تجارب ومواقف غريبة

الرجل ذو الرأس المقطوعة

بقلم : أبو زيد – الأردن
للتواصل : [email protected]

الرجل ذو الرأس المقطوعة
و إذا برجل طويل بلا رأس يهرول باتجاهه !!

السلام عليكم .. هذه قصة من مجموعة القصص الحقيقية التي حصلت معي ومع غيري ممن أثق بكلامهم و التي سأقصها عليكم أعزائي على مراحل …

منذ أن وعينا في الحي الذي نقطنه كان ذلك البيت المهجور و المكون من غرفتين لهما شباكان يطلان على الشارع الذي يقابل المسجد تماماً ، ناهيك عن مغارة في وسط الفناء الداخلي المحاط بسور أسمنتي أغلب أجزائه مهدمة أو آيلة للسقوط ، كان البيت مبتعداً و مرتفعاً قليلاً عن البيوت التي على يمينه و شماله ، كأنه على هضبة .. بارز قليلاً للأمام ، لذلك يمكن ملاحظة البيت و رؤيته من أماكن بعيدة .

مما قيل فيه أنه كان مأوى للفدائيين الفلسطينيين الذين حوصروا في داخله أبان حرب أيلول ، منهم من استشهد و منهم من استطاع النجاة .. أيضاً قيل في ذلك البيت أن ثمة رجلان أسودان سكناه فيما بعد متجاهلان تحذير الأهالي لهما عن واقع البيت المخيف و المؤلم في آن ، ربما يعود ذلك لشعورهما بالاختلاف لكونهما قويا البنية مفتولي العضلات ، يقال بأنهما كانا صديقان مقربان و لكن سلوكهما كان مريباً و يبدو أنهما من أصحاب السوابق ..

في صبيحة يوم بائس وجد أحد الشابين مذبوحاً بسكين و قد فصل رأسه عن جسده ، أما الآخر فلم يُرَ بعدها !! حتى أن ثمة من أشاع أنه دخل المغارة التي في فناء البيت و لم يخرج منها لغاية اللحظة .. في الحقيقة كثير من القصص و الروايات قيلت تعليقاً على هذا البيت المهجور ، و الذي كان يشكل لنا هاجساً لطالما حرمنا كثيراً من المرور بقربه في كثير من الليالي الرائقة ، حتى أثناء النهار من فرط مشاعر الخوف و الرعب الذي كان يبثه بداخل كل من اقترب منه أو مر من أمامه .

لي صديق يكبرني بعامين تقريباً تعرفت عليه في دار تحفيظ القرآن .. كان متديناً جداً و حريصاً على أداء جميع الصلوات في المسجد المقابل للبيت آنف الذكر ، خاصة صلاة الفجر .

أخبرني في اليوم الذي تلا الحادثة التي حصلت معه أنه و بينما هو متوجهاً لأداء صلاة الفجر ، و بعد أن صار تماماً مقابل البيت سمع صوتاً غريباً قادماً من خلفه ، في البداية ظن أن أحد المصلين يتمتم في سره أو ما شابه مخرجاً صوتاً أجش عن غير قصد ، و لكن حصلت المفاجأة عندما التفت إلى الخلف بداعي الفضول حيث الصوت الغريب الذي سمعه ، و إذ برجل طويل أسود بلا رأس يهرول باتجاهه ..

كان يحدثني صديقي و قد بدت عليه ملامح الخوف و الفزع كأنه يعيش الموقف مرةً أخرى .. أو سرده لي أعاده لا شعورياً إلى تلك اللحظة المفزعة ، و لا أنكر أني عشت معه تلك المشاعر كأنني أنا الذي مرَّ بتلك التجربة المرعبة .. أخذ نفساً عميقاً متقطعاً ثم قال :

مجرد أن رأيت ذلك الشيء ركضت بكل ما أوتيت من عزم باتجاه المسجد حتى أنه كما قال لي : دخل مباشرةً إلى المسجد دون أن يخلع نعله من شدة الخوف .

تاريخ النشر : 2017-01-24
guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى