ألغاز علمية

التنفسيّة:اجساد خارقة تتحدى الطبيعة

بقلم : مرتضى العبساوي – العراق
للتواصل : https://www.facebook.com/profile.php?id=100028037063428

التنفسيّة:اجساد خارقة تتحدى الطبيعة
هل يمكن للانسان ان يعيش بدون طعام او ماء

رغم التطور العلمي الذي شهده العصر الحديث لا زال الانسان يجهل الكثير عن نفسه فالظواهر الاستثنائية الخارقة التي ظهرت على ايدي الكثيريين من الاشخاص في العصور المختلفة تدل على قدرات غامضة يمتلكها الجنس البشري ومازالت تحرج المنهج العلمي صاحب النظرة المادية الضيقة، إذ ان الاقصاء والتصنيف “كعلم زائف” هو مصير الحالات والظواهر الخارجة عن مألوف المنطق المفروض على المؤسسة الاكاديمية العلمية.

من بين تلك القدرات الغير عادية هي ما تعرف بالتنفسيّة (breatharianism) اي امكانية الشخص ان يعيش بدون طعام او ماء لفترات طويلة قد تمتد لسنوات عديدة. وانه يمكن للبشر ان يستمروا بالحياة من خلال الاعتماد على الهواء فقط ، وبعض الممارسين يعتقدون انه يمكن للانسان البقاء فقط على ضوء الشمس!.

تنتشر هذه الضاهرة خصوصا بين المتصوفيين والقديسين الذين حافظوا على صحتهم وبقوا لفترات طويلة صائمين عن الطعام والشراب ، وقد ذُكرت أمثلة كثيرة عنهم في كتاب بعنوان “السيرة الذاتية لأحد اليوغيين” للكاتب “براماهانسا يوغناندا”.

التنفسيّة:اجساد خارقة تتحدى الطبيعة
المتصوف الهندوسي  براهلاد جاني اثار حيرة العلماء

ومن اشهر هؤلاء هو المتصوف الهندوسي  براهلاد جاني Prahlad Jani من مواليد 13 اغسطس 1929 ، والذي نشأ في قرية شرادا في منطقة ميهسانا.
وفقا لجاني فقد غادر منزله في السابعة وذهب ليعيش في الغابة. وفي سن 12 خضع جاني لتجربة “دينية” جعلته يتبع عبادة الالهة الهندوسية امبا على وجه الخصوص.
يزعم هذا الرجل البالغ من العمر 88 انه يعيش بدون طعام او شراب منذ العام 1940 ، حيث يعتقد بان الآلهة توفر له سائلا ينزل من خلال ثقب في حنكه مما يسمح له العيش بدون طعام او ماء ، وقد اثار فضول العديد من العلماء من جميع انحاء العالم.

لقد اجريت على جاني العديد من الفحوصات الطبية تحت اشراف الدكتور “سودهير شاه” طبيب الاعصاب في مستشفيات ستيرلنغ في مدينة احمد آباد الذي درس العديد من الاشخاص اصحاب القدرات الاستثنائية.
لقد اكد الباحثون قدرة جاني على الحياة بشكل صحي بدون طعام او ماء طيلة فترة الاختبار على الرغم من انه لم يتم نشر نتائج الدراسة في مجلة علمية كما جرت العادة.
وعندما تم سؤال المتحدث بأسم الفريق العلمي المسؤول عن التفاصيل ، أعلن أن الدراسة ستكون “سرية” حتى يتم تحديد النتائج ، ونص بيان صحفي رسمي آخر من قبل الفريق على أنه لا يمكن الكشف عن أي معلومات داخلية للتحليل إلا بناءً على تقدير الباحث الرئيسي.

اختبارات 2003

في عام 2003 ، راقب الدكتور سودهير شاه وغيره من الأطباء في مستشفيات ستيرلينغ ، حالة جاني لمدة 10 أيام ، حيث تم وضعه في غرفة مغلقة. ويقول الأطباء أنه لم يخرج من الغرفة أي بول أو براز أثناء فترة المراقبة ، ولكن يبدو أن هناك بول يتشكل في المثانة.
وقال متحدث باسم المستشفى إن صحة جاني كان طبيعية ، لكنه أشار إلى أن الثقب في الحنك كان في حالة غير طبيعية.

اختبارات 2010

التنفسيّة:اجساد خارقة تتحدى الطبيعة
تم اخضاعه للعديد من الاختبارات

في عام 2010 ، أجريت دراسة رصدية على براهلاد جاني من قبل معهد الدفاع عن علم وظائف الأعضاء والعلوم الطبية (DIPAS) ومنظمة البحث والتطوير الدفاعية (DRDO) ، حيث وضع في عزلة صارمة وتحت مراقبة مستمرة بالفيديو لمدة 15 يومًا. وتم إخراجه للتصوير بالرنين المغناطيسي ، الموجات فوق الصوتية ، الأشعة السينية والتعرض لأشعة الشمس تحت تسجيلات الفيديو المستمرة. وأجريت عليه أيضا الفحوصات السريرية والبيوكيميائية والإشعاعية وغيرها من الفحوصات الدورية.
وقيل أن اتصال جاني الوحيد ، خلال فترة الدراسة ، مع أي شكل من السوائل كان من خلال الغرغرة والاستحمام في بعض الأحيان ، وذلك بدءاً من اليوم الخامس للاختبار. و
أغلق المرحاض في غرفة جاني لإدعاءه بأنه ليس بحاجة للتبول أو التبرز.
وبعد مرور خمسة عشر يومًا من الاختبار التي لم يتناول خلالها الطعام أو الشرب أو الذهاب إلى المرحاض ، أفادت التقارير أن جميع الفحوصات الطبية التي أجريت على جاني كانت طبيعية ووصفه الباحثون بأنه في صحة أفضل من أي شخص في عمره.
وأفاد الأطباء أنه على الرغم من تذبذب كمية السائل في مثانة جاني، إلا أن جاني بدا “قادراً على توليد البول في المثانة” ، ومع هذا فأنه لم يتبول أبدا.
واستناداً إلى المستويات المعلنة من الليبتين والجريلين ، وهما هرمونان مرتبطان بالشهية ، افترض باحثون من منظمة DRDO أن جاني قد يظهر شكلاً متطرفًا من التكيف مع التجويع والعطش.
وفي سبتمبر 2010 ، أعلن الدكتور شاه أن علماء من النمسا وألمانيا عرضوا زيارة الهند لإجراء مزيد من الأبحاث حول جاني ، كما عرض علماء من الولايات المتحدة الانضمام إلى البحث. وقد أعرب جاني عن اهتمامه بالتعاون في إجراء مزيد من التحقيقات..

وفي نهاية الاختبار صرح مديرDAPIS : “أن نتائج الابحاث يمكن أن تفيد البشرية بشكل كبير وكذلك “الجنود وضحايا الكوارث ورواد الفضاء” ، وجميعهم قد يضطرون للبقاء دون طعام أو ماء لفترات طويلة”

وقد تناولت العديد من الافلام الوثائقية حالة جاني حيث ظهر في مقابلة على قناة ديسكفري بعنوان “الصبي ذو القوى الالهية” وكذلك شبكة التلفزيون المستقلة lTN معلقا على اختبارات 2010 وغيرها الكثير من وسائل الاعلام العالمية.

حالات اخرى

التنفسيّة:اجساد خارقة تتحدى الطبيعة
تريزا نيومان نسبت لها العديد من الخوارق

لم يكن برهلاد جاني هو الوحيد الذي اشتهر بقدرته على الاستغناء عن الطعام والماء ، فمن بين اولئك الذين اثاروا جدلا واسعا في اوربا  القرن العشرين هي الراهبة الكاثوليكية تيريزا نيومان التي ولدت عام 1898 في احدى قرى بافاريا بالمانيا في عائلة كبيرة ذات دخل قليل.

هذه الفتاة القروية ادهشت الناس من خلال قدرتها على الصوم لسنوات طويلة دون ان يدخل أي شيء الى معدتها.

في يوليو 1927 ، تم فحص ادعاءات نيومان في منزلها. تم فحصها واختبارها جسديًا من قبل الطبيب أوتو سيدل وأربعة ممرضات فرنسيسكانيات ، لمدة خمسة عشر يومًا (من 14 إلى 28 يوليو). ولم يلاحظ أن نيومان قد أكلت أي شيء.

وقد قيل بأن تيريزا نيومان لم تستهلك أي طعام ولم تشرب أي ماء منذ عام 1923 حتى وفاتها في عام 1962 .و تحدث العديد من الكتّاب عن قدرتها الخارقة للطبيعة للبقاء على قيد الحياة لفترات طويلة دون طعام أو ماء.

وهناك أيضا رجل مصري يدعى “الشيخ عشماوي” والتي وردت قصته في جريدة التنكيت الصادرة في 1882/4/1 , هذا الرجل لم يأكل او يشرب لمدة عشرين سنة ! الى ان توفي ، لكنه كان يعيش حياته بشكل طبيعي . وفي احدى المناسبات قام “الشيخ العروسي” مفتي الديار المصرية حينها بحجز الشيخ العشماوي في حجرة معزولة لمدة شهرين كاملين قضاهما دون أي طعام او شراب. ولم تتاثر حالته الصحية!!

المصادر :

Prahlad Jani – Wikipedia
Therese Neumann – Wikipedia
– كتاب العلاجات المحظورة

تاريخ النشر : 2018-11-03

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى