تجارب من واقع الحياة

أنا ضائع !!

بقلم : ابو الليث

ليتني اعرف ما هو الذنب الذي اقترفتُه بحقّك أيّتها الحياة !
ليتني اعرف ما هو الذنب الذي اقترفتُه بحقّك أيّتها الحياة !

مرحبا رفاقي روّاد موقع كابوس .. آمل ان تكونوا بخيرٍ جميعاً

انا متابع قديم للموقع ألى حد ما ، وقد تغيّبت طويلا للأسباب التي سأوردها هنا .. ولا ادري ان كان هناك احد يذكرني ، حسنا هذا غير مهم .

لا ادري كيف ابدأ في وصف مشكلتي .. او بالأحرى مشاكلي ، فقد صرت عاجزا حتّى عن الكتابة !..

انا هنا الآن لأبثّ واشكو لكم ما يحصل معي ، على امل ان اجد حلاً يريحُني .

ضاقت بي الدنيا بما رحبت لم اجد احداً يصلح لأن اشكو له ما يختبئ في خلَدي وارتاح .. ولم اجد مفراً من ابقائه مخبّئاً اكثر من هذا فقد تعبت ، لذا ارجوكم ان تسمعوني حتّى النهاية من فضلكم .

بداية .. سأُعطيكم نبذةً عنّي ، انا فتى ادرس في المرحلة الثانوية ، في الصف الحادي عشر ( اي الثاني ) ، اعيش في اسرة مضّطربة بعض الشيء ، اعاني من مشاكل ويحدث معي أمور لم أعاني منها في السابق ابداً ، بل ولم اكن أعرفها مطلقا حتّى !
ابسطها الإكتئاب ، والوحدة التي صرت عاشقا لها وما الى ذلك .. لم أعرف هذه الامور طوال حياتي .

كنت سابقاً فتىً يتمتع بشخصيّة قوية جدّاً – ولا فخر – ، ويحظى بقدر عالٍ من الجمال والوسامة بشهادة كل من يراه ..
كنت اجتماعياً إلى ابعد حدّ ، وصرت وقتها مضرباً للمثل في هذه الأشياء ، ولا اعرف معنى لليأس او البؤس والحزن وما يتعلّق بهم ، وكنت ايضاً طالباً مجدّا متفوّقاً بشهادة الجميع ..

وكان كل من يتحدّاني او يقترب منّي بسوءٍ ويريد اذيّتي اجعله يهرب مهزوماً خانعاً .. اضافة الى انه لا يجرؤ احد على المساس بي او اذيّتي .. وكل من يعرفني يتفاخر امام الناّس بمعرفته لي .
واصدقائي – المزعومون – كانوا يطلبون مساعدتي في كل شيءٍ ويحتمون بي اذا كان هناك احدٌ يريدُ اذيّتهم ..
حقّاً كنت كذلك بل واكثر واقسم لكم انني لا ابالغ او اتبجّح ، لكن لم اكن مغروراً البتّة ..

وايضاّ كنت ملتزماً بديني ومحافظاً على صلاتي واظل اوقاتاً طويلةً في المسجد .. كنت حينها قوياً جدا لدرجة انه لم يكن يؤثر بي اي سحر .. سأتحدث عن معانتي مع السحر في تجربة اخرى بإذن الله ..

كانت حياتي مثالاً للحياة السعيدة الهانئة والمطمئنة المحسود عليها .. انا لا أبالغ على الإطلاق ، لكن لا يوجد شيء يبقى على حاله .. لا يوجد شيء يدوم للأبد .
كنت كل هذا حتى اتى ذلك اليوم المشؤوم .. في 7/10 من عام 2017 عندما كنت في الصف التاسع .. اليوم الذي لن انساه ما حييت .. اليوم الذي تخلّد في عقلي وقلبي – الذي صرت اشك بوجوده – ، اليوم الذي شكّل صدمة كبيرة جدّا بالنسبة لي ووضع حدّاً لتلك الحياة السعيدة .. اليوم الذي رحلت فيه صديقة عَزيزةٌ جدّا على قلبي إثرَ حادث سير مريع .. كانت اكثر من صديقة .. كان كل شيء بالنسبة اليّ .. وانا كنت كذلك واكثر بالنسبة لها .. قضيت معها اجمل ايام حياتي التي لن تعود ابداً ابداً .. رحيلها حطّمني وحطّم قلبي .. رحيلها جعلني جثّة حيّة .. رحيلها كسرني .. رحيلها دمّرني بكلّ ما للكلمة من معنى .. مهما تكلّمت وكتبت سأظلّ عاجزاً وصف ما حلّ بي بعد رحيلها .. والذي يفطر قلبي اكثر مما هو مفطور انها رحلت بدون ان تودعني .. آه لو تعلمون ماذا فعلت بي الحياة بعد رحيلها ، لقد عذّبتني .. ذلّلتني .. كسرتني .. قهرتني .. قامت بتشويهي .. سلبتني كلّ لحظة جميلة عشتها ورأيتها واحسست بها وأحببتها ، قامت بسرقتها عَنوةً ولم تُبقي الّا على الذّكريات المريرة البائسة ..
ليتني اعرف ما هو الذنب الذي اقترفتُه بحقّك أيّتها الحياة !.. أهو انني عندما احب .. احِبّ من كلّ قلبي ؟! صدقيني هذا الأمر خارج عن طَوعي وإرادتي .. لا استطيع ان اخفي حبّي ، ام الشيء المرُّ فيني هو انني عندما اكره .. اتحوّل إلى بركانٍ من الحقارة ؟!.. ام هو الشيءُ الأمرُّ منه انني وقت ما تكون احاسيسي منهارة اصير لئيماً ؟ .. لا ادري ..

نسيت ان اخبركم ان صديقتي لم اخبر احداً عنها .. حتى اهلي ، وآمل الا تظنّوا بي الظنون ..

وعندما تلقيت الخبر ، كان وقعه كالصاعقة على مسمعي ، بعد ذلك .. اصابني انهيار عصبي وصدمة حادّة .. ولم يعرف احدٌ ايضاً .. في البداية تظاهرت امام الجميع بأنني على ما يرام ، ثم بعد ذلك .. لم اعد قادرا على التظاهر اكثر .. فلم ألبث الا وانهرت .. تغيّرت حياتي بالكامل ولم اعد مثل ما كنت عليه ابداً .. اصبحت لا أخرج من البيت ولا اذهب الى المدرسة إلّا نادراً .. ولا أكل حتّى !.. وتراجع مستواي الدراسي بشكل ملحوظ .

واصبت بإكتئاب حاد ، وكنت افكّر بالإنتحار كثيرا .. ولا اخفي عليكم اني تجرأت واقدمت عليه مرّات عديدة .. وفي كل مرّة كانت محاولاتي تبُوءُ بالفشل الذريع .. إمّا ان أتراجع في آخر لحظة .. او يظهر شخصٌ من العدم وينقذني وسط ذهولي ! .

انطويت على نفسي واحببت بل عشقت الوحدة والظلام وصرت اسهر كثيرا واحيانا لا انام ابداً ! ، اقضي جلّ وقتي وحيدا غارقاً في دموعي ، ابكي باستمرار بكائاً لا ينقطع ساعات وساعات .. احيانا اصل لمرحة لا يخرج فيها دمع بل يخرج دم ! ، اجل .. فقد بكيت دماً مرات كثيرة ..
تشتت تفكيري وصار ضعيفا محدوداً ، وذبُلت نضارة وجهي وصار شاحباً جدّاً يميل الإصفرار ، وعيناي غارقتان في السواد الذي يحيط بهما .. لا تهتموا لأمر هذه النقطة فقد اعتدت عليه تحت عينيّ وصار جزءً من صلب مظهري .. حتّى امّي تقول لي انّني ابدو مثل الّذين يتعاطون الحشيش والمخدرات وما يتعلّق بهما !.. اتصدّقون ذلك ؟! ، وعندما كنت اذهب الى المدرسة اغلب الّذين أعرفهم لا يهتمّون والّذين يطلق عليهم مصطلح ” الأصدقاء ” كانوا يقولون لي بنوع من السخرية : ” ماذا بك ؟ ما الذي يحصل معك ؟ لم تعد مثل ما عهدناك ، هل تركتك عشيقتك ؟ ” فما كان مني عندما يقولون ” عشيقتك ” إلّا ان ابرحهم ضرباّ واجعلهم يستغيثون من شدّة الألم عندما يقولون هذه الكلمة ، وفي آخر الأمر كانوا يعتذرون ويقولون ” كنّا نمزح معك ” وهذه السخافات ..
وبعضهم كان يقول لي :
” لقد كنت اجمل فتىً في المدرسة .. بل اجمل فتىً عرفناه ، ولكنّك لم تعد كذلك ! ” . اقسم لكم انّ هذا ما حصل وانني لا اتبجّح ، اتصدقون هذا ؟!

وساءت حالتي يوماً بعد يوم .. وبقيت على هذه الحالة لعدة اشهر .
ونظرا لذلك ، اقصد تراجع مستوايَ الدراسي – وهذا كلّ ما همّ والدايَ – قدم لي والدي وعداً مضمونه اني اذا ما نجحت في ذلك العام الدراسيّ سيجلب لي هدية ، وهذه الهدية هي شيء لا اودّ ذكره لأسباب شخصية .. كنت في ذلك الوقت مستعد ان ادفع كل شيء تقريباً وان اعمل 24/24 ساعة في سبيل الحصول عليه ، وقيمته المعنويّة اكبر من المادّية عندي ..
قد يظن البعض انه سيّارة او درّاجة ناريّة او هاتف من احدث الأنواع وما الى ذلك .. قطعاً لا .. فأنا لست من هذا النّوع ولست مثل شباب هذه الأيام مع احترامي للجميع ..

هنا .. قرّرت ان اخرج من هذه الحالة ، فجمعت حطام نفسيّتي المتناثر ولملمت شتات ذهني وافكاري او الذي تبقّى منها .. وعاهدت نفسي بأنّي سأكافح وادرس حتى انجح .. ولم أبالي بالكلام المحطّم للمعنويات الصادر عن اهلي .. فقد كانوا دائما ما يقولون لي انّني لن انجح ولن اتفوّق وانّني سأنجح بالأحلام وما إلى ذلك ..

ومرّت الأيام ، ونجحت بعد جهدٍ جهيد .. ووالدي لم يبدي شيئاً حيال وعده لي ، فسألته ما الذي حل بأمر وعده لي ؟.. فأجاب : انتظرني اسبوعاّ او اثنينِ على الأكثر ، وسيكون لديك . فقلت له حسناً لا مشكلة .. كما تريد يا والدي .
ومضت المدّة .. ولم يبدي والدي ايّ اهتمام .. فبادرته بالسؤال ، فأجاب : اه صحيح .. قد نسيت الأمر .. فصمت قليلاً ثمّ اردف : انتظرني شهراّ لا اكثر وسيكون لديك اعدك بذلك . فقلت له : شهر ؟!! أليست هذه مدّة طويلة ؟ فقال : لا تكن عجولاً هكذا . فقلت له حسناً كما تريد .. قلتها وانا في قمّة يأسي .

وبعد هذا الشّهر اللعين .. كالعادة .. لم يبدي اي اهتمام يُذكر ، فبادرته بالسؤال عنه .. فقال لي ايّ وعد ؟ . قلت له : وعدك بأنك …. انسيته ايضا ؟ . فنظر إليّ نظرة يملؤُها البرود واللامبالاة وعدم الإهتمام وقال : اجل صحيح .. ولم انتَ بحاجةٍ إليه ؟ لست بحاجة إليه الآن .. ستحصل عليه بالأيّام ..
عندها انفجرت كالبُركان ولم اتمالك اعصابي وتشاجرت معه شجاراً حادّاً جدّاً ، وقلت له في الآخر .. اعدك بأنّك ستندم .. ووقتها طردني من المنزل .
أيعقل هذا بحق الجحيم ؟ بعد كلّ ما حلّ بي وبعد الوقت الّذي انتظرته يحصل لي هذا ؟.. حاولوا وضع انفسكم مكاني ، كان الأمر صعباً جدّا علي ، فقد انتكست من جديد لكن بشكل اسوء من قبل ، واصبت بانهيار عصبي آخر .. وصدمة نفسية أُخرى ، وكل هذا لم يعلم به احدٌ أيضاً ..

صرت متمرّداً حاد الطّباع وعصبيٌ وغاضبٌ دائما ، ويائساً وتائهاً فاقداً للأمل من كل شيء .. محطّم وحزين جدّا .. وحيد وأتمنى الموت دائماً .. ، عشقت البقاء وحيداً في العتمة والظلمة ، وانعدمت ثقتي بنفسي بعد ان كانت من المستحيل ان تنقُص ولو قليلاً .. افعل اشياء سيّئة واصرخ على اخوتي بل واشتمهم وابرحهم ضرباُ على اتفه الأسباب !.. حتّى والداي لم يسلما ايضاً فقد ذاقا الويل والأمرّين من تصرفاتي في تلك الفترة ! فلم أكن اردّ عليهما ابداً !!.. ولا افعل ما يقولونه لي واخالفهم دائماً !
حتّى انني تجرّأت واقدمت على ضربِ امّي في إحدى المرّات !! لا ادري كيف حدث ذلك ! ليت يداي تُكسر على ما فعلت .. حتّى هذه اللحظة اتألم اشدّ الألم بسبب ما كنت افعله .
كأنّي كنت شخصاً آخر مختلفاً او كان مُسيطر عليّ آنذاك !..

وابتعدت عن اللّه كثيراً ، وصرتُ أشكّ في وجوده حتّى !! بعد ان كان هذا الأمر بالنّسبة لي قناعة وحقيقة لا جدال فيها !
وفي العام الماضي لم تطأ قدماي أي مسجدِ قطّ !!
تصوّروا الى ايّ حدّ وصلت اليه حماقتي وتمرّدي ولامبالاتي !.. قمت بكل هذه الأشياء بل وأكثر .. ولم اندم ابداً ! ، لم اكن اعرف حينها ما هو النّدم حتّى ! ، لم أكن أعلم انّه سيأتيني كلّه دفعة واحدة !..

باختصار تزعزعَ كِياني ، وانقلبت حياتي رأساً على عقب . وأيضاً .. كنت لا أخرج من المنزل إلّا نادراً جدّاً ، وتمرّ عدة أيّام من دون ان أنطق حرفاً واحداً ! اجل .. صدّقوني هذا ما حصل .

أنا الآن .. قد عدت إلى رشدي .. لكن بعد ان فات الأوان على ذلك ، أنا الآن أدفع ثمن كل شيء فعلته !.. اجل صدّقوا .. هذا ما يحدث .

لم أعد ذاك الفتى الوسيم والقوي ، بل أرى أنه من المستحيل أن اعود كذلك ! .
أنا الآن اتألم كثيراً ، وعذاب النفس عندي أثقل من جميع آلام الجسد .. ونادم أشدّ النّدم على ما فات ، النّدم يعتريني ولا يفارقني أبداً .. بل صار جزءً منّي .
أندم على كل شيء فعلته وكل شيء افعله ، وبكل خطوة أخطوها .. أندم على ما فعلته بوالديّ وأخوتي . آااه النّدم يقطّع أوصالي .. صرت الآن عندما يحدث معي موقف سيء أو اتعرّض لإهانةٍ من شخص ما .. تعود بي ذاكرتي من تِلقاء نفسها إلى ما كنت أفعله بإخوتي .. وأسمع صوتاً بداخلي يقول لي :” أيها الأحمق !.. لو كان أحد اخوتك قد فعل هذا بك او لم يفعل شيءٌ حتّى .. لكنت أبرحته ضرباً أليس كذلك ؟ “حينها أشعر بضعف شديدٍ ويعتريني شعورٌ بالقهر وتتملّكني رعشةٌ داخليّة ، ويبدأُ قلبي بالنبض بسرعة شديدة واحسّ انه سيخرج من مكانه ويجفُّ لعابي بالكامل وأعجز عن الرد !..
آاه كيف كنت وكيف أصبحت !
كنت في ما مضى اذا تعرضّت لإهانة او شتمني احد انقضّ عليه وابرحه ضرباً وأمطره بالشتائم وامسح به الأرض !
وايضاً .. في أيّ وقت وبالأخص عندما أكون في مكان ما لوحدي او بعيداً عن أهلي ، تعود بي الذاكرة الى ما كنت عليه في السابق – اقصد قبل الأمور الّتي حدثت لي – وفي الوقت نفسه تجعلني أستحضر ما كنت افعله بأهلي .. أحسُّ بثقلٍ شديدٍ في صدري وألم فظيع في قلبي وأجهش بالبكاء وألجئ إلى سلوك إيذاء الذات على أمل أن تخف معاناتي .. اصلاً دائماً ما أؤذي نفسي ..

وأخصُّ بالذكر .. الإكتئاب .. الذي صارَ جزءً منّي .. يلتهمني كالوحش الكاسر في صمت الليالي .. ويكاد يقضي علي ، ومع كلّ هذا قد جعلته صديقاً حميماً لي ..

أعرف تمام المعرفة أن لكلّ شخص منّا قصّة طويلة مع حياته .. طموحه .. آلامه .. ذكرياته .. لكن قصّتي مختلفة
الشخص فينا من يكذب على غيره ، أما أنا فأكذب على نفسي وأحسّ بوحدة كبيرة .. فلذلك جمعت همومي وأفكاري وكلّ آلامي علّني أستطيع أن أُخمد نيران اليأس المستعرة في قلبي الذي صار بسواد اللّيل .. إضافة إلى ان احزاني كلها في تفاقم دائم .. وأمنياتي صارَت أشلاء وأحلامي كلّها تحطّمت .
لم أعد أرى ما يدلّ على وجود الأمل .. اسودّت الدنيا بوجهي وأطفأت شمعة الحياة عندي ..
الطموح .. لم يعد لديّ أيّ فكرة عنه ، أخاف من اليوم والغد .. كل افراحي منكسرة .. لم أعد اعرف ماذا تعني السعادة .
ألواني المفضلة هي السواد والحُمرة ، التي هي ألوان الغضب والعبرة .. غارق في وحلٍ من النسيان .. في مستنقعٍ من الأوجاع .. في قبر الشعور بالحرمان .

سيطر على عيني السواد وتسبّب بإحراق الألوان الزاهية ولم أعد أرى غيرَه ..
مرض الوحدة صارَ بدمي .. أكلني مثل الوباء ، والأعداء كثروا في حياتي ويتربّصون بي من كلّ حدب وصوبٍ
الشعور بالضيق والذنب .. صديقاي المفضّلين .. دائما ما يملآن الفراغ في صدري .
لحظاتٌ تمر وكرهت حياتي ، والفرح فارقني وعواطفي انكسرت .. تحطّمت ، واحترق شعوري وقلبي جُرح ، وغرقت في ظلام الّليل وجعلت نور الصباح من اشدّ أعدائي ، مشؤوم .. ومن الحنان محروم ، ودمع الآلام لم يفارقني بتاتاً .

أعذروني .. فقد اطلت واثقلت عليكم بهرائي ، وآمل ان تأخذوا ما كتبت على محمل الجِّد .. أنا فقط احتاج لمساعدة لعينة .. احتاج فقط شخصاً يقول لي مثل الأجانب : ” لا تقلق ، ستكون الأمور على ما يرام “
لا تلوموني .. فقد تبدو كلماتي متبعثرة ومتناثرة في ظل ما أحياه من تناقض ، فكل ما كتبته عاجز عن وصف ما بداخلي .
لقد تعبت وانهكت .. صرتُ هشّا جدّاً

صرت الآن إذا ما حدّثني أحد يتوقًف عقلي عن العمل بالكامل وأرتبكُ كثيراً واجعله يعيد كلامه عدّة مرات ، ليس لأني لم اسمع ما قال .. بل لأنني لم افهم .. اجل .. أصبحت بطيء الفهم وأشعر أن عقلي محدود وان عليه شيء ثقيل يمنعني من التركيز ، اضافة الى انني دائماً شارد الذهن ومشتّت وكثير النسيان ..
لا أطيق الخروج من المنزل ، أمي تقول عنّي مجنون ومنعزل وضعيف الشخصية .. بينما اقربائي يقولون انني انطوائي ومعقّد وما إلى ذلك .. سحقاً .. لا يعلمون انني أُداري خيبتي وإنكساري ووحدتي ، لا يعلمون كم صرخت وبكيت من شدّة القهر والحزن ، لا يعلمون مدى معاناتي .. بل لا يكبّدون أنفسهم عَناء السؤال حتّى ، لا يهمُّني ذلك

لقد ضقت ذرعاً .. أشعر وكأنني سأجنّ عمّا قريب ، تفكيري كلّه سوداوي .. أخشى على نفسي أن ترحل بإرادتي .. فهمتم مقصدي .. ساعدوني أرجوكم ..

تاريخ النشر : 2019-09-28

guest
168 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى