تجارب من واقع الحياة

أموت في اليوم مئة مرة

بقلم : Fatima zohra – الجزائر
للتواصل : [email protected]

أتمنى الخروج والعيش مثل البنات و لكن الحساسية الجلدية تمنعني
أتمنى الخروج والعيش مثل البنات و لكن الحساسية الجلدية تمنعني

أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين سنة ، لا أقول أني التعيسة الوحيدة في عالم و لكن عشت أشياء جعلتني أحس بعذاب لم يحس به أحد قبل أبداً ، أريد أن أقول أن أبي وأمي منفصلان ، منذ أن ولدت لم يكن لدي أب يحميني ، بدأت الدراسة في طور الابتدائي و  كانت الأستاذة تحتقرني و تجلسني أنا الأخيرة برغم أني كنت بنت هادئة ولا أشاغب ، كانت الأستاذة تحتقرني جداً ، و مرت سنوات الابتدائية بصعوبة علي مع أستاذتي اللئيمة ، و عندما كبرت لأدخل المتوسطة كنت أظن أني سأكون أفضل حالاً و لكن  أنفي كبير قليلاً فبدأ الذي في المتوسطة يتنمرون علي وعلى أنفي ، فلم يكن لدي أصدقاء أبداً و لم أحكي لكم كان حتى جيراني يتكلمون على أنفي رغم أنه ليس كبير جداً ولا معيب كثيراً ،

مرة الأستاذة أعطتنا مشروع دراسي و كنت في شارع مع مجموعة من صديقات بالمدرسة فمر علي أحد من الذين يتنمرون علي وقال لي : يا أبو أنف ، فضحكوا علي صديقاتي و ذهبت في ذلك اليوم أبكي و محطمة جداً للبيت وكنت أنظر في مرآة وأقول ما ذنبي إن كان الله خلقني هكذا ، أنا جميلة فقط أنفي بشع قليلاً ، رغم أني كنت أره جميلاً ولكن المتنمرين كرهوني فيه ، و حتى الأساتذة كانوا يكرهونني حتى في المتوسطة رغم أني كنت مجتهدة و لا أتكلم و لا أشاغب و لكن يكرهونني ، و لم يكن لدي أي صديقات رغم أني كنت أذهب اليهن وأطلب منهم صداقة و لكن يرفضن ،

وعندما انتهت معاناة المتوسطة حان وقت ثانوية ، أنا كنت أعرف أنه سيحصل لي كما حصل في المتوسطة ، و لكن ذهبت فرحة كأي فتاة ستدخل إلى الثانوية أول مرة و بدأ الكابوس التنمر مرة أخرى ، و هناك لم أتحمل و درست فقط نصف عام و لم أعد أذهب ، فقاموا بطردي لكثرة الغيابات ، كنت أحس بنقص ليس لدي إخوة والله خلقتي بأنف كبير لكي لا يكون لدي أصدقاء و ليس لدي أب ولا أحد غير أمي ، و كنت أشفق عليها لأنها كانت تحلم أن أكون طبيبة و لكن أنا أوقفت دراسة لينتهي الأمر بي في البيت ، أنا و أمي نسكن عند جدتي ،

و دخلت البيت فأصابني كابوس آخر و الذي هو حب شباب ، و كنت فقيرة وعائلتي فقيرة ولا تبالي أصلاً بي ، و لكن كنت أجمع مصروف من عند جدتي و بعدها ذهبت لطبيب جلدية فأعطاني مراهم وعدة أشياء وعانيت حتى اشتريت الدواء ، ثم تحسن وجهي قليلاً ثم بعدها جاءني الكابوس الأسوء وهو حساسية جلدية من الأكل ، تقريباً كل الأكل ، لن تصدقوا ولكن كنت عندما آكل أي شي جسمي و وجهي يصبح مليان حبوب والحساسية لا حل لها و خاصةً عندما تكون فقير لا أستطيع علاجها ولا أستطيع الامتناع عن طعام ، فكنت آكل وأبكي بسبب الحبوب ،

و لأني كنت أكره التنمر و كنت عانيت منه كثيراً ، بقيت في البيت لمدة 6 سنوات بدون خروج و تعرضت للكثير من ضغوط نفسية ، فأمي تشتغل لأيام كمنظفة وأنا أبقى مع جدتي التي تكرهني بدون سبب و تحب أبناء أبنها وأنا لا تعبرني ، فهي تمزح معهم فقط وأنا عندما أحب تكلم معها أو أمازحها تعبس في وجهي ، فكنت كئيبة وحيدة أتكلم مع الله في الصلاة و مرات تضيق بي وأشعر بالوحدة شديدة ، و البيت الذي نسكن فيه مشقق من كل جهات ونحن فقراء بكل معنى كلمة ،

و أصابتني بسبب الجلوس في بيت عدة أمراض منها رهاب اجتماعي و وسواس قهري ، و مرات أحس نفسي سأُجن ، أتمنى الخروج والعيش مثل البنات و لكن الحساسية الجلدية تمنعني ، أنا لأني أعرف لو خرجت والحبوب في وجهي سيتنمرون علي كما في الماضي ، و من جهة اختنقت في بيتنا المتهرئ ، أنا أعرف أني أطلت كثيراً ولكن هذا فقط جزئ من معاناتي ، فأنا لدي سؤال واحد ماذا فعلت ليحصل معي كل ، لماذا أخرج و أعيش مثل البنات ، ضاعت كل سنوات عمري في بيت و الاكتئاب ، و أعرف أنه سينتهي بي الأمر منتحرة أو مجنونة ، ساعدوني ، ماذا أفعل ؟.

تاريخ النشر : 2021-07-16

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى