تجارب من واقع الحياة

البلاء

بقلم : موفق مفيد شافعي – فلسطين

البلاء
أصبحت منبوذا و الكل يتجاهلني و لا يتحدث معي ..!
أنا ولد عمري 16 سنة و أشعر أن حياتي أصبحت مملة ، و لدت بتاريخ 2000/5/9 و كانت حياتي في بدايتها كأغلب الأطفال بريئة مليئة بالمرح و الفرح ، عشت حياة سعيدة و نشيطة ، مشكلتي هي تفكيري السطحي و النرجسي في صغري ، حيث كنت نرجسي التفكير أحب نفسي و أثق بأنني محظوظ ، لقد كنت مغروراً و أريد الخلود في الحياة ، و حين دخلت المدرسة تحسنت حياتي نحو الأفضل و أصبحت ذكياً و كنت ذكياً و كنت ذكياً و أعيد .. كنت ذكياً ، أحب المعرفة و التفاخر بما لدي ، عرفت باستبصاري و نجاحي منذ الصغر و عشت بالمدرسة العبقرية ، كنت محبوباً من قبل المعلمين و الأصدقاء ..

لكن تغير الأمر حين وصل عمري 13 سنة ، أي قبل 3 سنوات ، حيث بدأت أموري تتغير نحو الأسوأ ، و أصبحت أنزل في دراستي ، و أصبت بحادث طرق و نزفت لتراً و نصف من الدم ، ثم تدهورت حياتي ..

أصبحت دراستي مهددة ، وضعت في صفوف الخاص و عوملت بقسوة من قبل المعلمين ، و انمحت الابتسامة عن وجهي ، و صارت حالتنا المادية في البيت سيئة و لم أعد كما كنت ، وتعرضت للمضايقة و شعرت بأن الناس بدؤوا يتجاهلونني بدون سبب ، و أصبحت منبوذاً من قبلهم ، و زاد الأمر عن حده ففقدت شهيتي للأكل و حبي لنفسي ، و أصبحت أريد الموت و أتمناه بسبب المضايقات من زملائي فشعرت بالقهر و راجعت نفسي و قلت .. أين أخطأت بحياتي ؟!

فأنا متدين و لا أضر نفسي بالسجائر و الكحول و المخدرات ، غيري مدخنين و صحتهم أفضل مني ، لماذا يا إلهي ؟ هل أخطأت ؟ في كل حياتي لا أقبل التلفظ ضد إلهي بشيء فحين كنت أسمع أشخاصاً يتلفظون ضد الله بالسوء ، كنت أتضايق و أدعو عليهم بالسخط ، و لم أكن أقطع صلاتي ، فمن يوم ما بدأت أصلي و حتى الآن لم أقطعها أو أدخل في أمور الشوارع و أذى الناس ، و أنا احافظ على صحتي فلا أدخن مع ذلك صحتي متدهورة و ليس لي حظ ، و أنا الآن أشد تديناً من قبل و لا أقطع صلاتي حتى في مرضي ، و مع ذلك الأولاد قاطعي الصلاة لم يحدث لهم ما حدث لي .

أنا لا أشعر بالحقد لكن ما يدهور حالي نحو الأسوأ هو اتهامي باطلاً بتهم مكذوبة ، منها أني ولد مضايق و شخص معتوه و لا فائدة مني ، أدعو الله أن يحررني مما أنا فيه الآن من قهر ، فقد وصلت إلى حال مدمر ، معدلي بالانكليزية 0 و في بعض المواضيع تراجع تعليمي سنين ، و سقطت كثيراً و ليس لي أصدقاء و الله .

يا حسرتي بماذا أخطأت يا ربي لأبتلى و أُقهر بهذه الطريقة و لليوم لم يتحسن وضعي .

تاريخ النشر : 2016-11-28
guest
36 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى