الاطفال القطط .. خرافة من صعيد مصر

القرى هي من أكثر الأماكن المناسبة لترديد الخرافات والأساطير.. ولا سيما في صعيد مصر.. وكثيرة هي الخرافات في قرى صعيد مصر.. وأنا أمقت الخرافات ولا أتقبلها منذ نعومة أظافري.. ولا سيما خرافة حلول أرواح الأطفال التوائم في أجساد القطط المنزلية أثناء نومهم.. تلك الخرافة القميئة التي يزعم من يتشّدقون بها بأنها حقيقة.. بل حقيقة مطلقة لا جدال فيها!!

تقول الخرافة : أن الأطفال التوائم تخرج أرواحهم من أجسادهم وتحل في أجساد القطط المنزلية التي تعيش في بيوت الجيران.. وإذا أقام أحد الجيران بضرب هذه القطط ستظهر آثار الضرب على أجساد التوائم عند استيقاظهم.. لذلك يحذر الجيران بعضهم بعدم المساس بالقطط في الليل.. ولا سيما القطط التي بلا أذيال.. وإذا قام أحد الجيران بضرب القطط التي حلّت بها أرواح الأطفال سيشكو الأطفال لأمهاتهم وربما يؤدي ذلك إلى مُشاحنات بين الجيران..

ولكن ما الحل؟ ألا يوجد حل لهذه المشكلة الكبيرة؟..

بلى يوجد حل.. لبن الجمال.. نعم لبن الجمال.. يبتاعه الأب لأطفاله ليشربوه.. يبتاعه من أماكن بعيدة وبأسعار عالية.. فإذا شرب الأطفال لبن الجمال استقرت أرواحهم في أجسادهم عند نومهم.. ولن تحل في أجساد القطط مرة أخرى.. انتهت تلك الخرافة اللعينة التي يرددها أهل الصعيد منذ عقود طويلة.. والتي تدل على بساطة شديدة .. بل وأورثوها لكل الأجيال.. فقد أصابني ذهول شديد عندما عرفت أن جزء ليس بقليل من الشباب مقتنع بتلك الخرافة.. وزاد ذهولي عندما عرفت أن معظم هؤلاء الشباب من خريجي الجامعات!!

ولكن ربما أنا على خطأ.. ربما تكون حقيقة وليست خرافة.. فما رأي العلم والدين؟..

فلنترك رأي العلم لأنه لا يعترف إلا بالدليل المادي.. ولا يوجد دليل مادي يُثبت وجود الروح من الأساس.. ولكننا كمسلمين نؤمن بوجود الروح وبأنها ستُقبض وستذهب إلى البرزخ وإما نعيم أو عقاب.. وفي القرآن الكريم لا يوجد أي دليل يثبت هذه الخرافة.. ولا يوجد كذلك أي دليل في السنة النبوية.. بل ولا يوجد أي أثر من كلام الصحابة والتابعين يثبت هذه الخرافة.. وقد سُئل الإمام الشعراوي عن هذه الخرافة فكان جوابه أن الروح لا تخرج من الجسد إلا مرة واحدة أي عند الموت.. وكانت هذه تفاصيل واحدة من أشهر خرافات صعيد مصر