تجارب من واقع الحياة

أمي تكرهني بلا سبب و تشعر أنني سيئة

بقلم : ريام – السعودية
للتواصل : [email protected]

في كل مرة يأتي موقف وذكرى تشعرني بأنها وحش ليست أنسان
في كل مرة يأتي موقف وذكرى تشعرني بأنها وحش ليست أنسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري ٢١ سنة ، مشكلتي مع أمي أنها في كل ذكرياتي كانت تكرهني وتضربني ولا أستطيع النسيان ، كانت تضربني على أدنى خطأ وعندما نختلف أنا وأختي تأتي بدون أن تسأل من المخطئ وتضربني وتترك أختي بلا عقاب.
 
لا أستطيع نسيان نبرتها وهي تناديني بأقبح الألقاب مثل كلبة ، حمارة ، غبية ، بينما تنادي أختي ب ” جوجو” ، كانت أمي مصدر حزنٍ و رعب لي بدل أن تكون مصدر أمان ! كنت اذا سمعت صوت خطواتها أُصاب بذعر شديد و أشعر أن الضرب قادم والإهانات قادمة ! وفعلًا في كل مرة تأتي لا بد أن تجرحني أو تهينني.

 
كان عمري ٩ سنوات وكانت تقول لأختي عني كلامًا غريبًا مثل :  أختك هذه ليست مثلك وستكون بالمستقبل سيئة جدًا مثل عمتها ، و أنا صُعقت في لحظتها لأني ما زلت صغيرة ، كيف تحكم علي بأني سيئة ؟ كنت قليلة الكلام وشخصيتي مهزوزة جدًا ، مع العلم أن مستواي الدراسي كان رائعًا جدًا ، ولكن لم تحفزني أبدًا و كانت دائماً تشعرني بأنني مقصرة و لدي نوايا خبيثة ، كنت طفلة ! .
 
مع العلم أني هادئة جدًا ولا أتكلم إلا نادراً ، كانت تظلمني كثيراً ولا أقول لأحد ، حتى حين يسألني والدي : لماذا تبكين ؟ أقول له : سقطت وتألمت ، لم أقل له يوماً بأن أمي ضربتني أو أهانتني ، لكي لا أتسبب بمشكلة.
 
كانت تُحذّر أختي الكبرى مني وتهددها أن لا تتكلم معي إلى درجة أنها كانت تأخذ أختي غرفة أخرى لكي لا أتحدث معها.
 
مع العلم أن أختي كانت دائماً تأتي وتقول لي : لماذا أمي تكرهك ، ماذا فعلتي ؟.
لا أجد جوابًا واكتفي بالصمت كالعادة ، كنت أخاف من كل شيء ، كنت أداة تفريغ لأمي ، فإذا كانت غاضبة من أي شخص تأتي إلي وتبحث عن سبب لتضربني أو تجرحني أو تهينني ، وكنت أتلقى كل هذه الإهانات و أصمت.

والله لم أشتكي لأحد يوماً ، بينما هي كانت تشتكيني لكل الناس ، و كانوا دائماً يقولون لها ” ما زالت طفلة “.
وتقول لهم: لا ، لا أنا اعرف أنها مثل عمتها.
 
عموماً كبرت الأن وأصبحت في عامي ال ٢١
، لا أعرف كيف أتتني الجرأة ولكني ذهبت إلى أمي وقلت لها كل شيء ، عاتبتها على كل موقف فعلته بي و أنا صغيرة وبكيت بكاء شديد لدرجة أنها بكت معي لأول مرة وتعاطفت معي وكانت مذهولة وتقول أن تلك الأفعال كانت تفعلها بغرض التربية.
 
قلت لها أنها سبب خوفي وسبب فشلي وسبب شخصيتي المهزوزة الخائفة دائماً ، سبب انعزالي وسبب انطوائيتي.
قلت لها أنها هي السبب بأني أشعر دائماً بأني ناقصة عن الآخرين.
 
أمي اعتذرت مني و وعدتني أن تتغير وحضنتني – لأول مرة في حياتها – خرجت من غرفتها وأنا أبكي و مرت الأيام ولاحظت أن تصرفاتها معي تغيرت وأصبحت أفضل ، و لكن المشكلة تكمن بأني لا أستطيع مسامحتها
 
، في كل مرة أرى وجهها أتذكر تحريضها علي وحديثها عني بسوء أمام أخوتي وضربها و إهاناتها ، لا أستطيع مسامحتها ولا استطيع أن أحبها ،
 
تعبت من هذا الشعور القاتل و أتمنى لو أستطيع النسيان ، ولكن في كل مرة يأتي موقف وذكرى تشعرني بأنها وحش ليست أنسان ، واستغفر لكي أنسى ولكن سرعان ما تعود الذكريات.
أدعوا لي أولاً.
ثانياً أريد منكم نصائح لي ، هل تنصحوني بأن اذهب وأتحدث مع أمي للمرة الثانية عن الماضي ، أو أسامحها وأنسى كل شيء ، أو أستمر بقية عمري في تجاهلها وكأنها ليست موجودة ؟.
 
 

تاريخ النشر : 2020-07-30

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى