تجارب ومواقف غريبة

الرجل الجني

بقلم : ابو شيخه – السعوديه
للتواصل : [email protected]

رجل يجلس قريبا من موقعنا يروح و يجيء من قبل مغيب الشمس
رجل يجلس قريبا من موقعنا يروح و يجيء من قبل مغيب الشمس

عندما انتهت صلاة الجمعة وخرجنا من المسجد أنا وصديقي المقرّب حسين،  قال لي أنّه مدعو لجلسة سمر وسهرة خاصّة بأبناء عمومته، وأنّه يجب أن أرافقه إلى هناك . في البداية، اعتذرت ولكنّه أصرّ عليّ فوافقت

قال سوف يصلّي العصر بالمسجد القريب من منزله وسوف نذهب بعد العصر للسهرة وذلك لبعد المسافة، حيث أن الموقع يبعد عن القرية قرابة الساعتين ونريد أن نذهب في وضح النهار لان حسين لن يعرف الطريق للموقع بعد غياب الشمس 

 تحرّكنا بعد الصلاة مباشرة . وعندما كّنا نسير بالطريق ونحن نتحدّث ونضحك ونستمع للأغاني، أخذنا الوقت وحلّ الظلام . ونحن لم نصل بعد ولكن حسين متأكّد من الطريق وأنّنا بالقرب من الموقع . فقد شاهدنا نور سيّارة تشتعل و تنطفئ من مسافة بعيده كما هي عادة أبناء عمّ حسين كإشارة منهم لنهتدي إلى موقعهم. وفعلاً وصلنا وقاموا بالترحيب بنا وتقديم القهوة والشاي.

 

كان عددنا تسعة أشخاص بالإضافة إلى فتى بعمر العشر سنوات . ثمّ أخبرنا أحد أبناء عموم حسين أن هناك رجل يجلس قريبا من موقعنا يروح و يجيء من قبل مغيب الشمس . وعندما غابت الشمس، لم نعد نراه . وبحكم شجاعتي ومعرفتي بعالم الجنّ ولكي أطمئن الحاضرين بأنّه لا يوجد شي يدعو للقلق، قرّرت أنا وحسين الذهاب والتأكّد من ذاك الرجل .

 

وفعلاً، ذهبنا واستطلعنا الأمر ولم نجد أحد . وعدنا للمجموعة انقسمنا لقسمين : القسم الأوّل هو المسئول عن ذبح الخروف وطهيه أمّا القسم الثاني، فهم الكبار الجالسين يتحدّثون ويتسامرون حتّى استوى العشاء . ومع أنّني أحبّ تذكية الذبيحة، ألزمت عليهم أنّني المسئول عنها وعن سلخها وتقطيعها. فرفضوا بحجّة أنني ضيف

 

ذهبت لكي أجلس مع البقيّة . وبعد حوالي ساعتين، وعند ظهور القمر، تم تقديم طعام العشاء. وأكلنا وجلسنا نتسامر. وبعد ذلك، أتى الفتى الصغير الذي معنا يرتعد خوفا يقول أنّ الرجل الذي شاهدوه قبل المغرب بالطريق إلينا و قد رآه بوضوح من خلال ضوء القمر

وصل إلينا و جلس بالقرب منّا بمسافة خمس أمتار . لم ينطق بشيء . شكله مريب ومخيف . قلت له: لماذا لا تأتي هنا وتجلس معنا وتشرب الشاي. وسنقدّم لك ما تبقّى من عشائنا

فقال لنا بصوت أثار الرعب بنا جميعاً : « أنا لا أشرب شرابكم ولا آكل طعامكم و فلتغادروا الآن قبل أن يغضب الجميع منكم ! » 

فقلت له: ماذا تقصد بالجميع ؟

– أنتم الآن في مملكتنا.. ونحن هنا عددنا يفوق الألف ،

لا أخفيكم أنّي خفت قليلا ولكن ليس أكثر من البقيّة بحكم معرفتي بعالمهم . و لأنّي مداوم على الصلاة جماعة والتحصين وآكل سبع تمرات بشكل مستمرّ . علمت أنّهم لن يضرّوني بشيء . و طلبت من الجميع قراءة المعوّذات و آية الكرسي

 

قرّر الجميع في النهاية الإذعان لذلك الكائن و همّوا بالرحيل و لم ينصتوا إليّ . فقلت له: لن تستطيع أن تؤذيني مهما فعلت ولكنّني سأذهب معهم، ليس خوفا منك ولكن استجابة لقرار الجماعة و خاصّة من أجل هذا الطفل الصغير المرعوب حاله حال البقيّة .

وعندما هممنا بركوب السيّارات، فوجئنا بها لا تعمل ولا نعلم السبب . ولا أنكر أنّه في تلك اللحظة، خفت قليلا ولكن لم أرد أن أظهر خوفي للآخرين . نزلت من السيّارة فقال ذلك الكائن الغريب : أنت تريد أن تتحدّاني بأن أؤذيك

–  بالطبع لن تؤذيني.. أنا محصّن بالأذكار

– سأؤذيك بطريقة أخرى إذا

– كيف ذلك ؟

– سأؤذيك بإيذاء صديقك

 

فخفت على حسين فقلت له : لقد انتصرت عليّ وتذكّر أنّك لم تواجهني وجهاً لوجه

طلبت من البقيّة تشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم فقاموا بذلك . وقمت بالأذان عدّة مرّات . وبعد ذلك، اختفى الرجل واشتغلت السيّارات وذهبنا وكنت أتمنّى أن نبقى ولكن خوفي على حسين جعلنا نذهب . بعد أن عزمت في نفسي على العودة لنفس الموقع مع بعض الإخوة من ذوي التحصين و الشجاعة ومن يرغب بالذهاب والتأكّد من الموقع فليراسلني و سنحدّد الوقت المناسب 

تاريخ النشر : 2019-04-01

guest
42 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى