تجارب ومواقف غريبة

الدولاب اللعين

بقلم : محمد العلاوي – الجزائر

الدولاب اللعين

وقلت للدولاب اليوم أما أنت أو أنا في هذا المنزل ..

اتصلت أختي بالنقال تسألني إن كنت اعرف من يبتاع الأثاث القديم . فطلبت منها أن تمهلني بعض الوقت لأعاود الاتصال بها . وفي صباح اليوم التالي زرتها في بيتها وسألتها عن الدولاب إن كانت مصرة أن تبيعه . فقالت لقد بعته . فقلت مستغربا كيف ؟ فقالت إنها قصة غريبة ، أنه دولاب ابنتي ، وكانت تتذمر وتضجر كلما تفتحه لتغير أو تختار ملابسها . فقلت مقاطعا أمر عادي . فقالت نعم .. لكن لا إلى أن يصل إلى حد أن يفتح تلقائيا ؟ .. فقلت لها ربما لم يكن موصدا بقوة ؟ .. فقالت لا أنه كذلك. فقلت وما القصة إذن ؟ .. فقالت إن ابنتي وبالرغم أنها مدللة إلا أنها تصدقني القول ولا تكذب علي . لقد شعرت أن في دولابها شيء غير عادي . كانت تشعر بقلق غير عادي إذا اقتربت منه ، كما أن ابنها نام بالقرب منه فراه يفتح تلقائيا . ثم أردفت قائلة كنت دائما أحاول أن أفتشه لكني كنت أنسى الموضوع . أما البارحة وبعد صلاة الصبح وبعد أن قلت الأوراد والأذكار اتجهت مباشرة إلى الدولاب ووضعت يدي على وسطي كهيئة التحدي وقلت للدولاب اليوم أما أنت أو أنا في هذا المنزل .

قلت وأنا أكاد أضحك انه تحدي غريب ! . فقالت ثم فتحته بقوة على مصراعيه وأخذت اشد الملابس وأنا مركزة نظري على أي شيء غير معتاد. ولما أفرغته تماما من الملابس أخذت أفتش بين زواياه ثم رأيت لوح الدرج . عدت إلى المطبخ وأخذت قضيبا حديديا ثم رجعت إلى الدولاب وأخذت أفك المسامير . ولما انتهيت من لوح الدرج جثوت على ركبتي لأرى أسفل الدرج فرأيت ورقة في أقصى زاوية الدرج فأخذتها وفتحتها وكانت دهشتي كبيرة لما رأيت ما مدون فيها ..

قلت ماذا وجدتِ فيها ؟ .. قالت صور الشعوذة و كتابة غريبة . ثم تابعت قائلة بأنها ذهبت مباشرة إلى المطبخ وأوقدت الفرن وأحرقت الورقة . فقلت وما الذي دفعك لفعل ذلك ؟  .. قالت خاطر خطر ببالي . ثم طلبت منك أن تجد من يشتري الدولاب لأني كرهت أن يبقى عندي في المنزل . ولما أردت أن أذهب إلى جارتي كالعادة فتحت الباب فوجدت شابا واقفا فسألني إن كان هناك شيئا تريدين بيعه ، فاستغربت للأمر وقلت نعم دولاب قديم .. فقال هل لي أن أراه ؟ .. فقلت نعم . واتفقنا على الثمن وحمله بعد تفكيكه.

وفي تلك الليلة رأيت في الغرفة كأن جماعة من القراء يقرؤون القرآن ثم وقف شيخ مهيب طاعن في السن من بينهم فتقدم نحو الدولاب وقد اتبعه القراء ثم احرقوه . أني رأيت في حياتي أكثر من ذلك ومنهم الجهلة الذين يدفنون الأعمال السحرية في القبور . لقد فهمت حديث سول الله عليه الصلاة والسلام : " حرمة المؤمن ميتا كحرمته حيا " .

اريخ النشر 19 / 11 /2014

guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى