تجارب من واقع الحياة
أمي طمست شخصيتي
قامت أمي بطمس شخصيتي و دمرتني لهذا لم أعد أطيق سماع انتقاداتها |
نولد في هذه الحياة جاهلين ، لا نفقه شيئاً و نتصرف بحسن نية ، نحب آباءنا وأمهاتنا لأننا سمعنا أنهم من يحبوننا ، ويهتمون بنا ، وأن علينا تنفيذ كلامهم ، فهم الأعلم بمصلحتنا ، فننقاد و خلفهم ونسمع كلامهم ، وهذا هو الصواب ، لكن أنا بدل أن تكسبني أمي شخصية قوية واثقة ، قامت بطمسها تماماً ، وأنتجت للحياة شخصاً معاقاً فكرياً ، شخصاً لا يستطيع النظر بعيني من يكلمه ، شخصاً يعتقد بأنه منبوذ ، مكروه ، شخصاً لا يطيق النظر في المرآة ، شخصاً مصاباً بالرهاب الاجتماعي منذ كان في التاسعة من عمره.
كثيرون هم الذين لاحظوا مشكلتي ، فنصحوني وقالوا لي : أني السبب فيما أنا فيه ، و أنه لا يجوز ألقاء اللوم على أمي ، لكنهم مخطئون ، فأنا سمعت كلام أمي وطبقته بالقوة ، كانت تصفني بأسواء الألفاظ وتضربني ضرباً شديداً على اتفه الأشياء و أمام الآخرين ، لم تترك لي الحرية في اللعب أو الكلام ، كانت تقول لي : أنا ابنة السابعة ، لا تتكلمي كثيراً ولا أريدك أن تلعبي كالآخرين ، فالبنت يجب أن لا تقوم بذلك.
كانت وما زالت تقول لي أني بشعة ومكروهة ومنبوذة و أن الناس يتكلمون بسوء حال غيابي ، و أنه لا أحد يطيقني ، أو يحتمل النظر إلى وجهي ، رغم أني فتاة طيبة جداً ومحبة للآخرين ولا أؤذي أحداً.
انتقاداتها تلك قتلتني و دمرتني ، لم أعد أطيق سماع انتقاداتها ، لقد تعبت حقاً ، الرهاب الاجتماعي أرهقني و أنحل جسدي و أبطل عقلي ، فقد أصبح تفكيري بمشكلتي شغلي الشاغل ، والسبب أمي ، فقد طبعت في ذهني فكرة أني منبوذة ، حتى صرت أكره نفسي ، حاولت الانتحار لكن لم استطع فقد خفت جهنم وبئس المصير ، وحاولت الهرب لكن لم استطع فأنا أخشى الشارع.
وما يمكن أن يحدث لي ، أنا وحيدة ليس لي أصدقاء ابدأً ، كما افتقر إلى أبسط المهارات الاجتماعية ، لقد حاولت علاج مشكلتي ، لكن طالما أنا أسمع تلك الكلمات من أمي فلن أتغير أبداً.
تاريخ النشر : 2020-07-23