عجائب و غرائب

التوابيت المعلقة .. نعوش تخلد الموتى

بقلم : ريان الزهراني – السعودية
للتواصل : [email protected]

التوابيت المعلقة .. نعوش تخلد الموتى
تم تعليق مئات التوابيت التي حيرت أهالي

مهما كانت ديانة الشخص أو جنسيته أو عرقه او معتقداته فأنه يؤمن بالموت لا محالة ، هذه هي نهاية كل كائن حي على وجه الأرض بلا شك . لكن الاختلاف لا يكون في هذه النقطة ، بل يكون في طريقة دفن الميت ، فعلى مر العصور ابتكرت بعض الحضارات أساليب غريبة وعجيبة في دفن موتاهم ، وهذه الأساليب غالباً ما تكون نابعة من خلفية دينية أو تقليدية ، وبعضها قد لا تخطر على بالك عزيزي القارئ .

على سفوح ومنحدرات جبال (جونغشيان) في مقاطعة (سيتشوان) جنوب الصين تم تعليق مئات التوابيت التي حيرت أهالي تلك المناطق لعدد من القرون . يقال بأنها تعود لقوم (بو) الذين كان لهم نفوذ كبير في جنوب الصين في غابر الأيام ، وقد صنعت التوابيت من جذوع الأشجار المجوفة التي تنتشر بكثرة هناك وتم طلائها بطلاء برونزي لحمايتها من العوامل الطبيعية أو غيرها .

التوابيت المعلقة .. نعوش تخلد الموتى
على السفوح الشاهقة والمخيفة يعلقون نعوش موتاهم 

عمر بعض هذه التوابيت يتعدى 3000 سنة ، أما الحديثة منها فتعود لحوالي 1500 سنة . واحدث تابوت تم تعليقه يعود إلى ما يربو على الأربعمائة عام .

وقد دارت الكثير من الشائعات حول هذه التوابيت الغامضة ، والى وقتنا هذا لم يستطع احد التوصل لسبب تعامل قوم (بو) مع موتاهم بتلك الأساليب . لكن الخبراء الذين اجروا الدراسات المعمقة هناك رجحوا بأن السبب يتعلق بمعتقدات شعب (بو) ورغبتهم في أن يكونون قريبين من الإلهة في السماء ويستطيعون الوصول إليها بسهولة ، وكذلك يرى البعض أن طريقة الدفن هذه تحمي جثث الموتى من الحيوانات المفترسة والنهاشة والتي تكثر في تلك الأصقاع والبقاع النائية والتي كانت تنبش القبور وتأكل الجثث ليلة دفنها .

وفي الآونة الأخيرة يقوم الخبراء بإجراء صيانة دورية لتلك التوابيت المعلقة لكي لا تسقط إلى الوادي في الأسفل . أحد أولئك الخبراء قال بأنهم اكتشفوا وجود 15 تابوت تعود في تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام وهي ذات أهمية تاريخية كبيرة لأنها تعطينا لمحة عن معتقدات الأجداد وكيفية تعاملهم مع موتاهم وعادات الدفن لديهم .

التوابيت المعلقة .. نعوش تخلد الموتى
هذا هو ما تحتويه تلك التوابيت الغريبة المصنوعة من جذوع الاشجار

هناك مئات التوابيت على السفح ، بعضها يصعب الوصول إليه ، خصوصا العلوية منها ، لكن صيانتها أمر ضروري جدا لأنه في السنوات المنصرمة سقط أكثر من 20 تابوتاً منها إلى أسفل الوادي ومن بعدها أمرت الحكومة الصينية بأجراء صيانة دورية ومستمرة لها ، ويسابق الخبراء الزمن لصيانتها وعدم تكرار سقوطها مستقبلاً .

أما عن قوم (بو) فقد كانوا من الأقليات العرقية المنتشرة في الصين ، ويقال بأنهم اختفوا في ظروف غريبة لا يعلم احد سببها ، وقد تركوا ورائهم ثقافة غنية ورائعة مازالت تسحر العقول وتستفز الخيال .

تاريخ النشر : 2015-03-29

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى