ألغاز علمية

اعتراضات على نظرية الانفجار العظيم

بقلم : محب الفلسفة – العراق

نظرية الانفجار العظيم تقدم تفسيرا لنشوء الكون
نظرية الانفجار العظيم تقدم تفسيرا لنشوء الكون

تكاد تكون هذه النظرية هي الرسمية حتى في اوساط المتدينين ، وبما ان السؤال الازلي الانساني المثير حول كيفية نشوء الكون لازال مستمرا ومنبثقا في ذهن كل انسان تقريبا فلابد من وضع اجوبة تحولت الى نظريات لاشباع الفراغ العقلي الذي خلفه السؤال المتجدد في كل جيل.

تقرر هذه النظرية ان الكون كان يوما طاقة مضغوطة في كتلة كحجم الذرة او اقل مع حرارة شديدة ثم حصل الانفجار في ذاتها فتولدت منه العناصر الاولية ثم بردت وتوسعت وتشكلت الاجرام الخ ..

blank
تفترض النظرية نشوء الكون كان مضغوطا في كتلة متناهية الصغر

مبعث نشوء النظرية هو اكتشاف التوسع والتباعد بين المجرات واستمرار هذا التباعد كل يوم
مما دفع للافتراض انها كانت سابقا مقتربة مع بعضها او ملتحمة ، وهذا الافتراض قاد بدوره إلى التساؤل ما الذي دعاها الى التباعد بعد ان كانت ملتحمة ؟ .. لابد حتما من قوة اجبرتها على التباعد ، وبما ان النباعد لازال مستمرا فلابد من افتراض أن تلك القوة كانت عظيمة هائلة. وبما ان تلك القوة لا اثر لها في الكون الحالي فلابد من ان تكون وقتية زالت مع بقاء اثرها.

بعد ذلك جائت الترقيعات والترميمات على النظرية وهي مستمرة الى يومنا هذا لأنهم اكتشفوا لاحقا ما يعارض فرضية الانفجار العظيم ، على الخصوص ثلاث ظواهر كونية تصرخ بملء صوتها بعدم وجود انفجار عظيم! .. وهذه الظواهر هي :

– مشكلة الأفق

– مشكلة التسطُّح

– مشكلة أحادية القطبية

الآن لكي لا اطيل الموضوع فانا اطالب النظرية بالاجابة عن تساؤلاتي :

اولا – ان الانفجار ينتج دائما تساوي انبعاث القوة في كل الاتجاهات فلماذا نرى بعض اجزاء الكون وافرة الاجرام والمجرات والغازات وبعضها مجرد فراغ.

ثانيا – لو كان الانفجار عشوائي ، ومنتج للعشوائية في انبعاث قوته ، فهو يفرض تركز جزء من قوته باتجاه معين وضعف باقي الاتجاهات والا فهو ليس عشوائيا بل متساوي الانتاج ،
اذن لو كان عشوائيا فينبغي تحرك الكون بنفس اتجاه تلك القوة الوافرة من الانفجار والمنطلقة باتجاه معين ، اذ الاقوى لا ينسحب لما دونه في القوة ، فاذا تقرر ذلك في الاذهان فلماذا نرى الكون متوسع في كل الاتجاهات بدليل تباعد نفس المجرات عن بعضها؟

ثالثا – لقد ثبت في الفلسفة ان المعلول لا يكون اكثر ثراءا من علتة ، فالمعلول هنا الكون ،
والعلة حسب النظرية هي الانفجار العظيم وشتان بين عظمتهما ، والمعلول بحاجة لعلته حدوثا وبقاءا لا فقط حدوثا ، والانفجار قد زال اكيدا ، فينبغي زوال معلوله وهو الكون.

رابعا – ثبت في الفلسفة تجانس وتماثل المعلول لعلته ، ولا تجانس بين الانفجار والكون.

خامسا – قالت النظرية ان الزمان والمكان تولدا بعد الانفجار العظيم ولا وجود لهما قبله ..
وهنا يثور سؤال هو ان الانفجار نفسه كفعل وحركة يقتضي وجود زمان ليخرجه من القوة الى الفعل والا فلو لم يوجد زمان لجمدت تلك الطاقة المزعومة على نفسها الى الابد.

سادسا – الانفجار هو انتشار الطاقة بفعل قوة عصف الانفجار فهو لا وظيفة له الا نشر قوته في كل الاتجاهات ، والسؤال انه لابد من فرض خطوط مستقيمة نحو الاتجاهات ولا يمكن فرضها حلزونية او دورانية اذ لا عقل ولا وعي للانفجار فهو فقط ينشر قوته لا اكثر
فكيف انبثقت الحركة الحلزونية المكونة للمجرات وكيف وجدت حركة دورانية مكونة للكواكب والنجوم والاجرام ولا ينبغي للنظرية ان تقول ان هذه الحركات تشكلت بمرحلة اخرى فعل الجاذبية بعد مرور ملايين السنين.

blank
النظرية تفترض ان الكون بكل ما فيه هونتاج الانفجار العظيم .. اي ليس الاجرام والمجرات فقط بل حتى الفضاء او ما يسمى بالمادة السوداء

لاننا نقول لهم اذن يجب ان تتنازلوا عن فكرة توسع المجرات وتباعدها المستمر لانكم قلتم ان تباعدها بفعل قوة عصف الانفجار واثره المستمر الى يومنا هذا ولذلك سميتموه انفجار عظيم
فاذا كان اثر العصف مستمرا ومنتجا لتباعد المجرات فهو مانع من الحركة الحلزونية والدورانية اذا الدوران يرجع الشيء الى عكس اتجاه العصف فاما ان تتنازلوا عن فكرة تباعد المجرات وربطها بالانفجار واما ان تنكروا حركة الكواكب الدورانية.

سابعا – ان تصور الكون قبل الانفجار كان طاقة مضغوطة ممنوع وجدانا ، فالطاقة من خصائصها الذاتية .. واكرر الذاتية .. بمعنى استحالة انفكاك الصفة الذاتية عن الشيء ، فمثلا لا يمكن انفكاك الزوجية عن الاربعة ، ولا يمكن انفكاك الفردية عن الثلاثة ، وهذا معنى الصفات الذاتي للشيء ، اقول ان خصائص الطاقة الذاتية هو الانتشار والانطلاق لا الحبس والضغط
نعم يمكن ذلك بفاعل من خارجها ملتفتا ومريدا للضغط والحبس فمن هو الفاعل ، وبما ان النظرية مادية بحتة فلن تقبل وجود الصانع والفاعل للضغط فيبقى الاشكال معلقا.

blank
تمدد الكون وتباعد المجرات والاجرام عن بعضها هو احد اقوى ادلة انصار النظرية على صحتها

اذن ..

النظرية لا تفسر طريقة تكور الكواكب والنجوم وطريقة هيكيلة المجرات الحلزونية ولا تفسر الفراغ الكوني ما حقيقته ولا السحب الكونية ولا النظام العاقل الذكي في حركة اجرامه والاغرب تملق اهل الدين للنظرية بتقديمهم آيات قرانية تؤيدها كقول الله :

“انا لموسعون” وقوله تعالى : “كانتا رتقا ففتقناهما”.
مع ان الآيتين تحكيان عن امور اخرى بعيدة عن اصل التكوين.

وسوف نكمل في مقال ثان بطرح نظرية اخرى حقيقية منطقية تامة ، وكلا المقالين هو محاولة تعزيز ثقة الانسان العربي بعقله وان لا يسلم الا بموافقة عقله وان لا يستورد المعارف جاهزة وناجزة بالغاء عقله وتقليد عقل غيره وان لا يشعر بالخجل عند الاعتراض على الفكر التجريبي بتهمة التخلف ..

احتاج ارائكم هل اكمل المقال الثاني ؟

المصادر :

الانفجار العظيم – ويكيبيديا

تاريخ النشر : 2020-05-23

guest
54 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى