تجارب من واقع الحياة

الاكتئاب الأسود والانتحار

بقلم : بحر الهم والحزن – مصر
للتواصل : [email protected]

أنا محروم من حقي في الحياة وأفكر في الموت

لو روى لى شخص آخر قصة كقصتي لكذبته ، لكني لا أستطيع أن أكذب نفسي ..
الاسم.. مجهول بين الناس أو أنى لست في الحسبان بين الناس المنافقين المناظر الكذابة إلا قليل لشدة المرض بالإضافة إلى الطيبة الفائقة
الآلام… اكتئاب حاد
الشعور اليومي.. عدم القدرة على التفكير الإيجابي واحتقار الذات وشعور دائم بالحزن والوساوس اللا متناهية ، التشتت الدائم و عدم القدرة على أخذ القرار ، عزيمة مفتورة قوة داخلية خامدة السبب.
المرض .. الصديق الأسود كالظل أينما كنت الاكتئاب

كل يوم أتمنى لو أستيقظ على يوم فيه من الفرحة لكن المرض مستحوذ على سعادتي .. أعيش كأني في دوامة والناس ينظرون لي ولا يبالون أن كنت سأغرق
سأروى لكم القصة يا سادة ..

نشأت في أسرة متوسطة الدخل ، ابتليت بأبٍ شديد قسوة القلب ، لا يعرف معنى الأبوة .
عندما كنت صغيراً في الابتدائية لا أعرف الحياة طفل يا أحبابي كان يقسو علي في كلامه و كان شديد التعصب وكان يضربني ضرباً شديداً ولا يجبر بخاطر طفله الصغير يوماً تلو الآخر ، ولا يعطيني مصروفاً كباقي الآباء ، فكنت أشعر أني محتاج وسط زملائي وكنت أبكي داخلي ولا أظهره لأحد يوماً تلو الآخر ، كنت أشعر بضيق الصدر والخنقة حتى أنه لم يجلس معي ولو لـ ٥ دقائق في السنة .

و حتى والدتي كانت قاسية الطباع مثله لا يوجد للأمومة في قلبها مكان .
في يوم ربطتني بالحبل ثم رمتني في البلكونة في عز البرد ، كنت طيب القلب لا أعرف إلا الحزن ولا أعرف أن أتكلم أو أدافع عن نفسي كباقي الأطفال ، لا أعرف أن أتكلم وإذا حاولت أن أتكلم كنت أمي تقول لي اسكت اسكت يا عار ، كنت أحس بأبسط الأمور كباقي الأطفال ، أشعر بالعجز وأنا يقال عليه من قبل أمي أني مجنون ، ألا تشعرون أقرب الناس تقول هذا !!

دخلت المدرسة الإعدادية وسط زملائي ، الاكتئاب لازمني وأنا لا أعرف ماهية المرض أو تشخيصه ، وكان زملائي يحتقروني ولا يعملون لي حساب ، تعبت من الوسواس القهرى والتفكير الدائم في الأفكار السلبية والحزن ، كان زملائي يحتقرونني كأني غريب الأطوار .

عندما دخلت الثانوية اشتد المرض ، كنت أحاول أن أنسى مرضي وأرتدى رداءً مزيفاً لكنى كنت فاشلاً ههه ، عجزت أن أكوّن صحبة كزملائي ، كنت أشعر أني في حلم أقول يا إلهي أيقظني منه فوراً ، عندما أكون في الحصة لا أركز مع المدرس ليس لأنى ألهو وأتحدث كباقى زملائي بل لأني أفقد قدرة تركيزي ولا أملك أي موهبة إبداع ، كنت عندما أحفظ شيء ثاني يوم أنساه ، كنت أضرب دماغي وأقول لنفسي وأنا أبكي ” فوق فوق بقى ، حرام كدا أنا بموت وأنا مش ميت ، في أيه أنا جيت الدنيا للعذاب ، أنا في بحر حزن وضيق وعكر مزاج ويأس لا إرادي ” فذهبت و قلت لأبي ” يا أبي أنا تعبان نفسي” قال لي بالنص ” سلامتها أم حسن هههه ” كنت أبكي يا ربي أذهب لمن !! قلت لأمي ، قالت لي ” أنت زي الجن أهو أنت هتسوي علينا الجنان ” .. يا ناس أنا لست في الدنيا ، تخلوا عني !

اليوم أنا عمري ٢٥ سنة ، مع العلم أن كل أصحابي يفرون مني لأني أبدو لهم ساذجاً وأنا لست كذلك ، أنا إنسان طاهر القلب لا أؤذي أحد و لا أفتري على ضعيف ، لا أستهزئ بضعيف عقل.
إنسان في عالم مليء بالوحوش ، أرى الناس تعصي وتذنب وأنكر عليهم ، وأرى نفسي أذنب فألومها لوماً شديداً .

أنا الآن متزوج ، وبين اليوم والآخر أفكر في الانتحار لأني أخسر عملي ولا أحد يتقبلني ، كما يعتبروني غريب الأطوار مع أنه في الحقيقة الاكتئاب الأسود .
أنا محروم من حقي في الحياة وأفكر في الموت ، وأقدم عليه بين الحين والآخر لكني أخاف الله تعالى ، فدلوني يا أحبابي ما الحل ؟

أحكي قصتي ليعتبر كل أب و أم ، ولكي يتقبل الناس بعضهم كما هم .. مع تمنياتى لكم بالعافية

تاريخ النشر : 2018-06-27

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى