تجارب من واقع الحياة

أنا وأبي

بقلم : انا وأبي
أنا لم ألمس يدي والدي من قبل، بل لا أصافحه سوى في العيد
أنا لم ألمس يدي والدي من قبل، بل لا أصافحه سوى في العيد
السلام عليكم، أسعد الله أوقاتكم.
لدي مشكلة غريبة، نملك أنا وأبي شخصية ليست منعزلة ولكن تحب الخصوصية وتصنع جدار لنفسها. نحن لا نتحدث عن مشاعرنا، لا نتمازح، حديثنا اشبه بالروبتات كمثال

– أحتاج لبعض الكتب هل يمكن أن تحضرها معك أبي؟
– طيب.

– كيف حال دراستك؟
– تمام، لا زلت في الصدارة.
– جميل، ذاكري جيداً

– هل أنت جائع؟ هل أحضر لك معي طبقا من البيض؟
– اجل.

هكذا، أحاديث جافة للغاية، ولم تكن تسبب لنا مشاكل، ولكن صديقاتي يستمررن بالمقارنة بيني وابي وهن وابائهن. لم يسبق أن أخبرت أبي بمشاكلي، أعتدت على حل مشاكلي بنفسي، ولا يتدخل والدي ابداً في حياتي. أنا لم ألمس يدي والدي من قبل، بل لا أصافحه سوى في العيد.

– كل عام وأنت بخير
– وأنت بخير

عكس صديقاتي،أراهن يحضن ابائهن ويبدو أمر جداً غريب ولا يركب في عقلي، ولا أستطيع تخيل ذلك مع أبي، حاولت مرة أنا أمازحه وكان أن اكتسانا القلق والرهبة، فأتفقنا دون أن نتفق ألا نكرر الأمر مجدداً.

والدي يعمل معظم اليوم، فيقضي ساعتين في المنزل ويفضل أن يرتاح فيها، لذا أعتدت على عدم وجوده بالمنزل، عندما يسافر مثلاً لا تنتابني أي مشاعر.

عكس صديقاتي أتذكر كيف كانت حزينة عندما سافر ابيها، وكانت تتصل عليه على الدوام.
أما أنا فلم أتصل عليه الا بعد وصوله.ولا أتصل مجددا سوى عندما يعود للمنزل، ولا أذهب له للهفة المشتاق بل هكذا حديث رتيب وابتسامة صغيرة.

مرة قريبة لي قضت اياما معنا وقالت مستغربة:
– منزلكم خاوي، يأتي والدكم من العمل ولا تخرجون لتسلمون عليه او تقبلون رأسه؟ لماذا لا تتحدثون الى بعضكم ؟

نحن نبر والدينا، ووالدينا يحسنا إلينا، وصغيرنا يُسمع وكبيرنا يُحترم. لكننا فقط نخلو من تلك الحياة التي توجد في المنازل الأخرى.

علما أننا لسنا من مدمني الأنترنت، ولكن فقط كل له عالمه الذي لا يرتاح لدخول أخر له.

أريد أن اغير من علاقتي مع والدي – ولست مرتاحة لذلك -، أريد تغييراً طفيفا يحقن منزلنا ببعض المرح الخفيف والغير ساذج، ودون أن يبدو الأمر غريبا وغير مريح.

هلا اخبرتوني كيف علاقتكم مع ابائكم لأستفيد منها؟
بعض النصائح لتدفئة منزلنا.

تاريخ النشر : 2020-11-13

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى