ألغاز تاريخية

الأبنية التاريخية : عجائب وأسرار

في مقال سابق تحدثت عن الأسلحة الأسطورية المفقودة، وذكرت أمثلة لأسلحة قد زلزلت العالم في وقتها.. ولا يعرف أحد كيف تصنع اليوم. لكن وبمثل هذه الأسلحة فهناك أبنية تاريخية أسطورية لا يعرف أحد كيف بنيت، هياكل تعد أسطورة حية. موجودة أمام عيون البشر ومن المستحيل إعادة بنائها حتى مع التقنية الحديثة..

أساسها حير العلماء والباحثين، ليس لجمالها ولا لتصميمها بل لثقل وزنها. إن تلك الأبنية التاريخية تزن كل حجرة من حجارتها عشرات الأطنان، وبنيت فوق التلال والجبال.. ووصلت لارتفاعات شاهقة رغم أنها بنيت في وقت لم تخترع فيه الرافعة والمحركات، في وقت وزمن سحيق لم يعرف البشر فيه التقنية.

وظهرت الكثير من الأسئلة على تلك الأبنية التاريخية، فلماذا بنيت ولأي غرض أُسْتخدمت؟ . لكن السؤال الأهم هو كيف تم رفع تلك الحجارة الثقيلة التي شكلت تلك الأبنية؟. فنحن لا نتحدث عن حجارة صغيرة تم جمعها ورصها بل قطع كاملة تزن بضعة أطنان !.

لقد ظهرت مئات النظريات والأساطير عن الأبنية التاريخية وكيف شيدت لكن أحدا منها لم يثبت. وسيأخذك مقال اليوم في جولة ساحرة وعجيبة عبر القارات والتاريخ، سيجعلك يا عزيزي القارئ تعيد تفكيرك بالكثير من الأشياء التي عرفتها والتي لم تعرفها بعد.

1 – الأهرامات المصرية

في مصر، وفي مدينة الجيزة.. تقع ثلاث أهرامات ضخمة تم تشييدها بعهد الأسرة المصرية الرابعة قبل 4523 عام. تلك الأهرامات هي أعجوبة هندسية بحق. حيث أن أكبر هرم منها يصل طوله إلى 236 متر، كما أن أقل حجر من حجارة هذه الأهرامات يتراوح ما بين 900 كيلوغرام و 2.5 طن. في حين أن جدران غرفة الملك خوفو قد صنعت من حجارة تزن 25 إلى 80 طن.. وهو وزن حتى الرافعات الحديثة لا تستطيع أن تحمله !

blank
الأهرامات : أعاجيب هندسية

إن أول ما يخطر على البال هو أن العبيد من قاموا ببناء الأهرامات.. إن من بنى الأهرامات لم يكونوا عبيداً، بل كانوا عمالاً ومهندسين محترفين ودفع لهم المال. في الواقع فإن من شارك ببناء الأهرامات قد حظي باحترام الفرعون ومكانة بالمجتمع المصري القديم، لدرجة أنه تم تخصيص مقبرة خاصة لهم بجانب الأهرامات.

وحتى بالتقنية الحديثة فإن بناء أصغر هرم سيستغرق 5 سنوات، ويكلف أكثر من 5 مليار دولار دون احتساب أجور العمال !.

إقرأ أيضا : غامضة ومخيفة .. أماكن وأبنية مربوطة بالعالم الآخر !

2 – بوابة الشمس

في بوليفيا، قرب العاصمة لاباز، وعلى جبال الأنديز.. تقع بوابة حجرية ضخمة بنتها حضارة التيوانكو في العام 500 ميلادي.

بوابة الشمس هذه تواجه الشمس حينما تشرق من معظم زواياها. وتقع فوق 3825 متر فوق سطح البحر صنعت بالكامل من حجر الأندسايت ويبلغ طولها 2.8 متر، وعرضها 3.8 متر. وهي قطعة واحدة وليست حجارة مرصوفة.

blank
بوابة الشمس : البوابة اللغز

اللغز في هذه البوابة لا يكمن بوزنها البالغ 10 أطنان، اللغز هو أن هذه البوابة كانت بالأصل تقبع بمكان قرب الشاطئ، وتم نقلها إلى 3825 متر فوق سلسلة جبال الأنديز!

كيف تم نقل بوابة تزن 10 أطنان كل هذه المسافة؟. ولا تنسى عزيزي القارئ أن حضارة التيوانكو لم تستطع اختراع أبجدية ولم تكتشف العجلة حتى!.

3 – نان مادول

في جزيرة بونبي، في دولة مايكرونيزيا (وهي دولة جزرية صغيرة تقع في قارة أوقيانوسيا) يوجد مدينة عتيقة مبنية على الشاطئ. بحسب كربون-12 فإن هذه المدينة بنيت بالعام 200 قبل الميلاد. لقد بنيت وصممت هذه المدينة بالكامل من حجارة بتصميم متقارب. حيث أن حجارة الأساس منحوتة بشكل أشبه بجذوع الخشب، بطول يصل إلى 3 أمتار، ونصف قطر 50 سم.

أقصر جدار لتلك المدينة طوله 5.5 متر، في حين أن أطول جدار موجود بمركز المدينة وطوله 7.5 متر. وكل حجر مشكل على هيئة مكعب يزن 2.5 طن، أما حجارة الأساس المشكلة على هيئة جذوع يزن كل منها 15 طن!

blank
المدينة اللغز

هذه المدينة أدهشت المهندسين بحق، ومن المستحيل أن الشعب الأصلي قد بناها، فحينما وصل المستكشفون الأوروبيين لتلك الجزيرة قد كان تعداد سكانها أقل من 1000 نسمة، ولم يتمكنوا من اكتشاف صهر الحديد حتى .

حينما سئل المستوطنون الأوربيون السكان عن تلك المدينة قد أتاهم الرد :

لقد وجدت هذه المدينة منذ أن وجدنا، لقد حدثنا أجدادنا عن عمالقة يركبون قوارب ضخمة ويقومون بسحر غريب يجعل من الأشياء الثقيلة تطفو بالجو.. لقد رأوا تلك القوارب وهي تقوم ببناء المدينة!

كان هذا الرد كافياً ومحيرا في وقت واحد.

4 – قلعة حلب

في مدينة حلب بسوريا، تقع واحدة من أقدم القلاع بالتاريخ وهي قلعة حلب.

بحسب كتب التاريخ الحديثة فإن هذه القلعة قد بنيت بعهد صلاح الدين وعلى يديه، لكن الحقيقة هي أن هذه القلعة يعود عمرها لأكثر من 4000 سنة. بنيت هذه القلعة بمملكة يمحاض بالعام 1800 قبل الميلاد، كمعبد للإله حدد إله الحرب والرعد والعواصف لدى الآراميين.

ولاحقا بفترة كويلا-سوريا بالقرن الثالث قبل الميلاد، رأى الملك السلوقي نيكتور الأول المعبد وأعجب به، وقرر أن يقوم بتحويله إلى قلعة عسكرية.

نكيتور الأول لم يفعل شيئا سوى أنه حفر خندق حول القلعة وجهزها عسكرياً، لقد كانت جدران المعبد ثقيلة للغاية.. بحيث أنها لم تحتج إلى تقوية أو تجديد وهو أمر أثار دهشته.

لا أحد يعلم بالضبط كم كانت تزن الحجارة بذلك الوقت، لأن وحدة الطن لم تخترع حينها، لكنها كانت ثقيلة وتزن بضعة أطنان على أقل تقدير، فنحن نتحدث هنا عن معبد خصص لإله الحرب.. وأثار دهشة ملك السلالة السلوقية.

إقرأ أيضا :مدينة النحاس .. اللغز الاغرب

معبد رغم عمره إلا أنه صمد ضد حروب الآشوريين، والفرس، ومئات الزلازل التي مرت فيها حلب عبر تاريخها الطويل. ومع ذلك قد صمد المعبد أكثر من 1500 عام، قبل أن يراه الملك نيكتور ويندهش من قوته.

إن حجارة الأساس وبعض جدران القلعة وجدران القبو عمرها أكثر من 4000 عام، حيث أنها لم تتغير إطلاقاً، ليس لقوتها بل لثقل وزنها.. حيث أن كل من ملك القلعة لم يستطع تغيرها. ما يثير الدهشة أن المعبد قد بني على هضبة بلغ طولها ال40 متر !.

أما عن طريقة رفع حجارة تزن أطناناً لأكثر من 40 متر هو أمر لا يزال مجهولا حتى اليوم.

5 – قلعة المرجان

بالولايات المتحدة الأمريكية، في مدينة ميامي، بولاية فلوريدا.. يوجد معلم سياحي يعرف باسم قلعة المرجان Coral Castle. لقد قام المهندس الأمريكي-اللاتيفي إيدوارد ليدسكانين ببناء هذا المعلم.

يتكون المعلم من عدة صخور، من حجر الجير منحوتة على أشكال نباتات بحرية، وأشكال أخرى غريبة وتزن جميع تلك الصخور 1100 طن.

لقد قام إدوارد بنحت وتركيب جميع تلك الصخور ووضعها بأماكنها. لقد احتاج البناء لثماني وعشرين عاماً حتى يكتمل، وقام إدوارد بافتتاحه رسمياً بالعام 1920م.

إذا ما المثير للعجب في ذلك؟

blank
طريقة بناء القلعة حير العلماء والمهندسين!

حسناً، إن المثير للعجب أن إدوارد بنى تلك القلعة بيديه الإثنتين بدون مساعدة أي أحد، ودون استخدام أية آلة ! بعض الصخور تزن 28 طن، وبعضها الآخر يزن 53 طن، باب القلعة لوحده يزن 58 طن !.

لقد قام بنحتها، ونقلها، وتثبيتها بمكانها بدون استخدام أية آلة. وبطريقة أو بأخرى قد تكمن من رفع وتثبيت باب القلعة، الذي يزن أكثر من 58 طن بمكانه دون الحاجة لرافعة !.

السكان لم يسمعوا أي صوت لأي آلة خلال الثمانية وعشرون عاما من البناء، في الواقع إن إدوارد رفض السماح لأي شخص بمساعدته أو حتى رؤية كيفية عمله. لدرجة أنه كان ينام بالنهار، ويعمل بالليل فقط، حتى لا يستطيع أحد رؤية ما يفعل. لقد كان شديد الحفاظ على سرية الطريقة التي مكنته من تحريك عشرات الأطنان من مكان لآخر دون استخدام أية آلة.

ولا تزال طريقة بناء هذا المعلم السياحي أمرا قد حير العلماء والمهندسين.

لقد ادعى مجموعة من الأطفال أنهم تسللوا إلى حديقته.. واسترقوا النظر إلى ما يفعل.. وقد رأوا الصخور وهي تطفو بالهواء!

لقد استخدم لبناء وتحريك كل هذه الأطنان أدوات كثيرة، ولا حتى واحدة منها كانت آلية، مايثير الدهشة هو أن بعض الأدوات كانت أدوات موسيقية!

إقرأ أيضا : أخيرا كشف سر بناء الهرم.. وصدق ربي

مع التنويه أن إدوارد كان ماسونياً، وكان لديه تواصل مع المعبد الماسوني.. كذلك فإن حياته كانت مملوءة بالغموض، فقد ولد بلاتفيا، والكثير من المعلومات عن طفولته مجهولة. عائلته كانت فقيرة للغاية، وترك المدرسة بعمر 11 عام ليعمل ويعيل عائلته، لقد كان انطوائيا، وينكب على قراءة الكتب يومياً، وكان مهووساً بكتب الهندسة والتاريخ.. وكان من النادر رؤيته بدون كتاب بيده.

وبعمر 26 قررت عائلته تزويجه فقامت بخطبة قريبة له تدعى آجنيس وعمرها 16 عاما، لكنه هرب في ليلة زفافه إلى أمريكا ودون سابق إنذار. رغم أنه كان فقيراً إلا أنه تمكن من الحصول على فيزا لأمريكا بيوم واحد، ولاحقا إشترى قطعة الأرض التي بنيت عليها هذه الأعجوبة.

5 – معبد جوبتير

في مدينة بعلبك اللبنانية، يوجد معبد للإله الروماني جوبتير، ويعود بنائه للعام 2000 ق.م.. أي قرب تاريخ بناء معبد حدد بحلب.

فقبل أن يتحول لمعبد للإله الروماني، كان هذا المعبد مخصصا لعبادة الإله بعل كما يتضح من إسم المدينة نفسها. وبفترة الولاية السورية الرومانية، وتحديدا بالعام 138 ميلادي.. تم البدء بتحويل المعبد لعبادة جوبتير، وقد تم بناءه على أساس المعبد القديم..

blank
معبد جوبتير كل حجر فيه يزن ألف طن!

ما آثار دهشة الرومان هو أن كل حجر من حجارة هذا المعبد يزن 1000 طن!، وهي مبنية ومرصوفة بشكل دقيق.. لدرجة أنك لا تستطيع أن تضع ورقة بين كل حجر وحجر، فعلياً هي مرصوفة بشكل دقيق لدرجة أن الهواء والغبار لا ينفذ ما بين كل حجر وحجر!

حجارة الأساس للمعبد يزن كل منها 1000 طن، وهي أثقل حجارة تم استخدامها بالبناء عبر التاريخ. ورفع هذه الحجارة هو أمر مستحيل حتى بالتقنية الحديثة، لكن الصدمة ليست بحجارة البناء التي يبلغ وزنها 1000 طن. هناك حجارة أخرى داخل المدينة، وتبعد 900 متر عن المعبد وعلى ما يبدو أنها كانت محاولات فاشلة للبناء.

أشهر حجر هو حجر الحبلى ويزن 1000 طن، وهو مغروز بالأرض بعملية سقوط، مما يتضح أن الفينيقيين قد رفعوه بطريقة أو بأخرى مسافة مئات الأمتار بالجو لكنه سقط منهم. يوجد حجر آخر يعرف باسم حجر القبلي ويزن 1242 طن! وقد وجد مغروزا بالأرض بعد أن سقط بطريقة أو بأخرى.

إقرأ أيضا : مدينة سيفار الجزائرية: لغز برمودا الافريقية

أثقل حجر إكتشف حتى هذه اللحظة هو حجر المنسي، تم اكتشافه بالعام 2014 م. على يد مجموعة من العلماء المبتعثين من هيئة الآثار الألمانية، طوله 19.6 متر، وعرضه 6 متر وارتفاعه 5.5 متر، أما وزنه فيبلغ 1650 طن !. وهو أثقل حجر قد تم تحريكه ورفعه بالتاريخ البشري، ولا يزال حتى اليوم لغزا محيرا،
حيث أن الحجر مغروز بالأرض. بطريقة يتضح منها أنه سقط من ارتفاع شاهق، فكيف تم رفع 1650 طن قبل 4000 عام في زمن لم يكن فيه رافعة حتى؟

هناك الكثير من الأمثلة عن هذه الأبنية التاريخية، فنجد أيضا حجارة الأساس ببعض المعابد البوذية في اليابان، والتي بنيت على الجبال الشاهقة. ونجد بعض الصخور الثقيلة والمصفوفة بشكل غير طبيعي بالنيبال.

ونجد كذلك بعض المعابد الهندوسية التاريخية بالهند، وحجارة أساسها الثقيلة التي تزن عشرات الأطنان. وجميعها لا يزال لغزا حتى اليوم!

نظريات وحقائق عن الأبنية التاريخية

هناك مئات النظريات عن طريقة بناء تلك الأبنية التاريخية وسأذكر بعضها :

1- العبيد

إن أشهر – وأسهل نظرية – هي تلك التي تخبرنا أن العبيد من قاموا ببناء تلك الأبنية.

من المستحيل أن تلك الأبنية التاريخية بناها العبيد، فمهما كان العبيد أقوياء فلن يستطيعوا حمل تلك الأطنان على أجسادهم، فهم مجرد بشر بالنهاية. كذلك فإن الأهرامات قد بناها مهندسون وخبراء محترفون. لقد أكرمهم الفرعون بالمال، بل وقام ببناء مقبرة لهم قرب تلك الأهرامات.. تخليدا لذكراهم وتكريما لهم لما فعلوا.

blank
من الإستحالة أن يكون العبيد بنوا تلك الأبنية التاريخية كالأهرامات وغيرها

أما معبد بعلبك.. فمن المستحيل على البشر حمل 1000 طن من الصخر مهما كانوا أقوياء! حتى لو أحضرت 2000 رجل من أشد الرجال قوة وبأساً.. فلن يستطيعوا تحريكه حتى على العجلات !.

2 – الفيلة

حتى لو فرضنا أنه تم استخدام العبيد والفيلة في تلك الأبنية.. فإنه فرض خاطئ، فحتى الفيلة – وهي أقوى ثَديّ يمشي على الأرض – فإن أجسامها غير مخصصة للتحميل، والتنزيل، والنقل، ولا يمكنها حمل أكثر من 3-5 أطنان.

دون ذكر أن حضارة التيوانكو لم تعرف الفيلة، مع ذلك نقلت 10 بوابة وزنها 10 أطنان عبر جبال الأنديز !

3 – تلك الأبنية بناها البشر الأوائل

يوجد عدة نظريات أن هناك بشر قد سبقوا البشر الحاليين، وقد وصلوا لمرحلة من التطور لدرجة أنهم اكتشفوا الطاقة النووية! وقاموا بحروب ضد بعضهم. ودمروا بعضهم البعض، ومحوا جميع الحضارات التي وجدت، والبشر الحاليون هم أحفاد الناجيين من تلك الحرب، والأبنية الحالية هي ما نجت من تلك الحروب.

تلك النظرية ممكنة، فقد تحدثت نقوش تاريخية بالهند عن حدث خطير. وكأنه يمثل انفجار قنبلة نووية. كذلك وبالعراق.. قد قام السومريين بنقش صورة وكأنها سحابة الفطر التي تنتج بعد انفجار نووي.

لا توجد أدلة علمية حقيقية عن هذه النظرية، لكن العالم الصربي نيكولا تيسلا قد آمن بهذه النظرية.. حيث أنه اعتقد أن الأهرامات وجدت قبل عشرات الألوف من السنين، وأنها استخدمت لتوليد الكهرباء من قبل البشر الأوائل.. الذين وصلوا لمرحلة من التطور ثم محوا أنفسهم بعد حروب طويلة.

إقرأ أيضا : صحراء الربع الخالي و لغز المدينة الضائعة تحت الرمال

ما يدعم هذه النظرية هي أطلانطس المدينة المفقودة،
فقد ذكرها عدة مؤرخين يونانيين، وقد اندهشوا من حضارتها العظيمة.. حيث أن القصص عن أطلانطس كانت كثيرة، ومثيرة.. لدرجة أنه حتى بالعصر الحالي فنحن نعتبر متخلفين بقرون طويلة عن مدى تطور وقوة أطلانطس.. التي كُتِبَ عنها قبل 2500 عام!

4 – الجن

بحسب قصص الإبراهيميات، فإن الجن قد سكنوا الأرض قبل الملايين من السنين، وقاموا ببنائها قبل أن يغضب الله عليهم، ويطردهم منها، ويسكنها للبشر.. والآثار الموجودة اليوم هي من بناء الشياطين والجن.

5 – الفضائيون

يؤمن أصحاب هذه النظرية بأن هناك كائنات فضائية تعيش في كواكب أخرى، وقد بنت حضارة فاقت الحضارة البشرية، واكتشفت كوكب الأرض ثم قامت ببناء تلك الأبنية التاريخية لسبب أو لآخر.

نان مادول في مايكرونيزيا.. تشهد على هذا الكلام. حيث أن السكان قد ذكروا أن هناك سفن طائرة قامت ببناء تلك الأبنية التاريخية حسب أساطيرهم. بالطبع فإن الشعب الأصلي للبلاد لم يقم ببناءها لأنه لم يعرف كيف يبني الأدوات الحديدية حتى، الحجارة التي تم بناء مدينة نان مادول منحوتة بآلة أشبه منها لمنشار الحجارة، وهو أمر لم يعرفه السكان.

blank
هل قامت الكائنات الفضائية ببناء الأهرامات حقا؟

إيلون ماسك الملياردير الأمريكي – الإفريقي الشهير يؤمن بهذه النظرية، حيث قال بعدة لقاءات أن الكائنات الفضائية هي من قامت ببناء الأهرامات، وشرح عدة نظريات عن سبب بنائها.

وشخصيا أعتقد أن هذه النظرية تأتي بمنظور.. “الشيء الذي لم يقم ببناءه الرجل الأبيض، قام الفضائيون ببناءه”.. حيث أن الأوروبيين هم الأمم الوحيدة في كوكب الأرض التي امتلكت حضارة، وعرفت طريقة البناء.

6 – الصوت

إن هذه النظرية هي النظرية الوحيدة المدعومة بأدلة علمية ثابتة، حيث يمكن للصوت رفع الأجسام.

إن الصوت هو عبارة عن موجات تنتقل عبر الوسط، ويمكنها تحريك الأوزان الثقيلة ضمن اتجاه معين، سواء كان الصوت ينتج عبر الضرب، الصراخ، الآلات الموسيقية.. وحتى الغناء، فيمكن لموجاته رفع الأجسام اذا ما تم توجيه الموجات باتجاه صحيح. بحسب هذه النظرية فإن بعض الحضارات التاريخية اكتشفت طريقة لرفع الأجسام الثقيلة عن طريق الصوت، واستخدمتها لبناء أبنية ثقيلة.

تعرف هذه الطريقة علميا باسم sound Levitation.. وهي لا تزال تستخدم كطقوس سرية دينية لدى الرهبان البوذيين في النيبال والتبت.

إقرأ أيضا : حزام الصمت : الصحراء الاكثر غموضا على الارض

ففي النيبال والتبت.. يوجد تدريبات يقوم بها الرهبان تتضمن ما يسمى “غناء الحنجرة”.. حيث يقومون بالغناء بصوت ثقيل، ويبدأون بالطفو تدريجياً !.

blank
الحضارات التاريخية اكتشفت طريقة لرفع الأجسام الثقيلة عن طريق الصوت

قد تعتقد عزيزي القارئ أن هذه النظرية مجرد أسطورة، لكن الأسطورة تأكدت بالعام 1939م على يد طبيب سويدي يدعى يارل، لقد كان هذا الطبيب صديقا لمهندس سويدي يدعى هينري كيلسون، طالب في جامعة أوكسفورد وله عدة نظريات في علم الهندسة.

لقد كان الطبيب يارل يطوف العالم بحثاً عن المغامرة، زار مصر وعدة دول أخرى ليرى عجائبها، وزار الصين ورأى سورها العظيم الشهير. في رحلته إلى الصين.. قرر رؤية جبل إيفريست، فذهب إلى هضبة التبت، هناك التقى بتلاميذ بوذيين، وحينما عرفوا أنه طبيب ترجوه أن يذهب معهم إلى المعبد.. لأن راهبهم ومعلمهم أصيب بمرض غريب.

لقد كان الطبيب حينها يرغب بالمغادرة سريعاً، لأن الصين كانت بحرب أهلية طاحنة، وكان البقاء فيها خطراً، لكنه لم يرغب بترك الراهب يموت.. فذهب الطبيب ،وبقي عدة أسابيع بالمعبد يعالج الراهب، وبعد أن انتهى من علاجه هَمّ بالمغادرة إلا أن الراهب أصر عليه بالبقاء.

إن الديانة البوذية هي ديانة تتبع الزهد، ويعيش الرهبان البوذييطون على طعام وشراب يكفيهم ليبقوا قيد الحياة فقط لا غير، هم فقراء زاهدون.. لا يملكون المال، ولا أي شيء من متاع الدنيا، لكنهم مع ذلك رغبوا برد الجميل للطبيب الذي بقي معهم رغم الظروف، ولأنهم لم يملكوا المال قرروا أن يعطوا الطبيب عرضا لا يقدر بمال الدنيا، عرضا سيملأ جشع الطبيب للمغامرة ورؤية العجائب إلى الأبد !.. أخذوا الطبيب إلى وادي محاصر بالجبال من كل جهة، وفي وسط الوادي كان هناك صخرة ضخمة تزن بضعة أطنان، وعلى جوانب الوادي وزعت 19 آلة موسيقية.. تكونت من 13 طبلا، و 6 أبواق.

وقف الطبيب في حيرة وخوف، وحال لسانه يقول “مالذي يفعله هؤلاء الرهبان؟!، لماذا أخذوني إلى وادي محاصر بالجبال؟. هل سيقدموني كأضحية وقربان لبوذا ؟. أيعقل أنهم عبدة الشيطان؟، وما هذه الآلات الموجودة؟ “.. وما إن بدأ خوف الطبيب يتزايد، إلا وقد طلب الرهبان منه الصمت الكامل وعدم الحديث إطلاقاً.

إقرأ أيضا : كهوف الطاسيلي.. لغز يتحدى الزمن

بدأت الآلات بالعزف، وبدأ الرهبان بالغناء لمدة أربع دقائق بشكل تزايدي، بعد أربع دقائق تقريباً قام الطبالون بتقوية ضرباتهم شيئاً فشيئاً. وقد حدث شيء جعل فك الطبيب يُفتح لشدة الصدمة !.. لقد بدأت الصخرة بالطفو ! وظلت تطفو حتى وصلت للجبل الذي يرتفع عن الوادي 250 متر !. صخرة تزن بضعة أطنان ارتفعت 250 متر بالجو !، ثم قاموا بتنزليها ورفعها مجدداً ومجدداً ! بعد أن أعادوا الصخرة لمكانها.. أشار الراهب لتلاميذه بالتوقف والرحيل، ورغم أن العرض انتهى.. إلا أن الطبيب يارل ظل واقفاً مصدوما مما رأى !.

لقد رفض الرهبان البوذيون الحديث إطلاقاً مع الطبيب، لقد طلب منهم مرارا وتكرارا أن يشرحوا لهما فعلوا.. إلا أنهم صمتوا ولم يردوا بحرف واحد، لقد تجاهلوا الطبيب مهما أصر عليهم أن يتحدثوا، بل واعتبروه غير موجود، وحينما بحث الطبيب بالأمر.. عرف أن ما رآه كان عبارة عن تعبد ديني شديد السرية.

لقد مارس البوذيون هذا التعبد لمئات السنين، وهو تعبد شديد السرية ولا يسمح لأي شخص برؤيته أو معرفته، والمشاركة في هذا التعبد هو حكر على الرهبان والتلاميذ ذوي الثقات. فعاد الطبيب حينها وأخبر صديقه المهندس هينري بما رأى.. بل ورسم له خريطة كاملة عن أماكن الآلات الموسيقية وتوزيعها.

هناك أقوال أن الطبيب قد صور فيديو عن الحادثة، لكن الفيلم محفوظ بسرية ولا يمكن إلا لبعض العلماء من رؤيته.. ودراسته. ومن تلك اللحظة بدأت نظرية الصوت، وبدأ البحث فيها من قبل العلماء.

ما رأيك إذا عزيزي القارئ؟ كيف برأيك بنيت تلك الأبنية التاريخية؟! كيف رفعت حجارة لا يمكن رفعها حتى بالتقنية الحديثة، ورصِفَت بطريقة نظامية قد أبهرت المهندسين؟ وهل تعتقد حقا أن الصوت هو ما رفع تلك الأبنية؟، أم أن هناك تفسير آخر؟ شاركنا رأيك.

ملاحظات : 

_ يوجد الكثير من الأهرامات حول العالم، إلا أن المصرية منها هي الأكبر والأثقل وزناً .

_ بعدما تم بناء نان مدول أصبحت عاصمة ومكاناً للملك والطبقة العليا بالمجتمع، لا يعرف عدد سكانها في ذلك الوقت.

_ في مذكراته لمح إدوارد ليدسكانين أنه عرف سر بناء الأهرامات وطريقة طفو الحجارة لكنه لم يذكرها.

_ كويلا سوريا كانت جمهورية اتحادية وتبعية يونانية تأسست بالعام 339 ق.م وانتهت بالعام 64 ق.م.

_ التبت هي مملكة بوذية تاريخية، وهي حالياً محافظة من محافظات الصين وتعد أكثر محافظة صينية من ناحية الغموض والأسرار التاريخية المدفونة فيها.

_ تعرضت حلب لمئات الزلازل عبر تاريخها، كان أقواها هو الذي حدث بالعام 1138 وقد قتل أكثر من 230 ألف إنسان، وصنف أنه ثالث أقوى زلزال بالتاريخ البشري.

ملاحظة : جميع حقوق المقال محفوظة لموقع كابوس . لا يحق لأي شخص كان النقل الحرفي أو المرئي للمقال المنشور دون إذن مكتوب من إدارة الموقع . وتترتب المسائلة القانونية المنصوص عليها على كل مخالف للتنبيه المذكور .

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
المصدر
heritagesciencejournalنان مادولقلعة حلبGate of the sunقلعة حلبإدوارد ليدسكالنينCoral castleمعبد جوبيترأحجار بعلبكBibliotecapleyadesمصادر أخرى

آريو

-كاتب من سوريا - الكاتب الأفضل في كابوس لشهر اغسطس 2022
guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى