أدب الرعب والعام

إله الحرب < 1 >

بقلم : أحمد نوري ( L.A ) – المغرب

إله الحرب < 1 >
كان هذا الرجل محارباً إسبارطياً عظيماً

الشراب و النساء لم يستطيعا مساعدتي ، والآلهة لم تستطع مساعدتي ، بل أنا لم أتمكن من مساعدة نفسي حتى بعدما فعلت ما لا يمكن ﻷحد فعله.. لذا ها أنا ذا أقف عند أكبر وأعلى نقطة بكل اليونان جبل أولمبوس.. سأقفز ﻷنهي هذه المعاناة التي أرّقتني بالموت فلا يوجد أمل

قال ذلك الرجل اﻷصلع ذا البشرة اﻷكثر بياضاً من الثلج والبنية الضخمة قبل أن يقفز، لكن من كان وما هذه المعاناة التي دفعته إلى الانتحار بهذا الشكل اليائس ؟ لنعلم هذا وأكثر سنعود سنوات طوال إلى الوراء ..

***

كان هذا الرجل محارباً إسبارطياً عظيماً ، ولد وهو لا يعلم من هو والده ، فقامت أمه بتربيته بمدينة إسبارطا مع أخيه غير الشقيق لمدة قبل أن يقوم الجنود بالحضور وتجنيدهما وهما لا يفقهان شيئاً عن الحروب ، مرت السنين وسرعان ما تعلما لينتصرا في حروب كثيرة ولكن مات أخوه في أحدها بينما أصبح هو قائداً لخمسين جندياً زاد عددهم مع الوقت ليقدروا بالآلاف، وبعد حصوله على سمعة مذهلة بسبب شجاعته و قوته أصبح أشهر الجنرالات بإسبارطا لذلك قرر الزواج من ليساندا المرأة التي أحب ، وأنجب منها طفلة صغيرة سماها كلايوبي كانت كنزه في هذه الدنيا..

***

– تشكيلة السلحفاة !!

قال الرجل اﻷسمر ضخم البنية لجنوده الذين يقفون حوله حاملين الدروع والرماح فقاموا بتشكيل ظهر سلحفاة بدروعهم، تقدم جنود اﻷعداء وسط تلك الصحراء القاحلة وهم يضربون الدروع البرونزية التي كانت مشكلة كالحصن فقال نفس الرجل مجدداً : تشكيلة القنفذ !!

خرجت الرماح من بين الفتحات في الدروع لتخترق أجساد العدو فقام الجنود بسحب الرماح وإخراجها مجدداً ليبدأ جنود العدو بالتراجع فصرخ الرجل مجدداً : هجوم !!

قاموا بفك التشكيلة والهجوم على اﻷعداء في مذبحة مدمرة راح ضحيتها الكثير من جنود الفرس ليعودوا إلى إسبارطا وهم يحملون المجد ، يقود ما بقي من جيشهم جنرال مرعب يدعى ( كريتوس ) كثرت عنه اﻷساطير بسبب عدم خسارته أية حرب وبسبب شدة رجولته وشجاعته لكن اشتهرت عنه واحدة إذ يقال أن الطائر اﻷبيض و إله الآلهة زيوس تشكل على شكل رجل فاني و زنا مع أمه لينجبه ، لكن كريتوس ليس هرقل بل هو رجل تفوّق على أساطير هرقل بأشواط وكان يشتهر بطموحه شديد الجوع للمجد.. ذلك الطموح الذي أعمى بصيرته وكان السبب بعذابه اﻷبدي .

عاد بجنوده إلى بوابة إسبارطا ليلاً بسبب طول الرحلة فبدأ السكان بالهتاف والغناء لكن كريتوس لم يبق مع جنوده لمعاشرة النساء وشرب خمر للاحتفال بل تركهم وذهب إلى بيته المتواضع ليرى زوجته الحبيبة ، دخل فوجدها تنطلق لتعانقه بشدة :

– حبيبي كريتوس.. كنت خائفة ألا تعود

– محبوبتي.. ألا تعرفينني فلم يوجد من يهزمني حتى بجبل اﻷولمب نفسه.. أين صغيرتنا؟

أفلتته وقالت بسعادة : لقد نامت وهي تنتظر عودتك

ابتسم و دخل مع زوجته إلى غرفتهما ..

***

– كريتوس !! كريتوس !!

لم يوقظ هذا الصوت كريتوس وزوجته فقط بل أيقظ ابنتهما الصغيرة ، فخرج وهو غاضب ليفاجئه منظر رسول من عند الفرس فاستل سيفه وصرخ قائلاً بصوته الجهوري : 

– أوتأتيني لبيتي؟!!

– أيها الجنرال البرابرة متجهون هنا

– ولماذا أصدقك أيها الفارسي اللعين ؟ بل ولمَ التحذير ؟

– أحضرنا ملك البرابرة بارباس و جيشه العرمرمي هنا فارتدوا علينا

– وتريد العون مني؟ خسئتم

– سيقومون بحذف إسبارطا كلها ، لو لم تقتلهم الآن الخيار خيارك

هرب راكضاً فقال كريتوس لزوجته التي انتابها القلق والخوف : أحضري بوق الحرب

– أمي هل سيذهب أبي مجدداً ؟ ولكنه لم يلعب معي باﻷمس

ضمتها وأدخلتها ثم قالت بعدما أحضرت البوق : فليكن زيوس معكم

ابتسم ثم رد ساخراً : فليكن هاديس معنا ليأخذ أرواح البرابرة بعدما ننحر رؤوسهم

نفخ في البوق ولم تمضِ غير دقائق حتى تجمع جنوده حوله متسائلين فقال لهم بصوته الجهوري : أيها اﻹسبارطيون اﻷشاوس!! البرابرة قد قطعوا رحلة من الغرب ليدخلوا جحيم هاديس على ترابنا هل نحقق أحلامهم ؟!!

– صارخين جميعاً : أهو!! أهو!! أهو!!

– لنذهب إذاً !! فإما المجد أو هاديس!!

ذهب الجنود إلى ضواحي مدينة إسبارطا الصحراوية ليجدوا رجالاً شديدي الضخامة حاملين المطارق الهائلة فقال كريتوس وهو ينظر إلى قائدهم الكبير ذا الشعر واللحية حالكا السواد المضفوران عدة ضفائر: اليوم ستدخلون العالم السفلي يا برباس!!

بعدما ضحك ساخراً : اليوم أنت من سيموت يا كريتوس

خرج جيوش من الفرس ليهاجموهم فصرخ : سلحفاة !!

ليشكلوا حصنهم الذي انهار بضربة واحدة من أحد المطارق التي حطمت أجساد جنوده ، فقال القائد بعدما فهم أن ما فعله به الرسول الفارسي كان فخاً واضحاً وبالرغم من معرفته بخسارته الوشيكة : لم ولن أخسر حرباً بحياتي!! فكوا التشكيلة وهاجموا !!

قام جنوده بما أُمِروا ليبدأ كريتوس بقتال الملك ، وبعدما تأكد من أنه ليس نداً له أخذ نظرة سريعة حوله ليرى جنوده يقتلون بطرق وحشية على يد قوات البرابرة، فسقط على ركبتيه أمام الملك الذي رفع مطرقته في الجو وقال صارخاً بتكبر: ما أمنيتك اﻷخيرة يا كريتوس؟!!

أنزل رأسه للأرض فهذه المرة الأولى بحياته التي يتجرع فيها طعم الذل و الهزيمة، بلع ريقه ثم نظر إلى السماء ليصرخ قائلاً : إيريز !! انصرني على أعدائي و حياتي ملكك !!

تجمد الوقت فأصبح لون السماء كلون دماء الجنود اﻹسبارطيين على رمال الصحراء ليبرز منها وجه ضخم ذا شعر ولحية من النيران : قلت حياتك ملكي أيها الفاني ؟!! ملك إله الحرب ؟!!

قال بصوته الجهور لكريتوس الذي رد بكل ثقة : أنصرني على أعدائي و حياتي ملكك

– لك ما طلبت أيها الفاني.. هذه اﻷنصال صقلت من أعماق الجحيم بدماء اﻹسبارطيين فلتكبل بها يا خادمي الجديد!!

ذهل لتلك السلاسل المتصلة بسيفين التي خرجت من العدم و إلتفت حول يديه وبدأت تسخن كالنار لتلتصق بجلده، صرخ من اﻷلم فقال له أريز : هذه هي سيوف الفوضى !! بها انحر ملك البرابرة لشرفي !! وسأفني جيوشه العرمرمية عن بكرة أبيها!!

نظر إلى برباس ليعود كل شيء لطبيعته فقام كريتوس بمد يديه لينطلق السيفان مخترقان رقبة خصمه فطار الرأس بالهواء ليجد طريقه إلى تراب ﻷرض

– بارباس!! الملك سقط!! قضي علينا!!

صرخ جنود البرابرة والفرس فقام إله الحرب باﻹيفاء بوعده إذ قتلهم جميعا بنيازك سقطت من السماء أهلكتهم ولم تترك منهم أحداً فقال له كريتوس بخشوع : والآن ماذا سيحصل؟

– ستقوم بغزوات بشرفي لتحطم معابد أثينا اللعينة حول كل اليونان!!

صمت كريتوس فهو يعلم شديد العلم بأن جميع آلهة أوليمبوس بينهم خلافات شديدة ولكن لا أشد من خلاف أثينا وأخيها غير الشقيق أريز الذي نقم عليها لامتلاكها مدينة بإسمها .

مرت اﻷيام و اﻷشهر التي جمع فيها كريتوس جنوداً جدد و انطلق برحلة طويلة ماراً بكل اليونان مدمراً كل معابد أثينا التي تعترض طريقه إلى أن وصل لآخر معبد بمركز مدينة أثينا حيث تقدم بينما كان جنوده يحرقون الحقول و البيوت فأوقفته إمرأة عجوز ذات شعر أشعله الشيب تتكئ على عصاها : لا يا أيها المحارب.. أنت ستخسر حياتك وستخسر كل ما تحب في سبيل الشر الذي لا يهتم إلا بنفسه و ستلحقك اللعنة إلى اﻷبدية

حذرته بتلك الكلمات فقام بدفعها لينهي فترة خدمته بتدمير المعبد اﻷخير إذ ركل باب المعبد قاتلاً كل من يراه بنصلي عذابه اﻷبدي إلا أن استوقفه عودة ضميره فقد رأى بعد انقشاع دخان النيران أن آخر من قتلهم كانا ابنته و زوجته.. ركع أول مرة بحياته من الندم وهو يشاهد يديه التي اختلطت فيها دماء من أحب مع دماء اﻷبرياء ولم يلبث إلا دقائق حتى خرج من المعبد ليحرقه وقد ملأه الغضب ورغبة الانتقام ولكن ” كيف يمكن الانتقام من إله ” قال بنفسه فتقدمت العجوز وصرخت بوجهه : ألم أخبرك يا أيها المحارب؟ أولم أحذرك؟ فليصحبك عذاب إثمك حتى يوم مماتك!!

ضربت بعصاها على اﻷرض فخرج رماد زوجته و ابنته من بين النيران ليغطيا جسده جاعلين من لونه اﻷسمر أشد بياضاً من الثلج ، فنظر إلى تلك العجوز بندم ليجدها تذهب في سبيلها لتختفي بين أبخرة الحرائق فالعجوز لم تكن غير زيوس إله الآلهة الذي عاقبه.. شعر بندم شديد زاده صوت إله الحرب بأذنيه قائلاً : لقد أصبحت كل ما أملت أن تكونه فالآن بعد موت زوجتك وابنتك لا يوجد شيء يردعك.. ستصبح أقوى !! لا بل ستصبح الموت نفسه !!

***

كان ينظر إلى انعكاس وجهه على سيفه شادو أف بلاك قبل أن يقوم بقتل كل ما يلقى أمامه من أطفال ونساء وشيوخ بعد أن يحرق بيوتهم و يمسح مدنهم ، فكلما مات شخص كانت انسانية كريتوس تموت معه بدون وعيه إلى أن إستيقظ بتلك اللحظة التي تحول فيها كل الشرف والمجد الذي اكتسبه إلى وصمة عار و علامة على جحيمه اﻷبدي

***

قال في نفسه من شدة ندمه وهو ينظر محطماً إلى يديه اللتين ملأتهما الدماء:

” بحق الآلهة ما الذي أصبحت عليه؟.. أتمنى لو أن ملك البرابرة أخذ حياتي في ذلك اليوم “

مرت اﻷيام واﻷشهر على عذابه فكل ما أغمض عينيه يرى جرائمه و قتله لزوجته من غير نفور الجنود والناس منه ﻷن ما فعله كان واضحاً بسبب بياض جسده الذي لم يعد يخفى على أحد ، لذلك ذهب إلى جبل اﻷولمب عله يجد الخلاص من أحد الآلهة فقاموا بإعطائه عشرة لمتحانات مستحيلة و وعدوه أنه إن أنهاها فستنتهي كوابيسه لذلك خاض غمار المستحيل

1. عين السايكلوبس 

طلبت إلهة الصيد والعذرية أرتميس إحضار عين السايكلوبس من رأس الغول ذا العين الواحدة ، وليحقق كريتوس ذلك ذهب إلى مستنقع الموت ليجد عدة مسوخ تشبه الخنازير فقام بقتلهم جميعاً ليخرج له الغول العملاق مستخدماً شجرة كاملة كسلاح ، فقاتله بطلنا ليدرك بعد مدة طويلة استغرقت ثلاثة أيام من القتال أن الطريقة الوحيدة لقتله هي أخذ عينه لكن كيف ؟ قال في نفسه ، فخطرت عليه فكرة جهنمية إذ قام بإخصائه ليسقطه أرضاً ومن ثم اقتلع عينه من محجرها ليعيدها إلى أرتميس التي أعطته قدرة التحمل ليتحمل جسده العاري برودة الصقيع وضربات العدو.

2 . ريشة البيفاسوس 

طلب هرميس إله السفر واللصوص ورسول الآلهة إحضار ريشة البيغاسوس اﻷرضي شديد السرعة ، وليحقق ذلك عاد بطلنا إلى مستنقع الموت ليقوم بقتل سايكلوبس آخر ثم اتجه بعينه إلى صحراء إسبارطا ليجذب بها البيغاسوس الذي خرج بسرعة كالضوء ، فقام بربطه بسلاسل عذابه وبقي على ظهره شهراً كاملاً إذ كان يأكل من ظهره ويشرب من دمه ، حتى مات فأخذ منه الريش وأخذها إلى هيرميس الذي أعطاه قوة السحر اﻹلهي ليتمكن من استخدام قوى الآلهة.

3 . الملك القنطور 

طلب هاديس إله الموت و الجحيم قتل ملك القناطير (جسد رجل متصل بحصان) بغابة اﻷرواح وﻷن بطلنا كان يعلم بأن هذه المسوخ من أشد الوحوش رعباً وفتكاً قام بتجهيز نصليه وانطلق إلى غابة اﻷرواح، كان يقتل كل المسوخ التي تعترضه إلى أن وصل بالصدفة إلى منطقة القناطير حيث كان من المستحيل أن يقتلهم وحده لو لم يقم بالغش ، إذ حرق الغابة عن بكرة أبيها ليعود إلى هاديس الذي أعطاه قوة امتصاص أجزاء من أرواح الوحوش و المحاربين الذين يهزمهم فتزيد قوته.

4 . المشط الزمردي

طلبت أفرودايتي إلهة الجمال والحب إحضار المشط الذي يتحكم بنمو الشعر من ملكة اﻷمزونيات ، فقطع كريتوس في سبيل تحقيق طلبها رحلة تستغرق نصف سنة ليذهب إلى موطن اﻷمازونيات اللاتي أعجبن بقوته ورجولته على عكس تقاليدهن ، فقدنه إلى الملكة التي وقعت بعشقه من أول نظرة لكن بطلنا لم يستغل الحب إذ قطع رأسها فوراً ليأخذ المشط ثم شق طريقه قاتلاً كل من يعترضه إلى أفرودايتي التي أعطته قدرة المطاولة وعدم التعب مهما ركض.

5 . النيران السوداء

طلب هيليوس إله الشمس إطفاء النيران السوداء التي لا يمكن إطفاؤها ، فذهب بطلنا إلى أسفل جبل أوليمبوس ليرى نيران الجحيم على اﻷرض ، نيران الموت فأدرك أن الطريقة الوحيدة ﻹطفائها هي مياه الحياة ، وليحصل عليها كان لابد من التوجه إلى مدينة أتلانتيس المائية( فهناك واحدة مثلها فوق اﻷرض) ولكن ﻷنه لا يستطيع التنفس تحت الماء قام باستخدام هدية أفرودايتي ، إذ حبس أنفاسه ليتمكن من مفاوضة إله البحر بوسيدون عن طريق اﻹشارة ليعطيه اﻷخير تلك المياه فيعود ويسكبها على النيران التي تحولت لتمثال صغير على شكل أنثى ، فأعطاه هيليوس قوة مقاومة النيران وعدم الاحتراق.

6 . كتاب علوم الدنيا

لا يخفى على الجميع أن إلهة الحكمة أثينا قامت بالتساهل الشديد مع بطلنا برغم مافعله بمعابدها ، إذ طلبت منه إحضار كتاب ” علوم الدنيا ” من المكتبة المفقودة والتي هي مكتبة تقع على ضواحي صحراء إسبارطا ويتغير موقعها كل ساعة ، لذلك قام بطلنا بالبحث عنها مدة سنة كاملة إلى أن وجدها ليقوم بقتال أرواح الموتى الضائعة حتى وجد الكتاب و أعاده إلى جبل اﻷولمب ليحصل في النهاية على لا شيء.

7 . سم النوم

طلب مورفيس إله النوم واﻷحلام إحضار سم النوم من ذيل المانتيكور ، لذلك توجه بطلنا إلى جبال رؤوس اﻷفعى حيث توجد مدينة مهجورة لا يعلم أحد من صنعها ، تقدم إلى حلبة ضخمة كالتي ملكها قياصرة الرومان فوجد رجلا عجوزا يصرخ بسعادة: أخيرا عثرت على تفاحات أبولو الثلاث.. أتممت أخر إختبارات اﻷلهة

فجأة نزل من السماء وحش ذا أجنحة خفاش وجسد أسد برأس ماعز قام بإلتهام العجوز أمام ناظري بطلنا الذي لم يرف له جفن ، إذ قام بقتال هذا الوحش بلا هوادة حتى هزمه واقتلع ذيله الذي يشبه ذيل العقرب ، ثم عاد به إلى مورفيس الذي أعطاه قوة الوعي التي تمكنه من مقاومة نظرة الميدوسا مؤقتاً .

8 . خاتم الارتباط اﻷبدي

طلبت هيرا إلهة الزواج من بطلنا إحضار خاتم الارتباط الذي يوجد في عالم الاحتضار ما بين الموت و الحياة ، لذلك أعطته سماً قوي المفعول لتتأكد من قدرته على استحقاق هديتها ، فارتشفه بطلنا ليدخل جسده بغيبوبة ، بينما انطلقت روحه في عالم أقرب إلى الموت حارب فيه حراس الجحيم ليسرق الخاتم من ملكة الخداع و الوهم ثم استيقظ و الموت على وشك أخذه ، لذلك عالجته هيرا وأعطته القدرة على مقاومة أسوأ وأخطر السموم.

9 . البرق الملتهب

طلب زيوس إحضار عنصر النار اﻷشد فتكاً وهو نار نواة الكرة اﻷرضية ، لذلك قام بطلنا بالحفر دون توقف مدة تجاوزت السنة إلى أن وصل لسقف مركز اﻷرض ( فبحسب الميثولوجيا مركز اﻷرض هو الجحيم ) ليجد تلك الكرة النارية تطفو بمركز غرفة سوداء ، لذلك أخذها فهجمت عليه أذرع الموت لتنزله للجحيم ، فبدأ بقتالها دون هوادة بينما يتسلق حفرته حتى هزمها ليقوم بإغلاق الحفرة والتوجه إلى زيوس الذي أعطاه القوة الجبارة التي تقل عن القوة التي يمتلكها هرقل.

《 هنا تبدأ قصة شبح إسبارطا 》

10 . مخلوق الهايدرا

جلس على السرير بسفينته وهو يتذكر ما قاله له إله البحر بوسايدون ” كريتوس هذه آخر مهمة لك ، اذبح أفعى الهايدرا التي روعت بحاري لوقت طويل وسنعفيك من جميع الذكريات.. هيا يا شبح اسبارطا فنحن نعتمد عليك “

نهض وقد بدأ بتذكر زوجته فقاطعه صوت البحارة وهم يصرخون لذلك خرج من كابينته ليرى تلك اﻷفاعي الضخمة التي تخرج من البحار بكل مكان وهي تلتهمهم فتقدم وأطلق أنصاله ليقطع رأس أحدها لكنه ذهل لنمو الرأس مجدداً ، تقدم أحد البحارة باتجاهه: لا يمكن قتل الهايدرا !! إنها نهايتنا !! فليرحمنا زيوس !!

قال قبل أن يركض لتلتهمه أحد الرؤوس فتقدم بطلنا وسط فوضى هروب الجنود والبحارة و أعمدة اﻷشرعة المحطمة لينظر لتلك الزوابع المتقاربة بالبحار والسفن المدمرة الغارقة ، فأدرك أن هذه الرؤوس متصلة ببعضها، فجأة باغته رأس قام بابتلاعه لكن لم تمر غير ثواني حتى انفجر الرأس ليخرج بطلنا ويبدأ بالمشي بثقة بحثاً عن القبطان، تقدم بشجاعة مذهلة وهو يمر من بين الرؤوس التي كانت مشغولة بأكل وجباتها من البحارة ليجد القبطان وهو يحارب أحد الرؤوس بكرسي: أنت أيها البحار !! هل معك المفتاح لغرفة القيادة ؟!!

قال بصوته الجهور فاستدار القبطان مجيباً : إنه معي لماذا تريد

لم ينهِ كلامه ﻷن الرأس اﻷم خرج من تحت البحر والتهمه، أخرج كريتوس نصليه وهو يشاهد ذلك الرأس الذي تفوق على البقية من حيث الحجم فانطلق وصعد إلى عمود المراقبة العالي ليدخل معه بمعركة حامية الوطيس ، وعندما أوشك على ذبحه خرج رأسان أوقفاه ، لذلك ثبت الرأس اﻷول بالعمود مستخدماً قطعة خشبية كالمسمار و ربط الثاني بسلاسله ليقاتل الرأس اﻷم بذراع واحدة ، إذ أطلق سلسلته لتلتف على رقبة اﻷفعى وقفز للخلف مما جعل الرأس يخترق العمود نزولاً للأسفل ، بدأت الرؤوس اﻷخرى بالانفجار فأيقن أن مخلوق الهايدرا قد مات أخيراً لرتاح منه بحار اليونان

دخل فمه ليجد جثة القبطان عالقة بالرقبة، أخد منها المفتاح ورماها ثم خرج واتجه إلى غرفة القيادة ليغير اتجاه السفينة إلى مدينة أثينا ، وبذلك يكون قد أنهى امتحاناته العشرة التي دامت عشرة سنوات ، ولكن رغم هذا لم تتوقف تلك الرؤى عن ملاحقته ، فلا يهم كم عدد النساء اللاتي نمن معه ولا غالونات الخمر التي شربها ، فمهما فعل لم تختفِ تلك الرؤى والأحلام التي أرقته طوال المدة المنصرمة ، نهض من فراشه الذي ملأته قناني الخمر و النساء ليخرج لسطح السفينة صارخاً بانكسار أمام تمثال أثينا قائلاً بينما الرعد يضرب و اﻷمطار تهطل بغزارة من الفضاء الحالك : أثينا !! لقد فعلت كل شيء ولكن الرؤى والأحلام لم تختفِ.. ألم تعدوني أيها الآلهة بالخلاص !!

لمعت عينا التمثال بضوء أخضر ليرد بصوت أثينا: كريتوس هناك اختبار أخير سيحررك من كل هذه القسوة ، إنه لختبار سيكفر عن ذنبك الذي اقترفته وهو قتل إله الحرب الطاغي أريز ﻹشباع رغبتك بالانتقام

– جاثيا على ركبتيه وسط اﻷمطار: ولكن كيف يمكنني قتل إله ؟!!

– صندوق باندورا.. الصندوق الذي يحوي القوة لتحويل إنسان فانى مثلك إلى إله

– وكيف أحصل عليه؟

– لا تقلق يا شبح إسبارطا ، فأنا سأرشدك بهذه الرحلة.. فأولاً عليك الذهاب إلى معبد اﻷوراكل بأثينا لتحصل على بوق النداء

اختفى اللمعان من عيني التمثال فنظر بطلنا مسرعاً إلى اقترابه من شواطئ بوابة أثينا التي كانت تعج بالوحوش والمحاربين الذين يحاولون ردعها ، لذلك قفز إلى الميناء بعد اقتراب السفينة منه و جهز سيفيه ليقتل كل من بطريقه سواء حليفاً أو عدواً حتى وصل واخترق البوابات شاسعة الضخامة ليدخل المدينة ، وما إن دخل حتى رأى على مسافة شديدة البعد منه رجلاً عملاقاً يحطم المباني بينما تسقط من السماء النيازك بشكل عشوائي تساعده على نشر الدمار ، أمعن النظر بوجهه ذا اللحية والشعر الناريان : ” إنه إله الحرب أريز “

قال كريتوس في نفسه قبل أن يدخل أحد الكهوف التي ستقوده إلى مركز أثينا ، لكن بمجرد دخوله خرجت الشيطانة ميدوسا لتبدأ بالدوران حوله قائلة بينما اﻷفاعي على رأسها تتراقص: شبح إسبارطا افتح عينيك فجمالي قد أنهى حياة الكثيرين ليروه لماذا لا تراه ؟

فتح بطلنا عينيه ليرى وجهها اﻷحضر المرعب فصرخت مذهولة وهي تزحف حول زوايا الكف المظلم: سحري لا يؤثر بالنساء !! وها أنت ذا رجل ولم تتحجر !! كيف؟!!

– بهدوء: أنا لست أي رجل

– لا فرق عندي فنهايتك هنا !!

التفت حوله وبدأت بعصره كما تفعل أفعى اﻷناكوندا لتصرع فريستها ، فنظر بطلنا لجلده الذي بدأ بالتحجر ليتذكر أن مقاومته مؤقتة لذلك حاول الافلات بقوته ، ولكن عبثاً فكل ما كان يستطيع فعله هو إخراج ذراعه ، وهنا خطرت عليه فكرة جهنمية إذ قام باستخدام قوة الآلهة التي حصل عليها لقتل الهايدرا صارخاً : بوسايدون !!

خرج إعصار مائي حوله حرره من الميدوسا التي هجم عليها وهي تحاول استرداد توازنها ليذبحها ، فخرجت أفرودايتي من العدم بشكلها فائق الجمال وقالت وهي تدور بغنج ودلال حول بطلنا : كريتوس.. أعلم أنك محتار من ظهوري ولكن أريز تمادى كثيراً بما يفعله ، فإن كان يريد تدمير مدينة أثينا هذا اﻷمر بينه وبينها ولكن أن يدمر أحد معابدي فقد جنى على نفسه (نظرت إلى رأس ميديوسا بيد كريتوس) خذ هذه القوة لتمكنك من تجميد أعدائك وداعاً ..

اختفت فبدأت عيون الرأس تلمع ليكمل بطلنا طريقه إلى وسط المدينة حيث يقع معبد اﻷوراكل: هنا إذا يقع البوق .. قال بصوته الجهوري قبل أن يمشي على جسر متهالك طويل ليصل إلى ساحة هائلة الحجم حيث اعترضته مخلوقات كثيرة من المينيتور ( نصف رجل و نصف ثور ) لذلك رفع رأس الميدوسا عالياً مصدراً ضوءاً أخضر، تحجرت على إثره كل الوحوش ، تقدم بطلنا لمقدمة المعبد فاعترضه رجل يلتحف السواد قال بجدية وهو يحفر قبراً : شبح إسبارطا ؟ انتظر قليلاً ودعني أحفظ حجم جثتك جيدا فهذا هو قبرك

أطلق ضحكةً صاخبة فدفعه بطلنا قائلاً وهو يمضي في طريقه : ابتعد عن طريقي أيها المجنون قبل أن يصبح هذا قبرك أنت

استمر الرجل بالحفر فدخل كريتوس إلى المعبد الضخم وهو ينظر إلى تلك التماثيل الهائلة التي ملأت المكان، فاستمر بالمشي حتى وصل إلى قاعة هائلة الحجم لتبدأ مجموعة هائلة من الخفافيش ذات الرؤس البشرية تخرج من فتحة بالجدار وتهاجمه، ولكت مهما قتل منها كان يأتي المزيد لذلك نظر بطلنا إلى أحد التماثيل ليبتسم فقد قام بجذبه ليغلق به الحفرة ويكمل طريقه حتى وصل إلى حديقة المعبد : هل من أحد هناك النجدة !! النجدة أرجوكم ساعدوني !! علقتني تلك الخفافيش هنا أرجوكم !!

قالت راهبة فتية وهي معلقة من ثيابها على قمة تمثال ﻷثينا فنظر إليها كريتوس الذي لم يهتم ﻷمرها أبداً إلا بعدما رأى أنها تملك البوق الذي يبحث عنه لذلك قام بتسلق التمثال مسرعاً ثم جذب الفتاة بسلاسله قبل أن تسقط ليقول بصوته الجهور بعدما أخد منها البوق : أين أجد تمثالاً ﻷثينا؟!!

أجابت وهي تتراجع بعدما طغى على ملامحها الرعب : شبح إسبارطا !! أرجوك لا تقتلني !! أرجوك لا !! لاااااااا

سقطت من أعلى التمثال فنظر بطلنا إلى جثتها الغارقة بدمائها وهو يعلم كل العلم أن سيطه قد ذاع بكل اليونان فهو حسب القصص عديم الشرف والمجد بل قاتل زوجته و ابنته إنه شبح إسبارطا

أثينا !! لقد فعلتها و حصلت على البوق !! والآن ماذا ؟!!

قال صارخاً بالسماء ليجيب صوتها من السماء : كريتوس لقد حصلت على البوق لكن رحلتك لم تنتهِ هنا ، بل هي قد بدأت للتو فالآن عليك الذهاب إلى صحراء اﻷرواح الضائعة.. فليكن القدر معك

اختفى الصوت لينظر بطلنا إلى العملاق الناري البعيد الذي يدمر المدينة : قريباً جداً ستكون نهايتك على يدي يا أريز

قال قبل أن ينطلق إلى صحراء الضياع التي تقع على بعد رحلة تستمر ثلاثة أسابيع على اﻷقدام

***

أخيراً بعد تعب كبير وصل كريتوس مضرجاً بدماء أعدائه إلى أطلال صحراء شاسعة بها عاصفة رملية هائلة تلتهم كل من يدخلها وتخفيه، تقدم فوجد تمثالاً ﻷثينا دفن نصفه بالرمال قال له بلمعان عينيه الخضراوان كالزمرد : 

– كريتوس هذه الصحراء الملعونة قد أضاعت ودمرت كل من دخلها.. للدخول والخروج من هنا حياً يا كريتوس عليك ااستماع إلى أغنية السيريانات الثلاث واللحاق بصوتهن فصرخة ألمهن هي الشيء الوحيد الذي يستطيع فتح باب معبد الهيكل الباب الذي سيظهر الطريق إلى باندورا

اختفى اللمعان من عيني التمثال فنظر بطلنا إلى تلك الصحراء ودخلها، ليتقدم وهو لا يرى شيئاً فقد أعمته صفعات الرمال وكثافتها فقط كان يسمع غناء السيريانات العذب الذي أغوى الرجال على مر العصور ليبدأ بالبحث عن المصدر حتى وجده وهو مغمض العينين : حبيبتي أنظري إنه رجل!!

قالت إحداهن بذهول لترد اﻷخرى وهي تدور حول بطلنا: رجل؟ لا أصدق لم نرَ رجلاً منذ ألف سنة منذ نبذتنا أفرودايتي اللعينة هنا ﻷننا خنَّا أزواجنا

خرجت الثالثة من تحت الأرض وقالت وهي تلتمس جسد بطلنا : لم ألمس رجلاً منذ دهور

دفعتها أختها وقالت : بل !! لم يلمسنا رجل حقيقي منذ ألف عام ، هل تريد أن تكون اﻷول أيها المحارب الوسيم ؟

فتح عينيه ليرى وجههن المرعب الشبيه بالطيور فابتسم وهو ينظر إلى باب المعبد اﻷسود خلفهن

***

– لا!! لا!! لا!!

فتح باب المعبد بعدما لمس بابه صدى صوت اﻷلم فدخل كريتوس ليرمي الثلاثة رؤس أرضاً ، نضر حوله فوجد درجاً شديد العلو قام بركوبه حتى وصل إلى القمة ليجد بوقاً هائل الحجم يشبه إلى درجة كبيرة بوقه، تقدم وألصق بوقه بذاك البوق ثم نفخ.. بدأت اﻷرض باﻹهتزاز و العاصفة الرمالية بالانقشاع ليظهر عملاق برتقالي مهول الحجم وهو يزحف على ركبتيه بينما يحمل على ظهره معبداً ضخماً : 

– شبح إسبارطا من تراه الآن هو والد زيوس ، إنه كرونوس رب الوقت وأحد الجبابرة العظماء ، لقد ابتلاه زيوس بأن يحمل معبد بنادورا وأن يهيم إلى ما بعد الوجود.. إن صندوق بنادورا على ظهره بداخل المعبد و لكن احذر يا شبح إسبارطا فهذا آخر ما يمكنني تقديمه لك من مساعدة ، ﻷنك بعد دخول المعبد لن أتمكن من التواصل معك ، فزيوس منعنا عنه بخلاف هاديس

قال الصوت بالسماء قبل أن يختفي لينزل كريتوس من المعبد و يتجه راكضاً إلى العملاق ليتسلقه

***

مرت ثلاثة أيام متواصلة من التسلق حتى وصل بطلنا إلى القمة ليجد جسراً متهالكاً تجاوزه ، فأوقفه منظر نار تتراقص ألسنة لهبها على وقودها الذي هو الجثث التي تسقط من السماء : شبح إسبارطا ؟ هذا بلائي !! هذا بلائي!!

قال رجل قبيح شبه ميت لحمه ممزق لدرجة أن هيكله العظمي ظاهر فقال كريتوس بعدما استل سيفيه: من أنت؟!!

– أنا؟ أنا مثلك حاولت أن أسرق صندوق بنادورا ﻷجل الخلود.. تباً لقد لمسته !! لمسته !! فأخذه زيوس مني و ابتلاني بحرق جثث كل من تسوله نفسه القدوم هنا ويموت.. أنا هنا منذ الحرب العظمى لم أعد أحصي سنوات بلائي بعد السنة الخمسين ألف ( أكمل بنبرة ساخرة ) أعطاني زيوس الخلود الذي أستحقه فعلاً

– أعاد سيفيه لمكانهما ثم قال : كيف أدخل هذا المعبد اللعين يا حارق الجثث ؟

– تدخل ؟!! الباب أمامك أدخل فهو مفتوح للجميع لكن صدقني إن الصندوق لا يستحق فكل من مات بالمعبد لم تتمكن حتى أثينا نفسها من إقناع هاديس بترك أرواحهم ﻷنهم.. أين ذهب ؟

كان قد تركه بعد سماع كلمة ” الباب أمامك ” إذ دخل إلى المعبد ليجد عدة جثث وهياكل عظمية فتقدم وسط مناظرهم و مناظر الدماء التي طلت الجدران ، حتى وجد أمامه باباً هائل الحجم به ثلاثة أقفال ، كل قفل له علامة (أطلاس – هاديس – بوسايدون) نظر حوله فوجد ثلاثة أبواب أخرى صغيرة عليها نفس العلامات: هذه اﻷبواب هي تحديات الآلهة.. استعد أيها الفاني فعلى كل باب تتجاوزه سيفتح قفل لذى هل أنت مستعد لتحديات أبواب الجنون؟!!

قال صوت غريب أجش.. فأدرك بطلنا أن تحديات الآلهة يجب إكمالها للحصول على هذا الصندوق اللعين

* تحدي أطلاس :

دخل إلى بابه ليسمع نفس الصوت الغريب يقول : باب الهجين أطلاس.. في هذا الاختبار عليك هزم مائة ألف وحش لذى استعد جيداً لتصبح واحداً منهم بعد موتك أيها الفاني!!

أخرج كريتوس سيفيه مبتسماً فهذا هو الشيء الوحيد الذي برع فيه، بدأت أصناف الوحوش المختلفة بالظهور من العدم و الهجوم بينما كان كريتوس يقتلهم الواحد تلو الآخر وهو يشعر ببعض النشوة ، فقتل تلك المخلوقات كان يفرغ جل غضبه، بعد مدة طويلة خرج بطلنا منتصراً مغطى بالدماء فاختفى الباب خلفه وفتح القفل اﻷول لينظر لتلك السيوف التي منحته هذه القوة تتحول للون الدماء.

* تحدي بوسايدون :

باب بوسايدون.. في هذا الاختبار عليك إيجاد ذرة التراب الذهبية في بحر اللانهاية الذي تحتك ، ولكي تجدها عليك أخذ صولجان إله البحر بحلبة المجالدين !!

قال الصوت ليجد بطلنا نفسه فوق جسر متهالك يرفعه فوق بحر شاسع، خلفه طريق لا ينتهي وأمامه حلبة ضخمة كالتي ملكها قياصرة الرومان قديماً معلقة بالهواء، تقدم بدون اهتمام وتفكير فكل ما كان يملأ رأسه هو انتقامه، بمجرد وصوله منتصف الحلبة خرج أحد كلاب السيريبريوس ( كلب عملاق بثلاثة رؤوس ) نفث نيرانه فتجنبها بطلنا ليخرج سيوفه وبعد معركة ساخنة الوطيس قتله وأخذ من رقبته الصولجان الذي اتحد مع جسده ممكّناً إياه من التنفس تحت الماء ، لذلك عاد إلى الجسر وقفز منه إلى البحر ليجد تلك الذرة الذهبية بعد بحث استمر دهراً جعل عظامه تهرم .

 أمسكها فوجد نفسه فجأة أمام البوابة التي فتح قفلها الثاني ، نظر إلى وجهه بانعكاس البوابة الذهبية ليجد نفسه شاباً كما كان عندما دخل أول مرة فأدرك بأن الزمن لا يطأ هذا المكان من العالم.

* تحدي هاديس :

دخل بطلنا الباب ليجد نفسه في ساحة مليئة بالسجون التي حبس بداخلها الجنود ، تقدم غير مبالي إلى صرخات استغاثتهم فهو يعلم جيداً أن جميعهم مجرد حثالة أرادوا سرقة قوة بنادورا فانتهى اﻷمر بهم هنا ، ولكن استوقفه باب حجري لا يمكن فتحه : باب هاديس !! يا أيها الفاني هذا الباب لن يفتح إلا بعد أن تحرق أحد أولئك الحمقى على المحرقة هناك !!

قال الصوت ليرى بطلنا ناراً سوداء تتصاعد من اﻷرض بجانب الباب فذهب وجذب أحد اﻷقفاص ليقوم بدفعه باتجاهها

– لا تفعل ها.. باسم الآلهة أنت شبح إسبارطا!!.. قضي علي!! اللعنة على حياتي!!

ابتسم ساخراً من سيطه الذي وصل حيث لم تصل قوة الآلهة أنفسهم وهو يدفع القفص حتى وضعه على النار ليرى منظر اللحم يذوب عن جسد الجندي كالشمع ، ليفتح الباب فخرج منه أربعة من مخلوقات الغورغون الضخمة التي أخذت من وقت وقوة كريتوس كثيراً لهزمهم فدخل ليجد نفسه أمام جنوده القدامى وهم ينظرون إليه بافتخار شديد وسط صحراء لم تغب عنه معالمها ، إنها صحراء إسبارطا : إنه الجنرال !! بسببه متنا بشرف !! وأسماؤنا نحتت على ألواح المجد!!

قالوا قبل أن ينقسموا قسمين لتخرج من بينهم ابنته و زوجته وهي تحمل سيفاً : تعال اقتل نفسك وانضم إلينا يا كريتوس انضم إلينا في الجنة

أخذ السيف من يدها وهو لم ينطق ببنت كلمة فقد حطمه ما يراه ﻷنه يعلم ما يجب أن يفعل : ” مات جنودي بدون المجد بسبب طمعي به ثم قتلت زوجتي وابنتي ﻷجل نفس المجد اللعين يا لسخريتكن يا أخوات القدر “

قال بنفسه قبل أن يطعن زوجته مجدداً ليختفي كل شيء بلحظة تبدو هينة للنفس الغريبة ولكن مدمرة على نفس كريتوس الذي اضطره القدر ليعيد تمثيل خطئه..

ظهر كريتوس أمام الباب بعدما انتهى من عملية فتح اﻷقفال فبدأ باﻹهتزاز كأنما خلفه فاجعة تضربه من الداخل و لكن هذا لم يكن يهم كريتوس الذي أمسك بأسفل الباب وبدأ يصارع نفسه ليرفعه في الباب كان يزن الآلاف المضعفة من اﻷطنان

– تجاوزت أقفال الجنون ولكن حارس بانادورا لن يتركك وشأنك يا أيها الفاني !!

قال صوت قبل أن يتحطم الباب ويخرج صاحبه، وحش أسود ضخم يشبه التنين قال مجدداً : الآن!! ستموت يا أيها الفاني!!

أخرج سيفيه وقال بهيبة شديدة : انقلع من أمامي فوراً يا حشرة !!

– بغضب : حشرة !! حرست هذا الصندوق منذ إبتلاء كرونوس عقب خسارته الحرب العظمى!! وتنعتني بـ

قاطعته ضربة حطمت قرنه من بطلنا فصرخ ودخل معه بعراك راح ضحيته الحارس ، فمهما كانت قوة الوحوش الشريرة و المحاربين لم يوجد في كل اليونان من يمكنه إيقاف هذا المحارب وتعطشه للانتقام، دخل ليرى ذلك الصندوق الضخم المتوهج المصنوع من الصخر والنار: إذا هذا ما سيجعلني أقتل إلها !!

وبينما هو يدفعه إلى خارج المعبد وعلى النصف الآخر من اليونان نظر أريز العملاق الذي يدمر أثينا باتجاه المعبد وقال ساخراً : إذا أيها الخادم وصلت إلى بنادورا !! وصلت حيث لم تطأ قدم رجل منذ ألاف السنين كم أنا فخور بك.. ولكن للأسف عليك أن تموت

رفع عموداً ضخما ورماه فمر بسرعة الضوء على نصف مدن اليونان و الغابات و الصحاري إلى أن اسقر بعد أن اخترق جسد كريتوس وألصقه بجدار المعبد ، نظر محاربنا في سكرات الموت إلى وحوش طائرة من أتباع إله الحرب تأخذ الصندوق ليسمع صوته الجهور : كريتوس أنا أريز الذي لا يهزم !! أنا إله الحرب !! مت بينما آخذ أنا بنادورا ﻷقتل زيوس وآخذ الحكم منه !!

نظر كريتوس إلى جثث وهياكل المحاربين الذين أتوا من قبله وهي تملأ المكان ثم قال في نفسه بعدما فقد القدرة على تحريك أطرافه: ” حاربت و نفذت المستحيل و حصلت على ما لم يحصل عليه أحد ﻷموت هنا؟ هل فعلت ما فعلت ﻷموت هكذا مثل هؤلاء؟ هل سيحرق جسدي لتخدم روحي الآلهة على هذا المعبد؟.. أبداً !! “

لكن عبثا فبرغم مقاومته أغمض عينيه و مات في معبد بنادورا.. لكن قصته لم تنتهِ بموته وهيهات أن تفعل

***

فتح عينيه ليجد نفسه واقفاً على حجر أسود يطفو بالهواء بينما أسفله ألسنة اللهب السوداء والناس تقذف من السماء الدامية إليها كالمطر، قال بنفسه وهو يسمع صراخهم البائس: ” هذا جحيم هاديس “

قاطع حبل أفكاره ظهور زبانية الجحيم الضخام المرعبين اللذين يأخذون الناس إلى عذابهم اﻷبدي بأمر من إله الموت ، وﻷن عزيمته ورغبته بالانتقام كانت أكبر من الموت نفسه بدأ محاربنا بقتالهم ليلاحظ وجود قمة واحدة وهي تمثال هائل لهاديس يقوم الناس المحترقون ببنائه من حجارة ملتهبة تحت وطأة تعذيب تلك الزبانية الشديد : إنه تمثال العذاب اﻷبدي الذي يبنونه لينهار فيعيدوا بنائه إلى اﻷبدية

قال رجل عجوز يقف خلف بطلنا الذي استدار وقال له : من أين ظهرت؟

– بدهشة: أنت من قتلتني !! قتلتني يا كريتوس وقد استسلمت لك في معركة الفرس !! أيها الزبانية هنا!! من عليه أن يتعذب هنا!!

ركله ليسقط في النار ثم سارع إلى التمثال وهو نفسه لا يعلم لماذا إذ قفز من حجر إلى آخر وهو يحارب حرس الجحيم حتى وصل إلى التمثال الذي بدأ بتسلقه وهو يحارب أذرع الموت التي تبرز منه محاولة قذفه إلى الأسفل لكن بعدما انتصر و وصل إلى القمة وجد ضوء شديداً أعماه

***

خرج من قبر ما يملأ جسده التراب فنظر حوله ليجد معبد اﻷوراكل و حفار القبور المجنون بنظره الذي قال بأسلوب مرعب: أثينا ليست اﻹله الوحيد الذي يساعدك يا شبح إسبارطا.. إذهب فلم يشعر بك بعد

ذهب حفار القبور ليدرك كريتوس أنه إله الموت العنيد هاديس ، نظر أمامه فوجد العملاق أريز على بعد أمتار وهو يدمر مدينة أثينا ويقتل العديد من اﻷبرياء بينما الصندوق معلق بسلسلة على خصره لذلك ركض باتجاهه قافزاً من الجبل ليتشبث بصندوق بنادورا الذي فتحه بالهواء، فعم الظلام و الصراخ الهستيري بناظري ومسامع كريتوس لمدة وعندما اختفيا كان قد أصبح عملاقاً بحجم عدوه تقريباً : تباً !! اﻷن سأقتلك و أضيع وقتي قبل غزو أولمبوس !!

قال إله الحرب قبل أن يخرج سيفه الناري فقام كريتوس بالمثل وقال : لم أعد نفس الرجل الذي رأيته ذلك اليوم.. فالوحش الذي صنعته قد عاد إليك يا أريز

– صدقني أنت لا تعلم ماهية الوحش الحقيقي يا كريتوس

بدأ بقتال أسطوري كان يخسر فيه كريتوس، فقام أريز بإغاظته إذ نقله إلى عقله الباطني حيث وقف بطلنا أمام زوجته وابنته بينما كان هناك الآلاف من نسخه يحاولون قتلهما فبدأ بقتالهم لكن عبثاً إذ قتلوهما في النهاية ليجد نفسه عاد أمام إله الحرب الذي أخذ من بطلنا اللعنة قائلاً : لولا سيوف الفوضى !! لكنت مت منذ بدء رحلتك اللعينة !! عودي إلى جحيمك يا برونز الدماء !!

ذابت أسلحة بطلنا فجثى على ركبتيه وأعطى ظهره ﻷريز قائلاً : يكفي إن كان إله الحرب سيقتل رجلاً أعزل فاقتلني وأوقف معاناتي.. هنا والآن!!

– ستكون أسهل ضحية لي يا شبح إسبارطا !!

سمع كريتوس الصوت الذي طالما اعتاد سماعه منذ نعومة أظفاره ، إنه صوت صراخ شفرات السيف التي تستعد لنحر عدو سيدها لكن فجأة لمح سيفاً ذهبياً على التمثالين فوق معبد أثينها : ” ليس بعد !! وليس الآن!! وليس على يديه !! “

قال في نفسه قبل أن يتجنب ضربة أريز ليأخذ سيف أوليمبوس الذي وضعه له زيوس من دون علمه ، فبمجرد أن أمسك غمده شعر بقوة كبيرة لذا عاد لقتال إله الحرب الذي كان يسخر من تصرفه ولكن سرعان ما ذهل ﻷنه هو من هزم وجثى على ركبتيه : لا يا شبح إسبارطا !! أنا جعلتك تقتل زوجتك وطفلتك أجل !! ولكن لماذا ؟!! ﻷجعلك بدون نقاط ضعف !! ﻷصنع منك ما أنت عليه الآن !! أولست محقاً فيما فعلت؟!! كنت أحاول أن أصنع منك محارباً عظيماً !!

قال مطأطئاً رأسه قبل أن يخترق قلبه سيف كريتوس مجيباً بهدوء : ولقد نجحت

مات إله الحرب وتحول جسده إلى رماد ، فاهتزت البحار والمحيطات و دأب كل البرونز ليهزم كل محارب يوناني في كل أنحاء الأرض جاعلاً كل جبل تﻷولمب يهتز لموت أحد آلهته

***

– الخمر والنساء لم يستطيعا مساعدتي والآلهة لم تستطع مساعدتي ، بل أنا لم أتمكن من مساعدة نفسي وحتى بعدما فعلت ما لا يمكن ﻷحد فعله لذا ها أنا ذا أقف عند أكبر وأعلى نقطة باليونان جبل أولمبوس.. سأقفز ﻷنهي هذه المعاناة التي أرّقتني بالموت فلا يوجد أمل

نفذ وقفز ليسقط من أعلى قمة بكل اليونان ولكن عندما وصل إلى الصخور باﻷرض جذبه ضوء شديد الخضرة إلى أعلى الجبل ليفاجأ بأثينا: كريتوس الآلهة وعدتك بالخلاص وقد حصلت عليه ، فقد أمر زيوس بأن تغدو أنت إله الحرب الجديد

قالت ليجيبها بيأس : ماذا عن تلك اﻷحلام و الرؤى؟!! هي لن تختفي من رأسي مهما فعلت !! وقد توعدتموني بالخلاص لكنكم لم تلبوا شيئاً !!

– قد تؤرق تلك اﻷحلام فانيا ولكنها لن تؤرق إلها يا كريتوس لذا ما جوابك ؟

وافق فلن يخسر شيئاً من المحاولة ليجلس على عرشه الذهبي وهو يلبس درعاً من جلد ثعبان الهايدرا بينما تجلس بجانبه أجمل النساء ، فبعدما فعل ما يعجز هرقل نفسه عن فعله قرر زيوس ترك هذا الفاني ومكافأته ليعيش بين الآلهة ، فبالنهاية هو الفاني الوحيد الذي استطاع قتل إله .

ختاماً ..

مهما كانت أحلامنا صعبة ومستحيلة لا يجب أن نستسلم بل يجب أن نفعل المستحيل لتحقيقها ، و بطل قصتنا خير دليل على ذلك ، فبالرغم من أنها قصة أسطورية إلا أن اﻷساطير وجدت للعبر ، وهذه هي العبرة التي استفدتها ، لذا ما الذي استفدته أنت أيها القارئ من هذا الرجل المرعب وقصته

– وما وجدت اﻷساطير إلا لتؤخذ العبر

يتبـــــع ..

المصادر :

معلومات من الويكيبيديا عن الميثولوجية الإغريقية و آلهة اليونان 

ملاحظة : 

– هذه قصة لعبة فيديو تدعى ” إله الحرب ” التي لها ثلاث أجزاء أساسية وعدة أجزاء فرعية تتحدث عن أسطورة لم تحدث بعد ، وقد خضت فيها ببعض اﻷشياء الغامضة التي لم تذكرها اللعبة مع القصة اﻷساسية التي أجريت عليها عدة تغييرات ، كما أتشرف بأني لعبت اللعبة وهزمتها بجميع أجزائها.

– تشكيلة السلحفاة : هي تشكيلة حربية حقيقية أضفتها من عندي إذ تعود جذورها إلى اليونان القديمة حيث كان الجنود يغطون بعضهم بدروعهم الكبيرة مشكلين حصناً أشبه بدرع سلحفاة لصد سهام اﻷعداء و سيوفهم ولكن كانت مشكلة هذه التشكيلة هي البطء في الحركة و تسببها بتعب الجنود لثقل الدروع

 

تاريخ النشر : 2018-03-29

guest
78 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى