تجارب ومواقف غريبة

أيام أرعبتني

بقلم : فاتن – اليمن

دخل شخص آخر من النافذة وانضم إليها في الكلام الذي لم أستطع أن أتذكره

أنا فتاة مرحة ويغلب علي الطابع الكوميدي في كل نواحي حياتي ، ومع الأسف حتى المواقف الجدية منها أجعلها مسرحية ، فقد والداي الأمل بهذا الخصوص ، يستحيل ان أتغير ..
أحببت أن أعطيكم خلفية عن شخصيتي حتى تفهموا قصتي ، أنا أكره أفلام الرعب ولا أشاهدها ولا أحب الأحاديث والقصص المرعبة أبداً ، أنا دائماً أحب أن أنظر للحياة من منظاري الوردي الذي لا يوجد فيه رعب ولا خوف ولاقلق فقط ضحك وَلَهْو ولعب والجميع سعيد … لكن مهلاً .. من منا لم تحدث له أشياء مرعبة تقلب حياته مائة وثمانون درجة ؟!

أنا لم أسعى إلى الرعب بل هو أتاني ، سوف تتساءلون كيف أقول أني أكره قصص الرعب وأنا الآن هنا بينكم في هذا الموقع المرعب والمليء بالغموض والتجارب المخيفة ! أنا هنا بسبب أني في أحد الأيام كنت أبحث عن أسباب الكوابيس المرعبة فوجدت هذا الموقع ، انذهلت .. فقد كنت أظن وقتها بأنني أنا الوحيدة في هذه المجرة التي حصل لها هذا لأنذهل بكمية الناس التي تعاني مثلي بل و أشد !! صحيح أن هناك عدد مهول يخرج عن نطاق المعقول واللامعقول ولكن لا بأس فهذا ليس موضوعي …. فأنا اريد أن تعيشوا معي قصتي التي ربما مازالت السطور الأخيرة فيها لم تكتب بعد !

كما أخبرتكم أنا أحب الحياة وضحكتي لا تفارق وجهي وليس لي مشاكل مع أي أحد والكل يحبني وهذا فضل من الله علي فمحبة الخلق من محبة الخالق … أول يوم وكما هو المتوقع رأيت كابوساً وتوالت بعدها الكوابيس التي لم تنتهي وقد أثر هذا قليلاً في شخصيتي ، أصبحت أكره النوم وأخاف من الوحدة ، تطورت الكوابيس وأصبحت أشد رعباً لدرجة أني وصلت لمرحلة لا أميز فيها هل أنا أحلم أم أنا فعلاً أرى ما أراه !!

لم أعد أميز .. إلى الآن لا أحد يعلم فأنا بطبعي لا أشكي لأحد حتى أمي ، ولكن صراخي الذي أصبح البيت كله يستيقظ عليه كشفني ، نعم كنت أصرخ ظناً مني أنه الخلاص لكي أستيقظ من هذا الكابوس الذي أطبق على روحي وجسدي ، كنت أصرخ و أبكي لأتفاجأ بأنها أمي من وقت ليس بقليل التي أمامي تهزني لأستيقظ وأنا ماأزال أصرخ ظناً مني أنه ذلك الشيء الذي يخنقني ويصرخ في وجهي بكلام لا أدري ما هو ذلك الشيء الذي لم أجد له مسمى إلا الآن ..

كنت أنام والقرآن في صدري من شدة الخوف كي يطرد عني ذلك الزائر الذي لم يغادر منامي ، وكم من مرة أفتح عيناي الساعة الثالثة فجراً لأجد ذلك الشيء واقفاً أمامي يتقدم و يبتعد يتقدم ويبتعد مرة أخرى ، فلا أنا التي أغمضت عيناها ولا التي استطاعت الحراك أو حتى الصراخ !!! 

ظل حالي هكذا حتى أتى ذلك الْيَوْمَ الذي لا يستوعبه عقلي للآن … كم هو صعب على الإنسان أن يشكك في نفسه فلا يدري أهو فعلاً مستيقظ وبكامل وعيه أم أصبح يهلوس و فاقد العقل ؟

في ذلك الْيَوْمَ ايقظتني أمي لكي أقفل الباب فقد ذهبت للتسوق هي و والدي ، أغلقت الباب ودخلت إلى الديوان ألقيت نظره وكانت الستائر مغلقة وعدت إلى غرفتي لأكمل نومي ، ارتميت على السرير ولَم أغلق عيناي بعد ولكن جسدي تخدر ، خفق قلبي بسرعة فهذا يعني أنني سوف أرى ما لا اريد أن أراه ، ظننت أني سوف أرى زائري المعتاد ولكن خاب ظني فقد كانت فتاة أول مره أراها ، لم تظهر لي فجأة بل بدأت بالوضوح تدريجياً حتى أصبحت واضحة تماماً ، اتسعت حدقة عيني فقد كانت تنظر لي تكاد تلتصق بعيني لشدة قربها ، أنا كنت فقط مخدرة ولا أحرك سوى عيناي التي لم أستطع إغلاقهما من هول ما أرى ، كانت تتحدث لي وكأنها تعرفني ! لا أتذكر ماذا كانت تقول ولكن لا أدري لما هذا الشعور وكأنها لم تفترق عني طوال حياتي !

دخل شخص آخر من النافذة وانضم إليها في الكلام الذي لم أستطع أن أتذكره للآن ، اقترب مني وخاطبني وأنا لا أجيب ، وكيف عساي أجيب ؟ كانت في يده ورقه مرسوم عليها أشياء لا أعرف ماهيتها ، وصور لجمجمتين كأنهما تقبلان بعضهما ! كانا يحاولان تحريكي فلم يقدرا ولكن لا أدري لحظتها كيف نهضت من تلقاء نفسي متجاهلة الذي أراه أمامي ، مشيت إلى الديوان وهو يمشي خلفي ويخاطبني وأنا لا أجيب ، قمت برفع الستائر فقام هو الآخر برفعها معي ، لازال يتكلم وأنا أنتظر متى أفتح عيناي ، لابد أني أحلم .

غضب مني لأني لا أكلمه عدت إلى سريري والفتاة مازالت هناك تتحدث إلى الشاب ، وأخيراً أغمضت عيني وفتحتهما ، ليسوا هنا ، زال الخدر من جسدي و قلبي مازال يخفق بشدة فزعاً ومعلناً عدم تصديقه لما جرى … عقلي يكاد ينفجر ما هذا ؟ من هم ، هل حقاً رأيتهم أم انه كابوس من نوع آخر ؟!

نهضت فقد خطر ببالي شيء يجعلني أكتشف هل هذا حقيقي أم كنت أحلق في دوامة كابوسي .. نعم الستائر ، لابد أنها ماتزال مغلقة … ركضت إلى الديوان ، كدت أصعق عندما رأيتها مفتوحة ، نعم أنا فتحتها ، لم أكن أحلم فأنا لوحدي في البيت ..

انهرت ، بكيت ، ضحكت .. لم أستطع أن أستوعب أو أجد جواباً … هذه كانت المرحلة الأولى التي كانت من أشد وأصعب المراحل التي مرت في حياتي ، فقد كنت أموت رعباً وفزعاً .. عندما ظهر لي هذان الشاب والفتاه انتقلت من مرحلة الكوابيس المرعبة إلى مرحلة رؤية أشخاص !! لا أراهم إلا عندما استيقظ من النوم ليختفوا تدريجياً ، بدأ الخوف يتبدد تدريجياً وبدأ يحل محله الفضول ، نعم الفضول ، أريد أن أعرف ما هذا و لماذا و هل هذا حقيقي أم أنني سوف أجن ! بدأت أحدق باهتمام وحب استكشاف ومحاوله مني بالكلام أحياناً إلا أنني في كل مرة لا أقوى على النطق ، فلساني مربوط أكتفي فقط بالمشاهدة .

عندما أردت المواجهه والكلام اختفى هذا الشيء من حياتي ! نعم اختفى ؟ هناك آلاف الاحتمالات والعديد من المواقف والتفاصيل التي لم أذكرها فهي طويلة ومحافظةً مني لخصوصيات استحي من ذكرها ! ولكن أردت ان أقول لكم خلاصة الذي جرا لي ( المواجهة ) عندما أردت مواجهة الامر اختفى كل شيء !!! هذا هو الحل إذاً عندما تصلوا لمرحلة التعب من هذه الدوامة وتريدون المواجهه حقاً سيختفي كل شيء ! ولكن … لماذا اختفوا من المواجهة ؟ هل بسبب الخوف من المواجهة ؟ أم أن عقلي استفاق من غيبوبته ؟ حقاً لا أدري ..

تاريخ النشر : 2017-12-23

guest
47 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى