تجارب ومواقف غريبة

الجن فى مدرستي

بقلم : بين السماء و الأرض – بلدٌ من بلاد العرب

الجن فى مدرستي
كان يوجد ممر مغلق بمفتاح

لقد كنت أبحث عن موضوعٍ فى الإنترنت بخصوص الجن ، و وجدت موقع كابوس .. إنه حقاً لا يخلو من الثقافة ، كما أن متابعي كابوس رُوَّع .. و إدارة الموقع و المشرفين أروع ما يكون ، و لا أنسى السيد إياد العطار الذي أكن له كل الاحترام و التقدير .. و أتمنى له الشفاء العاجل إن شاء الله ، بسم الله و عليه نتوكل و نستعين ..

أنا الآن منتقلةٌ إلى الصف الثامن بإذن الله تعالى ، ألزمتني الظروف في العام الماضي للذهاب إلى مدرسةٍ أخرى .. و كنت حينها قد أخذت شهادة إتمام التعليم الابتدائي ، و عندما انتقلت لم أستطع تكوين صداقات .. و كنت وحيدةً و أشتاق لصديقاتي ، فكرهت المدرسة و كل شيءٍ حتى أن علاماتي انخفضت بعد أن كنت ممتازة .. كنا لا نأخذ حصة الألعاب إلا داخل الفصل فإما أن نذاكر و إما أن نكتب الواجبات ، و يغادر الأستاذ ثم يقف رائد الفصل حتى تنتهي الفترة ..

و ذات يومٍ قرر الأستاذ الإفراج عنا و تركنا نلعب فى النادي ، مع العلم أن هذا لم يحدث للبنات .. فالأولاد يلعبون فى النادي ، و البنات محتجزة فى غرفة العلوم .. فذاكرنا و كتبنا الواجبات ، و عندما انتهيت طلبت من الأستاذ أن أدخل الحمام فقال لي “اذهبي أنتِ و صديقتكِ” و أنا ليس لديَّ صديقات .. و عندما ذهب الأستاذ قلت في نفسي “و ماذا سيحدث إذا ذهبت بمفردي؟ هل سأرى شبحاً في الحمام ، أم ستظهر أمنا الغولة لتأكلني؟” فذهبت إلى الحمام ثم ضحكت .. فأنا على الرغم من صلاتي و إيماني إلا أنني لا أُومِن بالأشباح أو الجن ..

كنت أقول عنها خرافات و خزعبلات لإخافة الأطفال ، ثم رجعت من الحمام و كان شكل مدرستي غريباً بحق .. حيث كان يوجد ممر مغلق بمفتاح كنت أراه دائماً ، و كان ينتابني الفضول لأرى ما فيه .. و أصبت بخيبة أمل عندما نظرت لساعتي ، و قد تبقى على انتهاء حصة الرياضة أكثر من نصف ساعة .. فقلت في نفسي “يجب أن أعرف ما سبب قفل الممر لأن شكله جميل لماذا لا نلعب فيه؟” ، حاولت فتح القفل و لم أنجح فالتقطت الحجر و ضربت به على رأس القفل حتى انكسر .. لا أعرف حينها كيف أتتني الشجاعة و الجرأة لكسر القفل و الدخول ..

فشعرت أنه نوعٌ من التمرد على فعلة الأستاذ لحرماننا من اللعب ، و حينما صدمت من جمال الممر وجدت داخله غرفةً قد كانت كبيرةً نوعاً ما .. كانت تشبه معمل العلوم الذى ندرس فيه ، دخلت ثم نظرت للساعة و قد تبقى بعض الوقت .. و بينما كنت جالسةً رأيت فتاةً دخلت من الممر قالت أنها من نفس فصلي لكنني لم أرها قط ، ثم لعبت و تكلمت و قالت “هلا تصبحي صديقتي؟” .. وافقت و كنت سعيدةً حيث كانت أفكارها مثل أفكاري ..

و عندما نظرت مرةً أخرى للساعة قلت لها “لقد تبقى خمس دقائق ، هيا لنذهب قبل أن يعاقبنا الأستاذ” .. عندئذٍ وجدتها قد تحولت تماماً من البراءة إلى الرعب ثم قالت “ألسنا أصدقاء؟ فلتجلسي معي” ، حاولت إقناعها لكنها أمسكت بيدي .. و خدشتني حتى شعرت أنني سوف أبقى معها للأبد ، فبكيت و قرأت آية الكرسي .. لأن أمي كانت دائماً توصيني بها – رحمها الله – و أنا لم أكن أصدقها ، فصرخت ثم تركت يدي و تجمدت مكانها ..

هربت إلى الأستاذ فلم أجد أحداً فى النادي ، و عندما ذهبت للصف قال لي الأستاذ “أين اختفيتي؟ لقد كنا نبحث عنكِ” .. خفت أن أخبره بما حصل فيعاقبني ، فقلت له “كنت فى الحمام” و مر الأمر .. و في نفس اليوم أُصِبْتُ بالجاثوم – شلل النوم – ، و قمت لصلاة الفجر بعد صعوبةٍ فى الحركة .. و بدأت الأحداث تزداد سوءاً ..

كنت أرى هذا في أفلام الرعب و لم أصدقها ، هل ما حصل معي تخيلات و أوهام؟ .. لكن لماذا تتكرر؟ و شعري قد بدأ بالسقوط ، و تغيير لونه من الأصفر إلى الأسود .. هذا لا يهمني لكن لماذا و كيف؟ لن أقول أنني رأيت أشباحاً ، لكنني أجد جروحاً و خدوشاً على جسمي و يدي بعدما أستيقظ .. و أسمع أصواتاً و أرى قططاً تطاردني في الأحلام و ثعابين ، و يتكرر نفس الحلم ..

أشعر برعبٍ شديدٍ رغم أن شخصيتي قوية ، و لا أستطيع البوح بذلك لأحد .. فأبي لن يصدقني و به ما يكفيه ، و إخواني مشغولين و أخواتى البنات قد تزوجن .. و ليس لديَّ صديقات فأنتم ملجأي الوحيد ، أعرف أن هذا يبدو كسيناريو فيلم رعبٍ لليلةٍ لا صديقة لها! .. أنا حتى لا أصدق نفسى! ..

أعتذر على الإطالة ..

تاريخ النشر : 2018-09-13

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى