تجارب من واقع الحياة

الجحيم الذي أعيشه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا اسمي عمر وقد قررت أن أقص عليكم حكايتي أو بالأحرى الجحيم الذي أعيشه علي أجد طريق الخلاص..

وأنا طفل كنت شخصية مرحة للغاية مليء بالطاقة الإيجابية تلفت نظر الجميع. ولكن لا أعلم ما حدث في منتصف طفولتي تقريبا في العمر 11 سنة. بدأت أعاني من مشاعر غريبة حزينة جدا مع بدء دخول الليل أشعر بالحزن ثم الوحدة وجميع المشاعر السلبية التي تتخيلونها.

المهم أظل هكذا لمدة ساعتين أو ثلاثة ثم تختفي. أعتقد أنها أعراض الاكتئاب، لكن في هذا الوقت لم أكن أعلم.. لأني كنت صغيرا ولا اعلم سبب حدوث هذه المشاعر السلبية دون سبب، وذلك مع أرق طوال الليل وصعوبة في النوم وهذا أثر على صحتي. وسأحكي لاحقا ماذا حدث في الدراسة، مستواي الدراسي بدأ يتراجع رغم أن مستواي كان جيدا جدا، وطبعا هذا بسبب الأرق والاكتئاب منذ الصغر.

إقرأ أيضا : حياة الجحيم

دخلت مرحلة الإعدادية مع بلوغي، وهنا حقا بدأ الجحيم.. زاد لدي التوتر والقلق بسبب مثل ما قلت سابقا خطورة الاكتئاب. كانت طوال الوقت ضربات قلبي تتسارع، وهذا انعكس على شخصيتي. أصبحت أتلعثم وأتحدث بطريقة سريعة غير مفهومة في بعض الكلمات، وليس كلها طبعا.. طلاب المدرسة تنمروا علي بسبب سرعة حديثي في الكلام.

كنت شخصية حساسة جدا، وأثر ذلك علي نفسيتي أكثر من قبل. وفي ثالثة إعدادي للأسف لم أستطع تخطي مجموع الثانوية العامة. وهي كانت أكبر صدمة لدي، لم استطع حتى الآن أن أتخطاها رغم تقدم عمري الذي أصبح ثمانية وعشرين

دخلت بعدها تعليما فنيا، طبعا من في مصر يعلم من دخل تعليم فني كأنه دخل إلى الإعدام، لأن التعليم ليس له مستقبل، وكنت أعلم ذلك في ذلك الوقت.. لهذا دخلت في صدمة كبيرة، وبعدها دخلت جامعة خاصة وحتى أني لم أكملها.. لأن وجودها مثل عدمه. ومن شدة الحزن ولأني كنت حساسا جاءت لي أمراض غريبة مصدرها مجهول، وهذا ضعف في نفسيتي أكثر مثل مرض الرعاش مجهول المصدر، كأني رجل عجوز لا أستطيع أن أحمل أي شي ثقيل.

يظل جسدي أيضا يرعش، وأشعر بحرارة غريبة في جسدي لا أتحمل أي هواء بارد علي جسدي من شدة الحرارة الغريبة حتى جسدي مع الوقت لم أعد أشعر به. ورغم أني أعرف الحركة جيدا، ذهبت إلى أفضل الأطباء لعلاج الإكتئاب، وللأسف لم يفلح معي أبدا، وفقدت الأمل.

إقرأ أيضا : كيف أهرب من هذا الجحيم ؟!

هل أنتحر؟، صدقوني أنا أعيش ميتا، لم أعد أشعر بأي شيء ولم أعد أخاف من أي شيء. لم أحقق أي إنجاز في حياتي، وعمري يضيع ولا أعلم السبب الرئيسي لكل تلك معاناتي. صدقوني من يقول إقرأ القرآن وصلي فعلت كل ما يخطر علي بالكم لكن للأسف حالتي لم تتحسن أبدا. فقط كل ما أريد أن أعرفه ماذا فعلت في حياتي لأصل لهذه الحالة والبؤس؟ لماذا جسدي لا يريد أن يتشافي كأني ملعون؟ أشعر بخمول طوال الوقت ولا أستطيع النهوض من الفراش.. طوال الوقت مجمد لا يتحرك ولا أي أحداث جديدة تدخل حياتي، فقط الأخبار السلبية. ماذا أفعل؟ لقد تحملت فوق طاقتي ولم أعد أتحمل.

التجربة بقلم : عمر – مصر

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
78 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى