تجارب ومواقف غريبة

الخوف في ليالي أكتوبر

في إحدى ليالي أكتوبر الباردة ، وعند مرور الساعة الثانية عشر ، يستيقظ العالم المخيف و المليء بالتساؤلات لدى أغلب البشر . عالم “الجن” بأفعالهم المعتادة – لدى البعض – . لا أعلم لماذا يحبون الليل ؟ ، وكأن هنالك رابطة قوية بينهم! . أم هل يمكن أن يكون ذلك قد رسم في مخيلاتنا لا غير؟ .

تلك الحادثة وقعت حينما كان عمري لا يتجاوز الثامنة ، أثناء خلود عائلتي إلى النوم . طرحت أختي فكرة أن نتابع رسومّّا متحركة ، حينها كان يعرض بالتلفاز فيلم عن الدمية حاملة السكين . 

ويا لها من فكرة مغرية ، كان البيت مظلما ، لكن لم أتمكن من مشاهدة الفيلم رغم وجود إخوتي حولي . فقد كان الخوف يتملكني .. ولأول مرة أحس بعدم بالأمان ، وعند كل لقطة يرتعش جسدي وقد حاولت جاهدة عدم إظهار ذلك لأكون قوية أمامهم .

إقرأ أيضا : شرق الرعب ، شمال الخوف – الجزء الأول

وأخيرا جاء الفرج ، أختي الكبرى والتي كانت آنذاك لم تتجاوز العاشرة بعد ، قامت بإطفاء التلفاز دون إذن منا وقالت : لنخلد إلى النوم ، فغدا لدي امتحان ولن أترككم وحيدين بهذا الوقت . ولأول مرة لم يعترض أحد منا ، وكأننا كنا نأمل ذلك مسبقا ، حتى أننا تسابقنا لأسرتنا في تلك الليلة .

صدقوني لم ينم أحد منا بسلام تلك الليلة! ، لم ينم أحد ! . عندما استلقيت على فراشي كنت أحس وكأن أحدا ما خلفي ، بعدها أحسست به جالسا عند رأسي ، لم أستطع النوم إطلاقا .

أختي كانت تحس بحرارة في أرجلها ، العجيب أن الجو كان باردا! ، وكانت تشعر بصوت أنفاس تلفح أذنيها . أما عن أخي الأول ، فكان يرى ظلا جالسّّا على سريره . وأخي الثاني ، فكان يحس بأن هنالك من يمشي حوله ، كنا كلنا معا بغرفة واحدة .

وكنا نرى ونسمع أشياء غريبة ، النوم كان مستحيلا بالنسبة لنا . لم نكن مثل باقي الأطفال الذين يكرهون النوم ليمددوا سعادتهم باللعب ، كنا نكرهه للأفكار والتخيلات والأصوات التي نسمعها ، أشعر وكأنها بأذني إلى الآن.

استيقظنا صباحا وكأننا نمنا أصلا! . و بزغ الفجز حاملا معه الأمل ، اطمأنت قلوبنا أكثر مع سماع صوت والدتنا وهي توقظنا . كنا نمثل بفرح ، وكأننا حضينا بنوم هانئء ، لم يخبر أحد منا الآخر بماحدث له لكي لا نظهر ضعفنا .

إقرأ أيضا : دفقات من الخوف!

بعد سنوات من الحادثة ، إنتقلنا من  ذلك البيت إلى مدينة أخرى . لنكتشف بعد فترة تجاوزت التسع سنوات أن بيتنا القديم كان قائما فوق مقبرة مليئة بالموتى!! .

وعندها قمنا بسرد ما حدث لنا تلك الليلة المشؤومة لبعضنا البعض . المفاجأة هي أنه حتى أبي كان يرى نفس الظل الذي رآه أخي ، وأمي كانت تسمع أصواتا غريبة وتحس بأنفاس مثل ما حدث مع أختي . لم يسلم أحد من تلك المخلوقات وأفعالهم المؤذية .

ختاما أود منكم الإجابة عن تساؤلاتي :

هل كان ما رأيناه وسمعناه حقيقيا؟ ، أم مجرد خيال؟ . فعند تذكري لتلك الحوادث أتمنى لو أنها كانت مجرد كذبة ، أو تخيلات لا أكثر ، وفي النهاية حافظوا على أذكاركم لأنهم خلقوا لنفس السبب الذي خلقنا من أجله ، وشكرا لكم مسبقا .

ملاحظة :

كانت تحدث لنا الكثير من القصص ، حيث كان جاري يتملكه جان ، وكانت تحدث الكثير من المشاجرات . كان كل من يسكن المنزل تحدث له نفس تلك الاحداث وأسوأ . بنهاية الأمر هدم البيت بعد مرور سنتين من الهجر فلا يأتيه أحد . علما أن المسجد كان أمامه بالتمام ، وكنا نسمع ونرى ونصمت . ولازالت ذاكرتنا متعبة من التفكير بتلك الليالي المخيفة .

اخترت شهر اكتوبر ليس لأنه حدث فيه حقيقةّّ ، لا أعلم الشهر حينها لصغر سني ، ولكنه خطر في بالي .

التجربة بقلم : تالا

guest
14 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى