أمي ليست هي أمي.. ! (تسامرنا أنا والجني 2)

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته سوف أقص لكم تكملة قصتي (تسامرنا أنا والجني)، فبعد تلك الحادثة بحوالي خمسة أشهر كنت جالس في غرفتي أتسكع على الانترنت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

كان الجو ممطرا ورياح وصوت الرياح مخيفا جداً فقمت بوضع الهاتف جانباً واستلقيت على فراشي للنوم. ولكن كنت قلق جدا وأذني تشدني للوراء والقشعريرة تسري بجسدي، فنهضت لكي أنام على جانبي الأيمن واذا بي ألمح فتاة بعمر ٣ سنوات داخل القمرية*

كانت الفتاة مبلولة بالكامل وترتعش من البرد، فتجمد الدم في عروقي. كانت تنظر إليّ مباشرة وكان شكلها شاحبا وكأنها دمية. فنهضت مسرعاً وخرجت من الغرفة متجها إلى غرفة أمي وأبي، وإذا بي أرى أمي خارجة من الحمام ” أعزكم الله”، فشرحت لها القصة فأتت معي لغرفتي لكي تتأكد من الأمر فدخلنا الغرفة. وإذا بالفتاة قد اختفت تماما. قالت لي أنه من الممكن أني أتخيل، وذلك مع الأرق والسهر لأوقات متأخرة. فقلت لها أن تنام عندي بالغرفة فوافقت ونامت بجواري.

أقسم بالله أنها وضعت يدها على خصري لكي أطمئن أغمضت عيني لكي أنام، لكن لحظة.. أمي ليست بالمنزل! أمي في بيت جدي بسبب حفل زفاف خالتي! أغمضت عيني بقوة وصرخت صرخة مدوية.. ثم أدرت وجهي تجاه الذي كان نائما بجواري على هيئة أمي، ولكنه هذه المرة كان بنفس الشكل الذي رأيت فيه الجني بالعمارة. لم يكن بمحجري عينيه شيء قط، وفمه مشقوق من الأذن اليسرى إلى اليمنى وتنبعث منه رائحة كريهة جدا .

إقرأ أيضا : أنها كأمي ولكنها ليست هي

لن اخفي عليكم، بكيت وأجهشت بالبكاء والصراخ.. وفجأة اختفى! فخرجت مسرعاً من الغرفة ذاهبا إلى غرفة والدي وغرفة والدي كانت على مسافة ثلاثة أمتار من غرفتي. ولكن والله إنني بقيت أحبو إلى غرفة والدي مدة طويلة وأنا أبكي. طالت المسافة فمن ٣ متر إلى ما يجاوز ١٠٠ متر وأنا أحبو. وصلت ودقيت باب الغرفة فتح لي والدي الغرفة مباشرة فحضنته وأجهشت بالبكاء.. فقال لي: ما الأمر؟ فشرحت له. فقال لي أنه مازال ساهرا ولم ينم، ولكنه لم يسمع شيئا وضمني إلى صدره.

تخيلوا شابا يافعا يبلغ من العمر ٢٣ سنة ينام بحضن والده. شعرت بكمية حنان لا توصف، وكنت أنظر لأبي من حين لآخر ففهم مني إني خائف منه أن يكون الجني قد تشكل بصورته، فطمأنني بقراءة سور من القرآن الكريم حتى نمت.

وفي الصباح ذهب بي والدي إلى شيخ فشعرت بالارتياح لهذا الشيخ.. فقال لوالدي أن يخرج من الغرفة فخرج. فبقيت أنا والشيخ بعد قراءة القرآن علي فسألني هل أنت متزوج؟ أجبته : لا . فقال لي: هل تشعر بشيء عندما تنام أو يحدث لك شيء قلت له: لا. سأل: أمتاكد من كلامك؟ قلت له بصراحة في أكثر الأوقات أنهض من النوم فجأة وأنا أمارس العادة السرية.. لكن لا تخبر والدي لأنني أخجل منه.

فضحك وأعطاني دهنا أدهن به جسدي فقط، ولم يعطني شيئا آخر وقال لي: يمكنك الخروج.

إقرأ أيضا : أمي و الجنية

فخرجت ودخل والدي الى الشيخ وبعد ربع ساعة خرج وذهبنا إلى المنزل وكنت أسأله: ماذا قال لك الشيخ، فيجيب : ستعلم عندما نصل إلى المنزل.

وصلنا وكانت أمي قد عادت من حفل الزفاف، كان والدي يركن السيارة وأنا صعدت إلى المنزل وفتحت لي أمي مباشرة وهي تبكي وتود احتضاني. فرميت ما كان بيدي من علاج وأغراض اشتريناها من السوق وركضت خارجاً من المنزل.. والتقيت والدي وقلت له: الجني ينتظرنا في المنزل. فضحك وقال لي: أمك قد عادت يا تنح. فدخلنا وأمي تحضنني بشوق. وبعد ما سألت أمي ابي عن الأمر فقال لها أني ممسوس بجنية كافرة وليست عاشقة.. بل تريد أن تلهو بي فقط وإنها عندما ظهرت لي بصورتها البشعة لم تخفني بقوة فقامت بالتشكل بأقرب الناس لي لكي تجعلني أخاف منهم. وفعلاً صرت أخاف من كل أقاربي وبالأخص أقرب إنسان على قلبي ومصدر الحنان والعطف وهو أمي. فما ذنبي أنا ليحدث معي هذا؟!.

ومازلت أستعمل العلاج حتى الآن، وهذه تتمة القصة ودمتم في حفظ الله ورعايته.

التجربة بقلم : أبو جساس – اليمن

ملاحظة

*تعتبر القمريات المعشقة بالزجاج الملون من أهم العناصر المعمارية في اليمن، حيث تستخدم بكثرة في الواجهات المعمارية للبيت اليمني وخاصة في المحافظات الشمالية والوسطى. وقد ساعد توفر الخامات المناسبة لهذا النوع من النوافذ على ظهورها منذ وقت مبكر. فقد كانت القمريات قديما تصنع من أحجار الرخام الشفاف(الآلباستر) وكانت عبارة عن نوافذ دائرية أو شبه دائرية تثبت أعلى النوافذ وكان الغرض منها الإضاءة فقط.

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا