قتلة و مجرمون

الذئب وعصفورة الجنة

بقلم : جمال البلكى – مصر الاقصر اسنا
للتواصل : [email protected]

الطفلة ريماس
الطفلة ريماس

عندما يموت الضمير وتغيب الاخلاق ويتلاشى الوازع الدينى ويمشى الانسان وراء شهواته وغرائزه ولله در امير الشعراء شوقى وانما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا .

فى جريمة هزت محافظة الدقهلية بل هزت مصر كلها وخصوصا مدينة دكرنس التى وقعت بها الاحداث الماساوية . ما ان بزغت شمس الصياح حتى نهضت الطفلة ريماس البلغة من العمر ثمانى سنوات من نومها استعددا لشراء الخبز من المخيز القريب من منزلهم كما هو معتاد كل صباح ولكنها خرجت ولم تعد .

مرت عدة ساعات على غياب الطفلة عن المنزل والام تنظر من نافذة المنزل لكن لاشىء . وبدا القلق والخوف يدب فى قلب الام وبدات تسال كل من تجده من الجيران لعل احدهما رآها وذهبت الى المخيز ولكن العاملين بالمخبز قالوا بانها اشترت الخبز وذهبت .

وبدأ اهالى المنطقة فى رحلة البحث عن الطفلة وتم تحديد نفطة البداية من منزل اسرتها ونقطة النهاية المخبز وان يكون البحث بين هاتين النقطتين وما حولها. وذهب كل فرد فى اتجاه للبحث عن الطفلة التى اختفت فى ظروف غامضة وانطلقت مكبرات الصوت فى المساجد القريبة لتعلن غياب الطفلة والجميع يوكد عدم رؤيتها.

ويزداد الخوف والحزن فى قلب الام المكلومة على ابنتها وتجرى هنا وهناك والدموع تملأ عينها ولكنها تظل متمسكة بالامل في ان تجد طفلتها سليمة. ووسط هذا الجو المشحون بالحزن والقلق والالم يظهر بصيص من الامل حيث جاءت صديقة ريماس لتدل الاسرة على طرف خيط والذى سيقود الاسرة الى الطفلة المختفية حيث اخبرتهم ان ريماس كانت بصحبة رجل وانها دخلت معه المنزل واشارت الى احد المنازل فى المنطقة.

لم تنتظر الام الملهوفة على ابنتها احد واسرعت الى المنزل المشار اليه وتبعها عدد من افراد الاسرة وكم كانت الصدمة شديدة على الاسرة عندما وجدوا ريماس ملقاة على السلم وغارقة فى دمائها وهزت صرخات الام جنبات المنزل وهى تنادى على ابنتها والام تسرع باحتضان ابنتها الغارقة فى الدماء وتحاول ان تيقظها بين الفينة والفينة ولم تسمح لأحد باخذ الطفلة منها.

blank
واجهت الشرطة صعوبة في تهدئة ام الطفلة والناس

وقد تمكنت قوات الشرطة بعد ساعات من المفاوضات مع اسرة الطفلة والاهالى وبصعوبة شديدة من انتزاع جثة الطفلة من احضان امها ووضعها فى كيس المشرحة وكذلك تم اخراج المجرم باعجوبة بعد ان حاصر المئات من الاهالى المنزل محاولين الفتك به. حيث كان المجرم قد ابصر الطفلة اثناء شرائها الخبز فدبر حيلة لاستدراجها لمسكنه واغتصابها واقنع الطفلة المسكينة كما جاء فى محضر اعترافه بان امها تنتظرها بمنزله مع والدته وانها ارسلته لاحضارها وحاول هذا الذئب البشرى اغتصاب الطفلة ولكن الطفلة قاومته مقاومة شديدة فقام بقتلها خوفا من افتضاح امره.

وقد تبين من معاينة مسرح الجريمة اثار دماء على جدران شقة الجانى واثار دماء على منشفة معلقة على باب الحمام كم تم العثور على ربطة شعر تخص الطفلة كم وجدت ملابسها ملطخة بالدماء فى منور الشقة .

blank
شيع مئات من اهالى المدينة الطفلة البريئة

وقد كشف تقرير الطب الشرعى عن مفاجاء مدوية حيث اكد ان الطفلة مازالت عذراء ولم يتم اغتصابها ولكنها قاومته مقاومة شديدة واشار التقرير لوجود اثار مقاومة وعنف وان الجثة بها عدة طعنات متفرقة .

قررت النيابة دفن الجثة وحبس المتهم الذى اعترف بارتكاب الواقعة. وقد شيع مئات من اهالى المدينة الطفلة البريئة الى مثواها الاخير وسط حالة من الغضب والحزن واطلفت بعض النساء الزغاريد اثناء تشيع جثمان الطفلة وسط حالة من البكاء الهستيرى بين جموع المشيعين كما سقطت الام مغشيا عليه وهى تنادى على ابنتها … والجميع يتمتم الى جنة الخلد يا عصفورة الجنة .

تاريخ النشر : 2021-04-18

guest
85 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى