سينما ومرئياتكشكول

افلام أنمي تحكي عن بشاعة الحرب

بقلم : إياس شعيب –تبوك

الحرب كلمة من ثلاثة أحرف لكن هذه الاحرف تحمل القصف و الموت،الفقر و الجوع،البرد و المرض،اللجوء و الخيام.

لكل حرب ثمن يدفعه الأبرياء الذين يجدون أنفسهم يقاتلون دون سبب أشخاص لا يعرفونهم ، تنتهي الحرب و يتصافح الرؤساء و يبقى الشعب ينتحب.

هناك أفلام أنمي قد تحدثت عن شناعة الحرب،التي تقتل براءة الطفل و حلمه،تشتت شمل الأهل و الأحباب،تترك ندوب لا تشفى في قلوب الضحايا و صدمات نفسية بسبب أهوالها البشعة و رؤية الجثث و الدماء وانا هنا لاشارك معكم بعضها.

الفيلم الأول: جين حافي القدمين

سنة الانتاج 1977
المؤلف: كيغي ناكازاوا

حين كان جين ابن الست سنوات متوجه نحو مدرسته،رأى طائرة في السماء،وقد كان مستغرباً من عدم إطلاق صافرات الإنذار.

سقطت القنبلة و كان الانفجار مفاجئ للجميع في وسط النهار، لقد كان كبيرا و هائلاً،هرع جين نحو منزله و هو خائف في وسط الدمار،الغبار و الحرائق، رأى أشخاص مجروحين،جثث محترقة،زجاج متناثر في أجزاء من أجسادهم.

ارخص مافي الحروب هي الارواح …

جين الذي وصل إلى منزله تمكن من إنقاذ أمه الحامل،لكن والده و اخوته كانوا تحت الأنقاض،لم يقدر على انقاذهم،يأمره والده بتركهم و يعتني بأمه و الطفل القادم،ليبتعد بحزن و يشاهدهم و هم يحترقون حتى الموت.

تلد الأم طفلة صغيرة،في وسط الحرب و الدمار،لتكون بذرة أمل صغيرة لقلب الأم و الابن،ليبدأ جين كفاحه في تأمين الغذاء لأمه،لكي تتمكن من إرضاع أخته.

تتساقط أمطار حمضية،نتيجة غبار القنبلة الذرية،تصبح الأمور أسوء للضحايا،الذين عانوا من أمراض مزمنة،تقرحات جلدية، فقر،تشرد،جوع و برد،حيث نقلت الرياح التلوث إلى مصادر المياه، قضت على كل شجرة و كائن حي.

يفقد جين شعره بسبب الغبار الملوث، أصابه الرعب و الخوف من من منظر موت الضحايا إما عن طريق النزيف أو البرد الشديد،أو بسبب تساقط أعضائهم فجأة،تراكمت الجثث التي أحرقت لمنع انتشار الأمراض.

عمل جين بكل جهده لكي يوفر لأمه الغذاء و لكي ترضع الصغيرة التي ماتت بسبب التسمم و الجوع،فأصاب جين و أمه الحزين الشديد،لكن طفل يتيم اسمه ريوتا ينضم إلى العائلة و يعيد لها الفرح،خاصة و أنه يشبه أخ جين المتوفى،في النهاية يظهر شعر جين من جديد و تبدأ السنابل في الظهور.

مبنية على تجربة شخصية للمؤلف الناجي من هيروشيما.

الفيلم الثاني : قبر اليراعات .

سنة الانتاج:1988.
الكاتب:قصة أكايوكي نوساكا

blank
سيتا واخته سيتسكو


تم دبلجته من قبل شركة ألاء تحت اسم نارا الصغيرة و الطائرات المغيرة

في نهاية الحرب العالمية الثانية،يقوم سيتا ابن الحادية عشر،بحمل أخته سيتسكو ابنة الأربع سنوات على ظهره،و الهرب بها بعيداً عن قصف الطائرات.

حيث أخذ أخته و انتقل لكي يعيش مع عمته،بعد مقتل أمهما في قصف الطائرات، و لم يخبر سيتا سيتسكو بموت أمهما بل أخفى الأمر عنها،قال أنها مريضة،لكن اضطر لمغادرة بيت العمة،بسبب معاملتها السيئة لهما.

ذهب للعيش في ملجأ مجهور مع أخته،بعد نفاذ ما معهم من طعام،يكافح الأخ من أجل توفير الغذاء لأخته التي أصابها سوء التغذية.

كانت اليابان قد خسرت الحرب، وغرق أسطولها البحري، وفقد سيتا و سيتسكو والدهم،لكنه اخيرا استطاع الحصول على بعض الأموال و اشترى بها الطعام و عاد للملجأ مسرعا ليرى أخته في لحظاتها الأخيرة.

مشهد من الفيلم…هل شاهدته دون ان تتأثر ؟

تموت سيتسكو بعد معاناة الحرب و الجوع،البرد و المرض، بعدها يحرق الأخ جثمان أخته، يضع رمادها في علبة الحلوى التي كانت تحبهاو يبقى في محطة القطار حتى يلفظ أخر أنفاسه.

مأخوذة من رواية بنفس الاسم للكاتب أكايوكي نوساكا،التي استندت على أحداث حقيقية عاشها الكاتب زمن الحرب العالمية الثانية،ونشرها عام 1967، كاعتذار لأخته حيث يعتبر أن إهماله لها كان السبب الرئيسي في وفاتها.

الفلم الثالث : مطر من نار

يلتقي يوجي بفتاه تدعى يوريكو أتت من طوكيو،بعد أن أصابتهم غارة جوية،قضت على أمهاو أخيها و أصدقائها و انضمت إلى المدرسة التي يدرس بها يوجي.

تخبر يوريكو الأطفال عن القنابل و ماتسببه من دمار،لكنهم لم يكن لهم أي علم بما تقول،لأنهم لم يتعرضوا لأي غارة جوية.

blank

تم قصف مدينة فوكوكا و عندما رأى يوجي سقوط القنابل عليهم،وصفها بأنها مطر من نار وبسبب الغارة الجوية احترقت الدمية التي كان سوف يشارك بها يوجي في المهرجان.

التجأ النساء و الأطفال في ملجئ لكي يحتموا من قصف الطائرات،لكن يتم قصف الملجأ و تشتعل النيران فيه وبعدهايتم اجلائهم للخارج.

تشاهد يوريكو أم تبكي و تتوسل لرجال الانقاذ لكي ينقذوا طفلها،فتقرر يوريكو الدخول من أجل إنقاذ الطفل.

تخمد النيران و لا أثر لا ليوريكو و لا للطفل،فأصاب يوجي حزن كبير،حين كان يدور حول نفسه،يتذكر الأيام التي مضت حين كان يتدرب مع رفاقه على قيادة العربة في المهرجان.
وبعدها يجتمع بعائلته و يذهب معهم إلى زيارة والده ليسمع رجلاً يتحدث عن يوريكو و أنه قد رأها مع طفل قرب شجرة كبيرة،عندها ينطلق يوجي لكي يبحث عنها.

الفلم الرابع: فلم من تركت وراءك ..(الأمل)

عائلة يابانية تعيش في زمن الحرب العالمية الثانية،كان لديهم طفلة مدللة كثيرة البكاء تدعى كايوكو،كان لها ثلاثة اخوه،يوشي الأخ الأكبر وأخوها المتوسط تاكتيرو،وأخوها الصغير كسبيرو.

لكن بعد أن وضعت الأم مولودها الذي أعطوه اسم كانو، تغيرت حياة كايوكو،صارت مسؤولة عن رعاية أخيها.

و خلال فصل الصيف و ازدياد حدة الطائرات الحربية فوق مدينتهم،يتم إرسال كايوكو إلى عمتها حتى تنتهي مشكلة الحرب.

خلال سكنها مع العمة،تتفاجأ بقدوم أخيها كسبيرو،الذي أخبرها بموت أفراد العائلة جميعهم،لكن ذلك الأخ يختفي فجأة دون أثر.

تعود كايوكو إلى منزلها ..أو ما بقي من اطلاله …

بعد نهاية الحرب و خسارة اليابان،تقوم العمة بإرسال كايوكو إلى أحد الأقارب البعيدين لكي تعيش معهم،ثم تذهب كايوكو إلى مدينتها،تبحث في حطام المنزل عن أغراض عائلتها.

الفيلم الخامس : مسرح الحياة

يحكي الفلم سيرة الفتاة اليابانية تيشكو،التي تعيش في منطقة كورية واقعة تحت الاحتلال الياباني.

حيث كانت تعيش حياة هناء و سعادة مع عائلتها،حتى اندلعت الحرب و قامت بأخذ كل ماهو غالي على قلبها.

ذهب والدها لكي يقاتل في صفوف بلاده،ثم توفيت شقيقتها الصغرى و افترقت عن صديقتها أوهانا.

blank

حين تم حصار مدينتهم،اضطرت مع عائلتها إلى النزوح إلى المدينة التي يتركز فيها المقاومون.

حيث عانت تشيكو من معاناة طول المسافة و طريقها الوعرة، عاشت في خوف من فتك الأعداء بهم،قد قضت تشكيو طفولتها في التشرد و الخوف.

في الختام:

يقول محمود درويش:
سَتَنْتَهِي الحَرْبُ ويتصافح القَادَةُ،
وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد.
وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحَبِيبَ.
وأولئك الأطْفَالُ يَنْتَظِرُونَ وَالِدَهُمُ البَطَلَ .
لَا أعْلَمُ مَنْ بَاعَ الوَطَنْ وَ لَكِنَّنِي رَأيْتُ مَنْ دَفَعَ الثَمَنْ.

إياس شعيب

السعودية
guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى