهشت للأمر وسألت نفسي "هل جاء العمال وبدؤوا بالعمل دون أن أشعر بهم" فقمت من مكاني وأخذت أشق طريقي بين المواشي فشعرت بقشعريرة في كامل جسدي واتجهت لغرفة غسل الأحشاء وبدأت تلك الأصوات ترتفع وصنبور الماء يصب في الصهريج ، إنها أصوات فلان وفلان وفلان ..

دخلت عليهم كانوا ثلاثة يديرون ظهورهم لي وكانت أيديهم في الصهاريج المملؤة بالماء المختلطة مع الدماء ، فقلت لهم بدهشة كبيرة "ماذا تفعلون هنا في هذا الوقت وكيف دخلتم دون أن أشعر بكم" فاستداروا لي دفعة واحدة وقد توقفوا عن الكلام وكاد أن يغمى علي بل كدت أن اجن وقتها..

قلت له :
" ماذا رأيت ؟ "

فقام صديقي بإشعال سيجارة وشد نفساً طويلة وأردف قائلاً :
"إني أشعر بالخوف والرجفة كأن تلك الحادثة وقعت للتو .. لقد كانت أجسادهم مثل أجساد زملائي العمال غير أن وجوههم كانت مثل وجوه الماعز الأسود"
ولست أدري كيف قفزت إلى ذهني صورة الشيطان "بافوميت"عند عبدة الشياطين وشعرت بخوف خفي ، قلت له "تلك شياطين" 
فقال :
"لقد مرضت بعدها وأصبت بمس " 
فقلت له"لقد أصبت بمس قبل أن تراهم "
فقال"نعم" 

لقد أردت أن أقضي حاجة لي في ذلك المذبح وبعد أن سمعت هذه القصة عدلت عنها ، بل قررت ألا أعاود الدخول إلى المذبح مرة ثانية

 

تاريخ النشر : 2017-12-21

guest
55 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى