قتلة و مجرمون

إتصال ومأساة: صراخ الموت

بقلم : أحدهم – كوكب الأرض

 

إتصال ومأساة: صراخ الموت
ما هو سر هذا الجبل الغريب ..

اللحظات الأخيرة ما قبل الذبح هي من أشنع اللحظات فظاعة وفزعاً على الضحية، خصوصاً إذا كانت الضحية تشهد بكامل حواسها وإدراكها لحظاتها الأخيرة، المقالة تحوي على بعض الاتصالات الهاتفية المسجلة لدى مركز اتصالات الطوارئ (٩١١)، تسجيلات الطوارئ هذه تتضمن توسلات وصرخات الضحايا أو ذويهم في ساعات وقوع جريمة القتل فيهم أو في ذويهم.. لذا ينصح بأخذ الحيطة عند الاستماع للمقاطع الصوتية في هذا المقال.. بعض هذه التسجيلات مشكوك في صحتها خصوصاً مع عدم توفر معلومات كافية عن الوقائع المتعلقة بها ولا تتوفر تصريحات رسمية أو إعلامية عن البعض منها.. كثير من هذه المقاطع يتم حذفها عادة من قبل مواقع الفيديو بعد فترة من تسريبها ورفعها ربما بسبب الدعاوي القضائية والقانونية المقدمة من قبل أهالي الضحايا.. بغض النظر عن هذا أو ذاك تبدوا هذه المقاطع الصوتية المدرجة ضمن المقالة في غاية الفظاعة وأنت تسمع نداءات وصرخات الضحايا البؤساء أو ذويهم قبل ثواني من لحظة القتل أو لحظة النهاية لحادثة موت مروّعة .. يرجى أخذ الحيطة من قبلكم عند تشغيل المقاطع ..

١. طفلة بعمر ست سنين تشهد مقتل أمها

في حوالي الساعة الثالثة والنصف عصراً اتصلت فتاة لاتينية صغيرة تبلغ من العمر ستة سنوات بمركز الطوارئ (٩١١) لتبلغ عن رجل يتصارع مع أمها.. الرجل فيما يبدو أنه حبيب لأمها وبينهما خلافات عاطفية أو اجتماعية .. المهم أن الطفلة شهدت بأم عينيها جريمة طعن وذبح أمها بسكين المطبخ وسط صراخها المخيف المسجل في المقطع الصوتي المجاور.. المقطع أول من نشره على الشبكة هو موقع (www.elsalvador.com ) لكن تم حذفه لاحقاً ربما نتيجة دعاوي قانونية مقدمة من قبل ذوي العائلة المفجوعة في جمهورية السلفادور.. من يستمع للمقطع هذا يصعب أن يصدق بأنه مزيف إذ لا يمكن لطفلة صغيرة أن تصطنع تمثيلية مفزعة كهذه… مؤسف حقاً.. إليكم المقطع مع الترجمة أدناه..

نداء الطفلة البائسة:ساعدوا أمي أرجوكم.. إنه يقتلها!

 

الترجمة:

الطفلة: مرحباً.. أرجوكم تعالوا إلى بيتنا..
الطوارئ: مرحباً.. كيف بإمكاني مساعدتكِ؟

الطفلة: مرحباً.. تعالوا إلى بيتنا أرجوكم..
الطوارئ: ما هو الرقم الذي تتصلين منه؟

الطفلة: آآه (ماذا)؟
الطوارئ: أعطني الرقم الذي تتصلين منه..

الطفلة: من الجوال..
الطوارئ: إذن أعطيني رقم الجوال..

الطفلة: الرقم هو.. سبعين.. ثلاثين.. سبعين (صغيرة تخمّن.. لا تعرف الرقم)
الطوارئ: حسناً.. ما المشكلة؟

الطفلة: هذا الرجل يتعارك الآن مع ماما..
الطوارئ: هل هناك شخص بالغ بقربك ممكن أن يعطيني عنوان المنزل؟

الطفلة: ..
الطوارئ: أين تسكنين؟ أين يقع حيّكم؟

الطفلة: هنا بالقرب من مكان البيتزا..
الطوارئ: أين قُلتِ؟

الطفلة: هنا بالقرب من المدرسة في ألتا فيزتا (مقاطعة في السيلفادور)..
الطوارئ:..

الطفلة: لاااا.. لااا.. (تصرخ بلوعة مع إمكانية سماع العراك في الخلفية).. اترك أمي أرجوك ..
الطوارئ: مرحبااا..

الطفلة: (تصرخ وتبكي بشدة) .. اتركها أرجوووك.. اترك أمي أرجوووك!!
الطوارئ: مرحباا..

الطفلة: (في توسل محزن) أرجوكم ساعدوني.. ساعدوا أمي أرجوكم..
الطوارئ:…

الطفلة: أمي تتعارك معه.. إنها تتعارك معه..
الطوارئ:..

الطفلة: (صراخ مفزع).. أنه يقتلهااا.. أنه يقتلهااا..
الطوارئ:…

الطفلة: (زعيق طفولي).. أمي اهربي للغرفة.. اهربي لغرفة النوم..
الطوارئ:..

الطفلة: (وتبكي بلوعة).. لقد قتلها.. لقد قتلها.. لقد قتل (أونتي)..
الطوارئ:..

بعض تعليقات المشاهدين على موقع اليوتوب ربما تكون مخيفة أكثر من المقطع نفسه.. أحدهم قال (لا أريد أن أعيش في هذا الكوكب).. لا أدري كيف يمكن أن تصبح بعض القلوب قاسية كالحجارة!.. مواقف كهذه بلا شك ممكن أن تفرز مشاعر مؤلمة ومشاهد قاسية خصوصاً على قلوب وعيون الملائكة الصغار..

 

٢. امرأة عجوز تدعى روث تقُتل أثناء إتصالتها بالطوارئ:

(روث برايس دوغاز) إمرأة عجوز تسكن لوحدها في منزلها وكانت تبدو خائفة بعد عدة بلاغات أجرتها لمركز الطوارئ (٩١١) عن رجل مريب يتردد بالقرب من منزلها في الآونة الأخيرة قبل مقتلها (على يد ذلك الرجل على ما يبدو).. بعد عدة إتصالات إستغاثة وزيارات متكررة من قبل رجال الشرطة توقف متلقوا الإتصالات في مركز الطوارئ (٩١١) عن إعطاء استجابة حقيقية لإدعاءات هذه السيدة العجوز.. يبدو أن الرجل كان يحاول إفزاعها لفترة وقد نجح فعلاً قبل أن يُقدمِ على حركته الأخيرة بقتلها بالخنق وبالضرب حتى الموت على مسمع من متلقي إتصالات الطوارئ .. الكثير من الجدل أثير حول حقيقة هذا المقطع في مواقع متعددة على الشبكة بعد نزول نسخة منه في عام ٢٠٠٩، خصوصاً مع عدم توفر النسخة الأصلية مما عدى البعض بالتشكيك بحقيقة الواقعة وأن المقطع لا يمثل سوى تمثيلية متقنة للعبث بالمشاعر ولجذب الاهتمام العام.. لكن مع البحث الدقيق اتضح بأن المقطع حقيقي لكنه قديم جداً (يقال أنه من ثمانينات القرن الماضي) وكان يستخدم كمادة تدريبية لمتلقي اتصالات الطوارئ (٩١١) كجزء من التدريب على عدم الاستخفاف بنداءات الخطر من قبل المتصلين لطلب المساعدة مهما كانت وعدم التفرقة والتمييز بسبب العرق أو السن أو خلافه.. شخصية (روث برايس) شخصية حقيقية والمقطع حقيقي (حسب إعتقادي على الأقل).. إليكم المقطع الصوتي مع الترجمة..

نداء العجوز الخائفة: هناك رجل يتفقد الجوار.. أنا وحيدة ومسنّة!

الترجمة:

روث: نعم.. هذه روث تتحدث معكم (جزء محذوف).. أنا من (جزء محذوف)..
الطوارئ: (الموظفة مقاطعة).. ما المشكلة سيدتي؟

روث: هناك رجل (مريب).. همم.. أنه يتفقد الجوار..
الطوارئ: كيف (اشرحي لي) ؟

روث: حسناً.. لقد ذهب إلى خلف مسكني.. هناك شقة في الخلف من مسكني.. وقال أن يبحث عن شخص ما.. وقد أتى بالقرب من باب مسكني (تتوقف عن الكلام لتنصت السمع.. ربما سمعت الدخيل يدخل إلى مسكنها في تلك اللحظة).. و..
الطوارئ: نعم؟

روث: و.. (تتوقف عن الكلام قليلاً ربما لتنصت لصوت كانت تسمعه في مسكنها في تلك اللحظة).. وقال بأنه يبحث عن شقة للسكن..
الطوارئ: …

روث: أنا حقاً (تتوقف).. أنا أسكن لوحدي وأنا إمرأة مسنّة.
الطوارئ: همم..

روث: وأنا نوعاً ما ..
الطوارئ: (الموظفة مقاطعة السيدة روث).. أين هو (ذلك الرجل) ؟

روث: ليست عندي أدنى فكرة.. (فجأة تصرخ السيدة العجوز بفزع مخيف كأفزع صراخ ممكن أن تسمعه.. شيء ما يضرب سماعة الهاتف أثناء صراخها)
الطوارئ:…

روث: (مخنوقة أو مكممة الفم وبصوت مكتوم تقول).. ربي ساعدني!..
الطوارئ: …

روث: (بصوت مخنوق لكنه معدّل تقنياً لتوضيح جودة الصوت).. ليساعدني أحدهم على التنفس!..
الطوارئ:..

روث: .. (حشرجة وأشياء تتساقط أو ربما ضرب..)
الطوارئ: …

مقطع مخيف للحظات مخيفة بالفعل.. مجتمعات الغرب تعاني الكثير من الأمراض الاجتماعية ربما تقزّم حجم الأسرة وتفرق أفرادها ربما لشهور أو سنوات دون رؤية بعضهم هو أحد الأسباب في تفشي ظاهرة قتل العجائز عندهم.. المجرم يرى في العجوز المسنّة فريسة سهلة كونها ضعيفة وغير قادرة على حماية نفسها أمام المعتدين خصوصاً عندما تكون وحيدة البيت بلا معين لينفرد بها ويقتلها مدركاً بأنه لن يأتي من يقطع عليه لحظات متعته المريضة..

 

٣. يقتل أبنتيه بدافع الشرف والغيرة:

جرائم الشرف منتشرة في كثير من بلدان الشرق.. لكن هذه الجرائم منتشرة حتى في الغرب ضمن فئة المهاجرين التي ما تزال الدماء الشرق أوسطية المحافظة تسري في عروق الكثير منهم.. (ياسر سعيد) سائق سيارة أجرة في تكساس قدم من الشرق الأوسط إلى أمريكا في ثمانيات القرن الماضي مع إخوانه للعمل وطلب الرزق.. تزوج من أمريكية بيضاء وأنجب منها طفلتين (أمينة) و (سارة)..

إتصال ومأساة: صراخ الموت

ثمن الشرف: قتل الأحبة والهروب

في عام ٢٠٠٨م وفي يوم رأس السنة قتل ياسر أبنتيه رمياً بالرصاص في سيارة الأجرة خاصته بعدما اكتشف بأن لدى أبنتيه عشّاق (بويفريندز) في وضع ثقافي لا يستهجن هذه الممارسات وسط المراهقين في حين أنها لمست بكل حساسية شرف العائلة بالعار في نفسية الجاني الأب.. الأم هربت مع بناتها وسافرت بهما إلى (أتيكا – كنساس) لكنها رجعت هي وبناتها مؤقتاً إلى تكساس لقضاء بعض الأمور المهمة، وكانت هذه غلطة ندمت عليها الأم لاحقاً.. في تلك الأثناء التقى ياسر ببناته وأقنعهما بركوب سيارة الأجرة معه للحديث ولأخذ وجبة سريعة.. لكن الأب فر بالابنتين وأطلق عليهما الرصاص في موقف سيارات قريب من فندق في (لويسفل).. وخرج من السيارة وأجرى اتصالا سريعاً وانتظر سيارة أخرى لتقله إلى مكان مجهول.. لكنه قبل أن يهرب رجع لقتل ابنته سارة التي كانت تتصل بالجوال في لحظات احتضارها الأخيرة.. كانت في تلك الأثناء تتصل بالطوارئ (٩١١).. رجع وكال عليها رصاصات عديدة ليتأكد من وفاتها بشكل نهائي.. الشرطة وجدت صعوبة في تحديد مكان الإتصال وكانت متأخرة في الوصول لسيارة الأجرة ليجدوا الفتاتين ميتين داخلها..

الاتصال التي قامت به المراهقة سارة (١٧ سنة) لمركز الطوارئ (٩١١) كان إتصالاً قصيراً للغاية (ربما على دفعتين بينهما فارق زمني على وجه الدقة) وهي تتأوه وتصرخ (أنا أموت!.. أنا أموت!!) .. كانت سارة ساعة إتصالها تحتضر وأختها أمينة (١٨ سنة) كانت قد فارقت الحياة في المقعد الأمامي .. القاتل ما زال طليقاً إلى اليوم وهو ضمن قائمة أعلى عشرة مطلوبين لدى منظمة الـ (أف بي آي) .. وهناك جائزة تقدر بمائة ألف دولار لمن يدلي بأي معلومة تدل عليه.. يرجّح أنه سافر إلى بلده بهوية مزيفة كون أن مكان موقف السيارات الذي رُكنت فيه سيارة الأجرة ليس بعيداً عن المطار بوجه يوحي بأن العملية جرى الإعداد لها مسبقاً وبصورة تبدو منسقة.. إليكم المقطع والترجمة..

نداء سارة وهي تحتضر: أنا أموت.. أنا أموت!

 

الترجمة:

سارة: مرحباً.. أبي أطلق فينا النار أنا وأختي .. (كلام متداخل).. أنا أموت ..
الطوارئ: ما الذي يحدث سيدتي؟

سارة: أنا أموت.. هذا الذي يحدث..
الطوارئ: (كلام متداخل)

سارة: (تتأوه)..
الطوارئ: سيدتي.. هل ما زلت على الخط؟

سارة: ..
الطوارئ: سيدتي.. هل ما زلت على الخط؟.. (ثم يوجه موظف الطوارئ كلامه لموظفي الطوارئ ربما).. كل ما قدرت الحصول عليه هو أنها تخبرني بأنها تموت..

سارة:.. (تقطقات خفيفية)
الطوارئ: سيدتي .. هل ما زلت على الخط؟

سارة: (تتأوه)..
الطوارئ: سيدتي.. ما هو عنوان (موقعك)؟

سارة:(تصمت)
الطوارئ:سيدتي ..؟

سارة: … (تفارق الحياة لحظتها ربما)
الطوارئ: (كلام غير واضح ربما يوجه التعليمات لوحدة الإستجابة)..

(بعد وصول وحدة الاستجابة للموقع)

وحدة الإستجابة: (ببلاغ موجه للطوارئ) لا يبدو أن هناك سائق.. هناك شخصان داخل سيارة الأجرة.. واحد في المقعد الأمامي وآخر في المقعد الخلفي..الشخص الذي في المقعد الأمامي منحني للأمام وهناك دم نافر من الأذن.. الشخصان لا يبدوان لي أنهما أحياء..

مؤسفة حقاً قصة هاتين الفتاتين في وضع صدام وتناقض ثقافي بين البيت وخارجه.. بين عقلية الأب الشرقية ورغبات البنات في الإندماج وروح المجتمع الغربي.. ما كانت الظروف يجب أن تصل لمرحلة قاسية ونهاية مؤلمة كهذه.. لا أدري من الرابح في هذه القصة؟..

 

٤. تتصل بالطوارئ بعد إنتحار أخوها :

كان الأمر يبدو طبيعياً مع المراهق تايلور (١٤ سنة) بعد رجوعه من التدريب مع فرقته الموسيقية.. قضى في غرفته ساعات لوحده يمارس هواية العزف على البوق.. ولكن عند الساعة الثامنة مساءاً أطلق (تايلور) رصاصة على نفسه.. أخته (نكي) اتصلت بالطوارئ (٩١١) وكانت كلماتها البائسة تقطّع نياط القلوب.. إليك مقطع الاتصال الحزين والترجمة..

الترجمة:

الطوارئ: هنا (٩١١)
نكي: (تنتحب) ساعدوني أخي ميت..

الطوارئ: ما اسمك؟
نكي: (اسمي) نكي..

الطوارئ: ماذا تقصدين بأنك أخاك ميت؟
نكي: (تبكي) لقد قتل نفسه..

الطوارئ: كيف فعل ذلك؟
نكي: بالمسدس..

الطوارئ: حسناً.. هل أنت وحدك في البيت؟
نكي: نعم أنا وحدي مع أختي..

الطوارئ: حسناً..
نكي: ارسلوا أحداً بسرعة..

الطوارئ: هل عثرت على أخاك تواً؟
نكي: نعم.. هو ميت (تصيح)

الطوارئ: نكي.. ظلي معي على الهاتف.. حسناً؟
نكي: لماذا فعلتهااا؟؟ (في لوعة موجهة الكلام لأخوها المنتحر)

الطوارئ: نكي.. المساعدة في الطريق إليكِ.. عليك الإنتظار لدقائق.. حسناً؟
نكي: اسرعوا رجاءً..

الطوارئ: نكي.. لا تغلقِ الخط.. حسناً؟
نكي: لن أفعل.. فقط أسرعوا.. (صرخات باكية)

الطوارئ: نكي؟
نكي: (تنتحب وتصرخ..)

(بعد لحظات يأتي صوت الأب ضمن المقطع الصوتي..)

الطوارئ: لقد أرسلت سيارة الإسعاف وفريق الإنقاذ والشرطة وهم في الطريق إليكم..
الأب: أرجوكم أسرعوا..

الطوارئ: هم الآن في الطريق.. لكن يجب عليك أن …
الأب: يا إلهي !!!

الطوارئ: حسناً.. أنت الآن مع بناتك.. حسناً؟
الأب: نعم.. أنا هنا (معهم)..

الطوارئ: فقط أريد التأكد من سلامة الفتاتين.. لأنها كانتا منزعجتين كثيراً.. (حسناً)؟
الأب: يا ربي !!!

الطوارئ: فرقة الإنقاذ في طريقها إليكم.. حسناً؟
الأب: حسناً!..

الطوارئ: حسناً.. وداعاً.. وداعاً..
الأب:..

(ثم يظهر المقطع الصوتي نداء موظفة الطوارئ مع وحدة الاستجابة للحادثة..)

الطوارئ: واشنطن ٢٦٢.. الأب في الموقع الآن..
الوحدة: عُلم..

موضوع انتحار المراهقين قضية جداً حرجة عالمياً وتتفاقم على نحو خطير.. الإحباط والتنمر والجراح العاطفية والعنف والكبت الأسري قد تكون ضمن أسباب عديدة لهذه الظاهرة.. إضافة إلى عدم تفهم العائلة للظروف الحقيقية التي يمر بها المراهق الصامت.. مؤسف حقاً عندما يختفي شخص عزيز بائس هكذا فجأة من عائلة تفجع لفقده.

 

٥. يموتون في حادث مروري في لحظات مسجلة:

رجل يفقد التحكم بسيارة (تويوتا-لكزس) كان قد استأجرها للنزهة مع عائلته، حيث تعلق دواسة البنزين وتتعطل معه دواسة الفرملة فلا يستطيع السيطرة على السرعة العالية.. وعلى إثره يتعرض لحادث مريع عند تقاطع طرق على نفس الشارع ليموت من كان في السيارة هو وأسرته على الفور.. مظهر السيارة المتحطمة بعد الحادث يشير حقاً إلى طبيعة تلك المأساة في لحظتها الأخيرة.. تأتي هذه الواقعة ضمن الفترة التي تفجرت فيها فضيحة شركة تويوتا في سحب بعض موديلاتها من الأسواق الغربية بسبب فشل ميكانيكي خطير في نظام الفرملة كسابقة أولى من نوعها في تاريخ الشركة العالمية في التلاعب بنتائج إختبار الجودة.. قبل الحادث المريع يتصل السائق بمركز الطوارئ لطلب المساعدة لكن المكالمة لم تكن طويلة قبل أن يلقوا حتفهم في تسجيل مروّع.. إليكم المقطع والترجمة ..

نداء العائلة العالقة: نحن في مشكلة.. الفرامل لا تعمل!

نداء العائلة العالقة: نحن في مشكلة.. الفرامل لا تعمل!

الترجمة:

الطوارئ: هنا الطوارئ (٩١١).. ما البلاغ؟
السائق: نحن في سيارة لكزس (تشويش في الصوت)

الطوارئ: عفواً سيدي.. لكن الاتصال غير واضح (بسبب التشويش)
السائق: نحن متجهون شمالاً على شارع ١٢٥..

الطوارئ: أها ..
السائق: وقد علقت دواسة البنزين (بصوت مرتعش بسبب الخوف)

الطوارئ: عفواً (لم أسمع) ؟
السائق: علقت دواسة البنزين.. نحن في شارع ١٢٥ (… الصوت يتقطع وغير واضح)

الطوارئ: حسناً.. أنت على شارع ١٢٥.. أين بالضبط؟
السائق: نحن نقود بسرعة ١٢٠ ميل في الساعة (أي نحو ١٩٠ كم في الساعة) .. بالقرب من (مشن جورج – كاليفورنيا).. لا نستطيع (التوقف).. نحن في مشكلة.. الفرامل لا تعمل..

الطوارئ: حسناً..
السائق: نهاية الطريق السريع على بعد نصف ميل..

الطوارئ: حسناً.. ليست لديكم إمكانية لتوقيف السيارة جانباً؟
السائق: نحن نقترب من تقاطع طرق.. نحن نقترب من تقاطع طرق.. نقترب من تقاطع طرق

الطوارئ: حسناً.. ؟
السائق: لحظة.. ظلوا على الخط.. (بعدها وجه كلامه لأفراد عائلته).. صلوا .. صلوا.. اربطوا الأحزمة..

الطوارئ: حسناً..
السائق: أوه .. أوووه.. (يصرخ مع صراخ عائلته في السيارة.. ثم اصطدام عنيف.. بعده سكون النهاية)

إتصال ومأساة: صراخ الموت

العائلة المنكوبة وصورة لما تبقى من سيارتهم

 

المقطع أعلاه ربما يظهر لنا عينة بسيطة من تلك اللحظات الأخيرة داخل السيارة قُبيل الحادث .. نهاية مأساوية لحادث مريع كمثل جميع الحوادث المميتة التي تحصد أرواح الأحبة كل يوم..

 

المصادر :

Yaser Abdel Said – Wikipedia
Dying teen names dad as killer
My Brother’s Suicide Is Helping Save Lives

تاريخ النشر 08 / 03 /2016

guest
115 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى