تجارب من واقع الحياة

اضطراب أم مجرد وهم

السلام عليكم رواد موقع كابوس.. هذا الموقع الذي كنت أتصفحه منذ سنين وأقرأ بعض المشاكل والمقالات والقصص. على كلٍ أنا أكتب اليوم لأنني أريد أن أصف الاضطراب الذي أعيشه وحالتي النفسية وما أشعر به. إنه شعور صعب حقا لا يسعني التخلص منه بسهولة، سأدخل في صلب الموضوع لكي تفهموا ما أتحدث عنه .

قبل سنتين تخرجت من الثانوية بمعدل ٩٤ .. أجل يبدو جيدا بما فيه الكفاية ليجعلني سعيدة لكن لم يحصل ذلك، فقد تدهورت حالتي لأنني أردت نسبة أعلى والله أراد شيئا آخر وأثق أنه خير لي. لكنني أعاني في تقبل تخصصي “التمريض”.. لا أشعر أنني أنتمي إلى ذلك المكان، بل مايزيد الطين بلة أني لا أشعر أن لدي هدفا معينا ولا أعرف ما الذي أريد أن أكون عليه عندما أكبر أو أتخرج. كما أني نوعا ما شخصية مهزوزة وضعيفة أتأثر بسهولة وأغضب بسرعة.. فدوما أشعر أنني مختلفة عن أقراني كأنني مصابة بلعنة تجعلني أشعر أنني غريبة الأطوار ولا أستطيع تقبل نفسي ولا عيوبها.

إقرأ أيضا: اضطراب في نفسيتي

في السنة الأولى من دراستي في الجامعة كنت أدرس كأني مجبرة على فعل ذلك. كانت ولازالت الدراسة كأنها عذاب بالنسبة لي، أحاول أن أصنع بعض الأجواء لكي أدرس لكن جميع الطرق باءت بالفشل. لست مركزة في حياتي، أنا تائهة لا أعرف ماالذي أفكر به حتى، لكن ما أعرفه أنه هنالك ذاك الشعور الثقيل في قلبي.

أنا أسكن في سكن جامعي في هذه السنة، بت أتجنب الذهاب إلى الجامعة أو الاختلاط بزملائي. كل ما أفعله هو النوم حتى أنني كنت أتجنب تناول الطعام والذهاب إلى الحمام أكرمكم الله. لكن لازلت أحاول بقدر المستطاع أن أستمر.

قبل أسبوع كنا نقوم بتقديم سيمنار أو “تقديم موضوع معين وشرحه أمام الأستاذ والطلبة” وكنت متوترة جدا لأنني في العادة شخص يغلب عليه الصمت، ولا أعرف التحدث بطريقة لبقة أو بثقة، لكن في داخلي كنت أقول يمكنني فعلها.. علي أن أتغلب على ذلك الخوف الذي يتملكني حتى عند الكلام مع شخص واحد، فكيف وأنا أقف أمام عشرين طالبا وطالبة أشبه بكابوس. لكنني مع ذلك قمت واتجهت ووقفت وبدأت بالتحدث “وأنا كشخص أنطق باللغة العربية والإنجليزية بشكل متقن وجيد جدا” .. لكن عند بدئي في الكلام بدأت أرتجف بشكل غريب، دقات قلبي تتسارع وأتنفس بصعوبة كنت بالكاد أنطق الكلمات. وقوفي هناك كان كأنني أحاول الثبات وعدم السقوط وكان ذلك واضحا جدا للصف.

لا أعرف مالذي حصل لي، لم أستطع التحكم في الأمر.. تركت التقرير الذي قمت بكتابته على المنضدة فقط لكي أحاول إخفاء يداي وهما ترتجفان لكني كنت بالكاد أتحدث. عندما انتهيت عدت للمنزل أخبرت والداي لكن أبي قال “أنه بسبب الحياء الشديد” والذي هو سبب ليس له أي علاقة بذلك، فكلامه كأنما يقول من ألقى الخطاب بطريقة رائعة وثقة قوية ليس لديه حياء..

إقرأ أيضا: أعانى من اضطراب الهوية

على أية حال لازلت أعاني من اضطرابات و مشاعر غريبة تسيطر علي. لا أستطيع أن أشعر بالسعادة حتى في اللحظة التي يجب أن أكون بها كذلك. الحمد لله على كل شيء لكن لا أشعر أن هنالك شيئا يرضيني، شعور الكآبة دوما يرافقني، الغضب، الغيرة، المجادلة على أتفه الأسباب والبكاء بسرعة والانهيار.. ربما بسبب صدمات قديمة حصلت معي لأن الدراسة ليس الشيء الوحيد الذي يؤثر علي.. لكن الآن أنا لا اعرف سبب حزني أنا فقط أريد البكاء دوما بدون سبب.

مؤخرا أصبحت أنام بشكل هستيري، أتجنب القيام بأي نشاط أو فعل أي شيء. لا أستطيع حقا وصف المشاعر التي تنتابني، كل شيء مشوش بالنسبة لي، لكن هل هذا اضطراب ما أم أنه مجرد وهم وأنا أبالغ في ردود فعلي وتصرفاتي؟ علما أنني لست سعيدة بفعل ذلك أو أن أكون في هذه الحالة، لا أستطيع التحكم بالأمر، أفيدوني رجاء.

التجربة بقلم: بدور – العراق

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى